المحتوى الرئيسى

صفات سلامة يكتب :دروس من جوائز نوبل والمشاهير

10/16 12:20

التقارير والتعليقات اللفظيه والمكتوبه من المدرسين للطلبه بصورتها الايجابيه والسلبيه لها اهميه بالغه علي حاضر ومستقبل وحياه هؤلاء الطلبه،

فيمكن لها ان تكون وثيقه مهمه ومفيده علي المستوي الاكاديمي والتربوي، فيمكن ان تعطينا فكره عن قدرات ومستويات الطلبه، وتوجيههم نحو تخصصات في مجالات علميه معينه او العزوف عنها، كما يمكن ان تنبهنا الي مشكلات سلوكيه محتمله للطلبه يمكن معالجتها مبكرا، ولكن يمكن ان تكون هذه التقارير والتعليقات مبالغا فيها، فقد لا تعبر صراحه عن مستويات وسلوكيات الطلبه، ويمكن لبعض الطلبه ان يتحدي التقارير والتعليقات السلبيه من المدرسين، وتحقيق ما يشعر انه مناسب لاماله وطموحاته. الامر الذي يتطلب في النهايه ايلاء مزيد من الاهتمام لهذه التقارير والتعليقات المدرسيه.

ومؤخرا، خلال شهر اكتوبر (تشرين الأول) الحالي، ومع الموسم السنوي للاعلان عن جوائز نوبل لهذا العام 2012، وعقب فوز العالم البريطاني السير جون غوردن (79 عاما) بجائزة نوبل للطب، مناصفه مع العالم الياباني شينيا ياماناكا (50 عاما) عن بحوثهما في مجال الخلايا الجذعية، نشرت الصحف البريطانيه ووكالات الانباء، التقرير المدرسي للعالم غوردون، والموضوع في برواز ومعلق في مكتبه بمعهد «غوردن» الذي يعمل به في جامعه كمبريدج البريطانيه، وجاء فيه ان غوردن جاء ترتيبه الاخير في علم الاحياء (بيولوجي) بين طلاب مرحلته وعددهم 250 طالبا في كليه ايتون الشهيره، كما كان ايضا الاخير في مواد العلوم الاخري ضمن مجموعه الطلبه، وهذا التقرير كتبه مدرس العلوم، في صيف عام 1949، عندما كان غوردن عمره 15 عاما، واشار فيه المدرس الي المستوي المتدني في ماده العلوم للعالم غوردن. وقال فيه المدرس ان غوردن لا يستذكر دروسه وان الدرجات التي كان يحصل عليها في الاختبارات سيئه، وتدل علي مستوي فهم ضعيف. واضاف المدرس في تقريره ان غوردن يقع دائما في مشكلات لانه لا يستمع جيدا ويصر علي اداء واجبه المدرسي بطريقته الخاصه، واشار في نهايه التقرير الي ان امل غوردن في ان يصبح عالما في المستقبل هو فكره سخيفه ومضحكه جدا، انه غير قادر علي ان يستوعب ابسط حقائق علم الاحياء، فكيف يمكنه ان يصبح متخصصا في هذا المجال العلمي، اعتقد ان ذلك سيكون مضيعه للوقت له ولاساتذته.

كما ان مدرس العلوم الالماني قال في تقريره المدرسي، ان البرت آينشتاين لن يصل الي اي شيء، ولكن المدرس كان علي خطا، فقد حصل اينشتاين علي جائزه نوبل في الفيزياء عام 1921، رغم انه كان يعاني صعوبات في التعلم، فقد تاخر في النطق حتي الرابعه من عمره، ولم يستطع القراءه حتي سن التاسعه، وفشل في محاولته الاولي لدخول الكليه، وفقد ثلاث وظائف للتدريس في عامين. كما ان المخترع الاميركي توماس إديسون، صاحب ما يزيد علي الالف اختراع، والشهير باختراع المصباح الكهربائي، وصاحب القول الشهير «العبقريه هي 99 في المائه عرقا وجهدا، و1 في المائه الهاما»، افاد مدرسوه بانه كان يثير الكثير من الازعاج لهم، بسبب كثره اسئلته غير المعقوله، فلم يبق في المدرسه سوي ثلاثه اشهر.

وعلي الرغم من كل المعاناه والالام التي واجهت مثل هؤلاء العلماء والمشاهير وغيرهم، ورغم التقارير المدرسيه لمدرسيهم، الا انهم قد استطاعوا بالصبر والمثابره والعزيمه والتحدي وقوه الاراده والعمل الجاد، ان يحققوا الكثير من الاختراعات والانجازات العلميه المميزه، التي اضاءت الطريق امام العلم والعلماء للمزيد من الانجازات والتطورات العلميه العظيمه.

لقد اكدت دراسات وبحوث كثيره، اهميه تقارير وتعليقات المدرسين للطلبه، كجزء مهم وضروري لعمليه التعلم، حيث توفر تغذيه مرتده عن اداء الطلبه، تسهم في تحسين وتسريع عمليه التعلم، فامداد الطالب بتقدير او علامه او كلمه او عباره معينه، ايجابيه او سلبيه، هي في اوسع معانيها عمليه تغذيه مرتده تمثل مساهمه فعاله ومهمه في عمليه التعليم والتقييم، ولهذا فقد اكدت الدراسات اهميه ان تكون هذه التقارير والتعليقات صادقه وامينه ومعبره بصدق عن الاداء الاكاديمي والسلوكي للطالب، حتي يكون لها تاثير جاد في عمليه التعلم.

فالتعليقات علي بطاقه التقارير المدرسيه، لا تقل اهميه عن الدرجات والتقديرات، لهذا يجب علي المدرسين تخصيص وقت للتفكير فيما سوف تتم كتابته لكل طالب علي حده، فعبارات عامه مثل: «من دواعي سروري ان يكون هذا الطالب في الصف المدرسي»، ليست معبره عن الطلبه وليست مفيده لاولياء الامور والمدرسين الاخرين الذين قد يراجعون هذه التقارير، ولكن استخدام عبارات وكلمات محدده لكل طالب يمكن ان يساعد الطلبه واولياء الامور ويفيد علي المستوي الاكاديمي والسلوكي، في فهم افضل لدلاله الدرجات ونقاط القوه والضعف لهؤلاء الطلبه، لهذا يجب اختيار كلمات التعليقات بعنايه، لانها يمكن ان تؤثر علي الطلبه ايجابا او سلبا.

واخيرا، يمكن القول ان التقرير المدرسي الصادق والامين لاداء وسلوكيات الطالب، هو اداه تربويه لا تقدر بثمن لاي طالب وللوالدين ايضا، فالتقرير المدرسي للعالم البريطاني غوردن يقدم دروسا مهمه لمدرسين اليوم، فالتقرير المدرسي يمكن ان يكون اداه مدمره للطالب، او وسيله لدفعه وتحفيزه للتحدي والاصرار والعزيمه للتميز في المستقبل كما فعل العالم غوردن. فحقيقه ان يستمر السير غوردن في الحفاظ حتي الان علي تقريره المدرسي مع تعليقات اساتذته، انما هو دليل علي قوه التقرير وقيمته واهميته التحفيزيه في توجهه نحو العلوم، وصبره ومثابرته، فقد استوعب الدروس الصعبه التي اراد مدرس الاحياء ان يعلمه اياها، فقام بالعمل الجاد، وتمكن من معرفه الحقائق الاساسيه والصحيحه الخاصه بالعلوم، وعلم نفسه وتعلم ان يكون متواضعا، واصبح عالما كبيرا، حتي حصل علي جائزه نوبل في الطب.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل