المحتوى الرئيسى

الدعاء في الحج

10/24 23:26

امر الله سبحانه عباده بالدعاء ، ووعدهم عليه بالاجابه والاثابه ، وقد جاءت النصوص الشرعيه مبينه عظم شان الدعاء وفضله ومنزلته في الدين، فالدعاء هو العباده، وهو من اعظم اسباب دفع البلاء قبل نزوله، ورفعه بعد نزوله، ومن اهم اسباب انشراح الصدر وتفريج الهم وزوإل ألغم ، وهو مفزع المظلومين وملجا المستضعفين ، واعجز الناس من عجز عن الدعاء .

واني لادعو اللهَ والامرُ ضيقٌ عليَّ فما ينفك ان يتفرّجا

وربَّ فتيً ضاقتْ عليه وجوهُهُ اصاب له في دعوه الله مَخْرَجا

واذا كان هذا شان الدعاء عموماً فان الدعاء في الحج اعظم واكد، وذلك لتوافر مظان الاجابه فيه اكثر من غيره:

فالحاج مسافر، والمسافر مستجاب الدعوه لقوله - صلي الله عليه وسلم- : ( ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوه الوالد ودعوه المسافر ودعوه المظلوم ) رواه ابو داود وغيره .

والحاج مستجاب الدعوه لقوله - عليه الصلاه والسلام -: ( الغازي في سبيل الله، والحاج والمعتمر وفد الله، دعاهم فاجابوه، وسالوه فاعاطاهم ) رواه ابن ماجه .

وفي الحج يشتد اضطرار العبد واخلاصه لله وذلك من اعظم اسباب الاجابه ، كما في قصه اصحاب الغار الذين انطبقت عليهم الصخره ، فكان اخلاصهم لله اعظم سبب لنجاتهم .

كما ان في الحج مواضع عديده يستحب الدعاء عندها ، وتكون الاجابه فيها ارجي من غيرها ، فمن هذه المواطن :

- الدعاء في الطواف، وليس هناك دعاء محدد فيه، بل يدعو العبد بما اراد من خيري الدنيا والآخرة ، والمنقول من دعائه عليه الصلاه والسلام انه كان يقول بين الركنين وهما - الحجر الاسود والركن اليماني - : ( ربنا اتنا في الدنيا حسنه ، وفي الاخره حسنه ، وقنا عذاب النار ) رواه ابو داود .

- الدعاء علي الصفا والمروة ، يقول جابر رضي الله عنه وهو يصف حجته - صلي الله عليه وسلم - كما في صحيح مسلم : ( فبدا بالصفا ، فرقي عليه حتي راي البيت ، فاستقبل القبله ، فوحد الله ، وكبَّره ، وقال : لا اله الا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد وهو علي كل شيء قدير ، لا اله الله وحده ، انجز وعده ، ونصر عبده ، وهزم الاحزاب وحده ، ثم دعا بين ذلك ، قال مثل هذا ثلاث مرات ، ثم نزل المروه حتي اذا انصبَّت قدماه في بطن الوادي سعي، حتي اذا صعدتا مشي حتي اتي المروه ، ففعل علي المروه كما فعل في الصفا ) .

- الدعاء يوم عرفة لقوله - صلي الله عليه وسلم- : ( خير الدعاء دعاء يوم عرفه، وخير ما قلت انا والنبيون من قبلي: لا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو علي كل شيء قدير ) رواه الترمذي ، وقد ظل نبينا - عليه الصلاه والسلام - في هذا اليوم من بعد الزوال وهو علي ناقته رافعاً يديه الي صدره داعياً مبتهلاً حتي غربت الشمس .

- الدعاء عند المشعر الحرام في مزدلفه ، يقول جابر في الحديث السابق : ( ثم ركب القصواء حتي اذا اتي المشعر الحرام ، فاستقبل القبله ، فدعاه ، وكبره ، وهلله ، ووحده ، فلم يزل واقفاً حتي اسفر جدا ) .

- الدعاء في أيام التشريق عند الجمرتين الصغري والوسطي، فقد كان - عليه الصلاه والسلام - يقف عندهما بعد ان يرمي فيستقبل القبله، ويقوم قياماً طويلاً رافعاً يديه يدعو .

- الدعاء عن شرب ماء زمزم لقوله - صلي الله عليه وسلم- : ( ماء زمزم لما شرب له ) رواه ابن ماجه .

وللدعاء شروط واداب ينبغي مراعاتها والاخذ بها، ياتي في مقدمتها اخلاص الدعاء لله، وافراده سبحانه بالقصد والتوجه، فلا يدعو الا الله ولا يسال احداً سواه، ولا بد من قوه الرجاء وحضور القلب وعدم الغفله عند دعائه لقوله - صلي الله عليه وسلم- : ( ادعوا الله وانتم موقنون بالاجابه، واعلموا ان الله لا يستجيب دعاءً من قلب غافل لاه ) رواه الترمذي .

وعلي الداعي ان يجزم في المسألة ولا يتردد، ولا يستعجل الاجابه لقوله - صلي الله عليه وسلم- : ( لا يقل احدكم اللهم اغفر لي ان شئت، ارحمني ان شئت، ارزقني ان شئت، وليعزم مسالته، انه يفعل ما يشاء لا مكره له ) ، وقوله : ( يستجاب لاحدكم ما لم يعجل ، يقول دعوت فلم يستجب لي ) رواه البخاري .

وليتحر الاوقات والاحوال التي تكون الاجابه فيها ارجي كجوف الليل الاخر، ودبر الصلوات المكتوبات ، وبين الاذان والاقامه ، وآخر ساعة من يوم الجمعه ، وحال السجود ، والصيام والسفر وغير ها من اوقات الاجابه .

وليقدم بين يدي دعائه الثناء علي الله جل وعلا ، والصلاه علي - النبي صلي الله عليه وسلم – والاقرار والاعتراف بالذنب والخطيئه ، فعن فضاله بن عبيد قال : بينا رسول الله - صلي الله عليه وسلم- قاعداً اذ دخل رجل فصلي فقال : " اللهم اغفر لي وارحمني " ، فقال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - : ( عجلت ايها المصلي، اذا صليت فقعدت فاحمد الله بما هو اهله وصل علي، ثم ادعه ) رواه الترمذي .

وعليه ان يلح في دعائه وتضرعه، ويعظم المساله، ويظهر الفاقه والمسكنه، ويدعو في جميع الاحوال من شده ورخاء ومنشط ومكره، ويكرر دعاءه ثلاثاً، قال - صلي الله عليه وسلم- : ( اذا تمني احدكم فليكثر فانما يسال ربه ) رواه الطبراني ، وقال: ( من سره ان يستجيب الله له عند الشدائد والكُرَب فليكثر الدعاء في الرخاء ) رواه الترمذي .

كما يستحب له ان يتطهر ويستقبل القبله، ويرفع يديه حال دعائه، يقول - صلي الله عليه وسلم - : ( ان الله حيٌّ كريم يستحي اذا رفع الرجل آليه يديه ان يردهما صفرا خائبتين ) رواه الترمذي .

وعلي الداعي ان يخفض صوته بين المخافته والجهر لقوله جل وعلا : (ادعوا ربكم تضرعًا وخفيه انه لا يحب المعتدين ) (الاعراف55)، وقوله - صلي الله عليه وسلم-: ( يا ايها الناس اربعوا علي انفسكم فانكم لا تدعون اصم ولا غائباً، انكم تدعون سميعًا قريبًا وهو معكم ) رواه البخاري .

وليتخير جوامع الدعاء، والادعيه الماثوره التي جاءت النصوص بانها ارجي للقبول والاجابه كقوله - صلي الله عليه وسلم- : ( دعوه ذي النون اذ دعا وهو في بطن الحوت ( لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين ) فانه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط الا استجاب الله) رواه الترمذي .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل