المحتوى الرئيسى

"زواج البدل".. عادة يمنية غريبة في مجتمع محافظ

10/17 15:49

"زوجني شقيقتك وتزوج شقيقتي ويكون المهر مقابل المهر، لكن اذا انتكس زواج احدنا، ينتكس زواج الاخر"، هذه هي معادله زواج الشغار او البدل المنتشر في اليمن والذي يربط مصير عائلتين بحكم عادات وتقاليد قبليه.

ويبقي هذا الزواج منتشراً خصوصاً في الارياف، علي الرغم من القصص الكثيره المتداوله عن نهايات ماساويه، اذ ان الزوجتين، موضوع البدل، محكومتان بعيش الظروف نفسها، فما ان تواجه احداهن مشاكل مع زوجها او اسرته، ينطبق الامر عينه علي الاخري، وان كانت علي وئام مع زوجها.

ويجمع علماء دين علي ان زواج الشغار ليس من الاسلام في شيء، الا ان كثيرين في المجتمع اليمني القبلي المحافظ جداً يعتقدون ان ذلك الزواج يحافظ علي العلاقات بين العائلات وعلي التماسك الاسري، ويحفظ المال والتركه في العائله؛ اذ ان البدل غالباً ما يكون في اطار العشيره او العائله الواحده.

ويزيد من انتشار هذا الزواج حصول المراه الريفيه اليمنيه علي قليل من التعليم، وجهلها بحقوقها، وعدم قدرتها علي مواجهه المجتمع والاهل.

علي وناصر تزوج كل منهما باخت الاخر، وبعد سنوات طويله دبّت خلافات في بيت الاول انتهت بالطلاق، فيما تمسّكت اخته بزوجها واولادها، ما دفع باخوتها واولاد عمها الي اقتحام منزلها لاخذها بالقوه واجبار زوجها علي تطليقها، وتسبب ذلك في مشاجرات وتبادل لاطلاق النار نجم عنه مقتل احد اخوه ناصر، ليظل الثار قائماً حتي الان بين العائلتين، بحسب ما يروي سعيد الوائلي، وهو من اقارب الضحيه.

وفي هذا السياق، قالت اخصائيه علم الاجتماع، اماني ميسري، ان استمرار انتشار هذا الزواج يعود الي المغالاه في المهور، مشيره الي ان "تزايد الفقر وتعاظم متطلبات الزواج يدفعان ببعض العائلات الي اللجوء لزواج البدل" الذي يمكن ان يعفي بطريقه او باخري من المهر.

ويطلق الحاج احمد عبدالله (70 عاماً) تنهيده عميقه، وتبدو الكابه علي وجهه، وهو يروي ماساه ابنه الذي كان ضحيه هذا النوع من الزواج. وبات الحاج السبعيني يطلق علي الزواج اسم "زواج الندامه".

وقال: "اتفقت مع من كان اعز اصدقائي علي تزويج ابنتي بابنه والعكس، وبعد عامين من الزواج لم تتفق ابنتي مع زوجها، وكانا علي خلاف دائم، ومن الطبيعي ان اي خلاف بينهما يمتد لابني وزوجته. فما ان عادت ابنتي الي البيت حتي تركت زوجه ابني البيت، والمشكله ان ابني كان متعلقاً كثيراً بزوجته".

واظهر المتزوجون بطريقه البدل في حالات كثيره ان اي مشكله لدي طرف، وان كانت صغيره، ستؤثر سلباً علي الطرف الاخر.

ولا تقتصر هذه الظاهره علي الاميين، فمحمد سعيد (35 عاماً) تلقي تعليماً عالياً ويدرك خطوره زواج الشغار، لكنه اضطر، كما يقول، تحت ضغط اهله الي القبول بالزواج علي طريقه البدائل، خوفاً علي اخته التي تكبره بالسن من العنوسه.

وقال: "كان الشرط ان اتزوج بنت احدهم مقابل زواج اخوها باختي، فاهلي يعتبرون ذلك بمثابه ضرب عصفورين بحجر".

وتُرجع وزيره حقوق الإنسان حوريه مشهور استمرار هذه الظاهره الي المغالاه في المهور والمبالغه في شروط الزواج، "فيكون الحل لمن لا يستطيعون توفير كل هذه المتطلبات هو زواج البدل".

وقللت مشهور من مدي انتشار الظاهره، الا انها اشارت الي عدم وجود دراسات وارقام واضحه حول هذه الظاهره.

ورات ان نسبه انتشار زواج البدل "تتضاعف كثيراً في ريف اليمن بسبب العادات والتقاليد الموروثه والتمسك بتزويج الاقارب عن طريق الشغار، ما يؤدي الي مضاعفات خطيره تهدد البناء الاجتماعي للعائله بسبب المشاكل والخلافات".

وقالت: "المراه هي مَنْ تُظلم في هذه الزيجه لانها تُحرم من حقها في المهر، واذا انفصلت بديلتها لاقت هي المصير نفسه، وانهارت الاسره".

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل