المحتوى الرئيسى

في سوق مراكش عرفني البائع من خلال نانسي عجرم

10/11 11:04

يوم طويل في سوق مراكش، والمتعه زادها الدليل السياحي (مصطفي) الذي يملك لهجة عربية فصحي بنكهه المغرب، بلد المذاقات المختلفه والتاريخ الذي حفر اسماء من مروا علي هذه المدينه التي اسّسها سنه 1070م المرابطون، وهم مجموعه قبائل رحّل امازيغية اتت من الصحراء. وتطورت هذه المدينه تحت حكم السلطان يوسف بن تاشفين الي حد كبير من نتائج التوسع المرابطي في افريقيا والاندلس لتصبح المركز السياسي والثقافي للغرب الاسلامي.

عرفت مراكش تحت حكم الموحدين اشعاعا كبيرا جعل منها مركزا ثقافيا واقتصاديا وسياسيا لا نظير له في الغرب الاسلامي.

تحوّل (مصطفي) الي مساعد في التسوق بعد ان قدّم لنا لمحه تاريخيه عن المدينه وباتت الاسئله تتمحور حول اسعار الجلد واباريق الشاي المغربي واثناء هذه الجوله والتحدث الي الباعه الذين يجيدون التواصل مع الزبائن بلغات مختلفه، استوقفني البائع بعد ان حدثته بالفصحى عن بعض البضائع والاسعار، وفاجاني بسؤاله: من اين انت؟

- اه.. من بلد نانسى عجرم؟.

لم اكن مهيا لهذا السؤال فضحكت طويلا وقلت له الا تعرف من لبنان الا نانسي؟ اجابني ضاحكا لقد جاءت هنا وغنت واحبها الجمهور كثيرا.. مشيت مبتسما وانا افكر بصمت... لطالما تفاخرت باني من بلد جبران خليل جبران ومن بلد عاصي ومنصور الرحباني وحسن كامل الصباح ومن بلد سعيد عقل وفيروز... اختصر البائع كل هذه التفاصيل وتعرّف علي من خلال نانسي عجرم... لا باس... خير من ان يعرفني باسماء اخري قد تكون هي الاهانه الحقيقيه.

كان الجوع قد بلغ منا، فعدت الي مصطفي ليرشدنا الي مطعم يقدم الماكولات المغربيه، رد الدليل السياحي بعربيته المغربيه: سنذهب الي مطعم مغربي يقصده المغاربه والسياح الاذكياء. وهكذا كان، وبرغم الحر الشديد الا ان مذاق الطعام الرائع انزل عنا كل التعب واستطاع ان يسجل استحسان الفريق السائح في مراكش واكتمل المشهد حين استفسرت من النادل عن الفطور الصباحي المغربي وعن الطبق الرئيسي للفطور اجابني: (الاومليت).. تابعته سائلا الا تقدمون الفول.. اجابني تقصد الفول (المدبلج) وهو يقصد المدمس طبعا.. وهنا تصادمت الحضارات الغذائيه والتبست التسميات المضحكه... لعله تاثير الدراما التركيه.

بالعوده الي الفندق الذي يقع خارج المدينه كنت اتامل اشجار النخيل المنتشره هناك المطله علي جبال الاطلس واراقب الاسوار الطينيه والابواب المزخرفه ووجوه الماره التي اعتادت رؤيه السائحين واطمانت الي وجودهم... في الطريق كانت تمر بجانبنا دراجات صغيره يقودها عمال وعاملات الي منازلهم وعلي وجوههم نظرات تحمل الكثير من الاسرار.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل