المحتوى الرئيسى

نقاد عرب يدعون إلى عدم الأخذ بالثقافة الغربية

10/13 20:23

تاثر النقد الادبي العربي اوائل القرن العشرين، بمناهج النقد الغربيه، ومن الطبيعي ان الاخذ من الثقافات الغربيه يثري الثقافه العربية، لكن علي المستوي التطبيقي نجد ان واقع النقد العربي يشهد خللا منهجيًّا؛ حيث النظريات الغربيه الحديثه قد لا تنطبق علي الأدب العربي، فهل ينبغي علي النقاد التوقف قليلا عند النظريات النقديه الماخوذه عن الغرب ومقاربتها برؤيه اكثر عمقًا، لاخذ ما يتناسب منها مع النتاج الادبي في العالم العربى؟ ام ينبغي الانفتاح التام علي الاخر والاطلاع علي معارفه وثقافاته المختلفه عنا؟

يري د. حامد ابو احمد، استاذ اللغات والترجمه بجامعة الأزهر، ان تداخل الثقافات لا يعد غزوًا ثقافيًا - كما يصفه كثيرون – فلا يمكننا ان نختصر النظريات النقديه والمدارس الادبيه علي مكان دون الاخر، فقديمًا استطاع النقد بنسبه كبيره التاثير في الثقافة الغربية، لان بعض المعارف القديمه الماخوذه عن امم اخري، مثل الفلسفه والمنطق وعلوم البلاغه كان لها دور في تكوين الرؤي النقديه عند (ابن طباطبا والقيرواني)، ولكن في كل الاحوال كانت الثقافه محليه.

واكد د. ابو احمد، "نحن لدينا تراث نقدي واسع، فعباس محمود العقاد ومحمد مندور ومحمد غنيمي شكلوا تراثًا وطرحوا قضايا في غايه الاهميه، واحدثوا تراكمًا كبيرًا من النقد الادبي في القرن العشرين، والان نحن في حاجه الي اعاده النظر، وتفكيك كل وجهات النظر السابقه وتحليل اساليب السابقين، فمحمد مندور في (كتاب الميزان) ناقش موضوع علميه الادب، وكيف ياخذ الادب منهجيه العلم، والبعض يري ان النقد الادبي يقوم علي عده نظريات وهذا خاطئ، والاجيال الجديده مطالبه ان تصحح هذا الخطا، لان النقد الادبي قد توجد فيه نصوص لا يمكن تطبيق النظريات عليها مثل النص الطليعي".

 ويتساءل د. ابو احمد: لماذ يرفض البعض التقاء الحضارات ويعتبره غزوًا ثقافيًا؟ فالحضاره الغالبه والثقافه الاكثر تاثيرًا من الغرب، هي حضاره دائمه الحركه والتغيير ولها تاثير طاغٍ في كل الانحاء العالم، كما انه لكل المذاهب الادبيه والنقديه الغربيه حضور قوي عندنا وكلها ذات طابع عالمي، فنحن لا نملك حق رفاهيه رفض مذهب معين، ولكن يمكننا ان نطوعها بحيث لا تكون غريبه بالنسبه للقاريء العربي صاحب الذائقه الثقافيه المختلفه عن الاخرين.

 واوضح د. محمد عبد المطلب، استاذ البلاغه والنقد الادبي بكليه الاداب جامعه عين شمس؛ وجهة نظره قائلا: "عند الحديث عن النقد الادبي يجب ان نبين مفهوم القراءه الثقافيه وليس النقد الثقافي؛ لان مهمه النقد الكشف عن ادبيه النص للوصول الي الحكم الجيد، اما القراءه الثقافيه فتوصف بانها انفتاح النص علي انساقه الثقافيه التي انتجته".

واضاف د. عبد المطلب، "النقد الثقافي هو ربط المنتج الدلالي بحاله الانسان الثقافيه التي انتجته، والخطوره هنا ان بعض النقاد الثقافيين اخطاوا منهجيًًّا، فتحركوا من الثقافه الي النص، ففرضوا علي النص انساقًا اخري، والمنهجيه الصحيحه ان يبدا القارئ من النص ثم يحيله الي الثقافه التي استمدها، وهذا النقد الثقافي يعتمد علي التراكم، فذاكره الانسان الثقافيه لا تحتفظ لنفسها بصوره واحده دائمًا، وتدعو الي التحول الحضاري والتحول الثقافي لتعميقه النظر في النص والوصول الي اعماقه الثقافيه".

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل