المحتوى الرئيسى

مؤسسة سويسرية تقدم خدمات المساعدة من أجل الانتحار

10/21 19:49

توفيت ان تيرنر في المؤسسه السويسريه عام 2006 واصطحبت ابنها معها

قبل عشر سنوات سافر بريطاني مصاب بمرض السرطان الي سويسرا وتجرع شرابا مميتا من الباربيتورات بغيه الانتحار والي جانبه ابنه وابنته.

كانت هذه الحاله الاولي من بين اكثر من 180 حاله لبريطانيين يحصلون علي مساعدات من اجل الانتحار في مؤسسه (ديغنيتاس Dignitas)، وهي مؤسسه سويسريه تاسست عام 1998 بغيه تقديم مساعده لاصحاب الامراض المزمنه والتي لا امل في الشفاء منها للتخلص من حياتهم.

وبينما يعد القتل الرحيم و المساعده علي الانتحار اجراءات غير قانونيه في بريطانيا، فان دولا اخري امثال سويسرا تسمح بتقديم مساعدات من اجل الانتحار في ظروف خاصه، فيما تعد مؤسسه ديغنيتاس المنشاه السوسريه الوحيده التي تقبل اجانب.

ونتيجه لذلك تستقبل المؤسسه في المتوسط 18 مواطنا بريطانيا يطرقون بابها سنويا منذ عام 2002، حيث يقدم الكثيرون منهم علي السفر بدافع ما يواجهون من ظروف من اجل الانتحار خارج بلادهم.

ومع ايلاء اهتمام لتوقيت الموت وتفاديا للشعور بالالم، اصبحت النهايه البطيئه اسمي امنيات اناس امثال ان تورنر وبيتر سميدلي وجاكي ميكوك ممن يسافرون رحلتهم الاخيره الي زيورخ.

وبالنسبه لمن يصاحبونهم في سفرهم، يكمن دوما الخوف من المثول للمحاكمه لكن حتي وقتنا هذا، لم يمثل اي ممن رافقوا البريطانيين ال182 للمحاكمه.

منذ ذلك الوقت وخلال عقود اثير جدل واسع امام المحاكم العليا بشان "الحق في الموت" لكل من اراد الحصول علي مساعده لانهاء حياته.

وفي فبراير عام 2010 اصدر الادعاء العام توجيهات جديده تحدد من يخضع للمحاكمه علي خلفيه مساعده اخرين في الانتحار.

وقال ينبغي الاعتبار لطائفه من العوامل التي تضم دوافع الشخص الذي يقدم علي تقديم المساعده وقدره الضحيه علي التوصل الي قرار واضح ومركز بشان الانتحار.

وقالت ساره ووتون، المدير التنفيذي لمؤسسه (ديجنتي ان داينج Dignity in Dying) التي ترعي حمله تهدف الي تغير القانون والسماح بتقديم مساعده من اجل الوفاه، ان التوجيهات الجديده "لحظه فاصله".

واضافت "لا ينبغي محاكمه الناس علي تقديم مساعده رحيمه. لابد ان نفرق بين ما هو جريمه وما هو غير ذلك."

فيما وصف اخرون، من بينهم انصار حملات لرعايه المعاقين، التوجيهات الجديده بخطيره وانها قد تؤدي الي زياده الضغوط علي المعاقين من اجل الانتحار.

لكن هذه التوجيهات لم تغير القانون البريطاني باي حال من الاحوال، حيث مازال ينص قانون الانتحار 1961 علي سجن كل من يساعد ويحرض اخرين علي الانتحار لمده تصل اقصاها الي 14 عاما.

مازال يمثل المتخصصون في حقل الرعاية الصحية للمحاكمه علي خلفيه ما قدموه من مساعده للمرضي الذين يرغبون في الموت، كما تسير الاجهزه المعنىه بالاطباء مثل الجمعيه الطبيه البريطانيه والكليه الملكيه لمزاولي المهنه من الاطباء وجمعيه الطب المهدئ في نفس الدرب.

يذكر ان دراسه اجريت عام 2006 لاعضاء الكليه الملكيه للاطباء اظهرت ان ما يزيد علي 70 في المئه يعارضون تغير القانون من اجل المساعده في الانتحار.

وقالوا انه ينبغي ان يكون التركيز علي تحسين رعايه من يقتربون من الوفاه. وكانت استجابه الحكومه عام 2008 من خلال نشر (استراتيجيه رعايه نهايه الحياه) التي تشمل البالغين في انجلترا والتي تهدف الي اتاحه اكثر من خيار امام الناس والاختيار بين الحياه ام الموت.

غير ان ووتون قالت ان القانون غير مرن في صورته الحاليه، واضافت "ان البرلمان غض الطرف عن 10 سنوات سافر فيها بريطانيون الي الخارج من اجل الانتحار. وتمشيا مع الراس العام يجب تغير القانون علي نحو يسمح بالاختيار بين الموت بمساعده طبيب في المنزل او في محيط ينطوي علي الحمايه الصريحه."

غير ان بيتر ساوندرس، مدير حمله (رعايه بدون قتل (Care Not Killing قال انه من بين جميع الوفيات في بريطانيا سنويا يعتبر عدد الذين يسافرون الي سويسرا من اجل الانتحار "صغير للغايه".

وقال "وسائل الاعلام البريطانيه تبالغ في الترويج للحالات التي ترصدها وتجعلها اكبر من حجمها الحقيقي، غير ان العدد صغيره جدا."

واضاف انه خلإل ألسنوات الاربعه الاخيره، لم يسجل المعدل السنوي للبريطانيين الذين يسافرون الي مؤسسه ديجنيتاس اي زياده، وهذا مهم للغايه.

وقال ان الواجب الاول للقانون هو "حمايه المواطنين، وذلك ربما يعني ان بعض الاشخاص المحددين ربما لا يحصلون علي ما يرغبون فيه."

يرغب البعض في ان يميز القانون بين القتل بدافع الرحمه و القتل حتي يتسني لاناس امثال جين نيكلينسون مساعده زوجها توني، الذي يعاني من متلازمه المنحبس (شلل رباعي مع بقاء الوعي)، علي الموت في المنزل.

جدير بالذكر ان الكاتب الروائي السير تيري براتشيت الذي شخصت حالته بمرض ألزهايمر عام 2008 ومن انصار تقديم المساعده من اجل الموت، اصبح من دعاه حمله تغير القانون.

وشارك براتشيت في فيلم وثائقي انتاج قناه بي بي سي الثانيه تتبع الايام الاخيره للبريطاني البالغ من العمر 71 عاما وسافر الي مؤسسه ديجنيتاس في سويسرا من اجل الانتحار.

يذكر انه في وقت سابق هذا العام بحثت لجنه معنيه بالمساعده من اجل الموت، وهي لجنه مستقله تشكلت بتمويل من السير تيري براتشيت واخرين، تفاصيل قضيه تقديم مساعده من اجل الموت.

وتوصلت اللجنه الي ان اي تغيير للقانون ينبغي ان يتوازن مع الاعتبار لاستفاده الاشخاص من الاضل جوده للرعايه في نهايه الحياه و حمايه المستضعفين في المجتمع.

وفي الوقت عينه قالت اللجنه انه ينبغي ان يتاح للناس خيارا اكبر والتحكم في كيفيه الموت ووقته.

ومن المقرر ان يناقش مجلس اللوردات العام المقبل مشروع قانون بشان تقديم المساعده من اجل الموت.

أهم أخبار تكنولوجيا

Comments

عاجل