المحتوى الرئيسى

جمال حمدان يكتب: سيناء أطول سجل عسكرى معروف فى التاريخ

10/07 11:10

«لقد ظهر هذا العالم المتميز فى آفاق الفكر العربى كطائر العنقاء الأسطورى، الذى تحكى قصص الأقدمين أن موطنه الأصلى صحراء العرب، وتروى أن طائرا واحدا منه يظهر كل مئات السنين، وأنه يعلو فى الآفاق يملؤها محلقا بأجنحته العريضة المهيبة، وفاردا ريشه بديعا وباهرا. لكنه عندما يحين الأوان فإن هذا الطائر الأسطورى الوحيد يقيم لنفسه تلا من النار ويهبط من الأجواء ينتصب واقفا فى كبرياء وسط لهيبه، لكنه لا يتفحم ولا يتحول إلى رماد، وإنما يبعث من النار مستعدا لحياة ثانية ومنتشيا بشباب عمر جديد.

كان جمال حمدان عنقاء حلم مصرى وقومى عظيم. ولقد حوطته ألسنة النار ذات صباح من شهر أبريل سنة 1993. لكن الأحلام العظيمة حتى فى قلب اللهيب لا تتفحم ولا تتحول إلى رماد، وإنما تنهض بمعجزة من معجزات البعث من وسط الحريق مجددة حياتها وشبابها، ناشرة ضياءها وإلهامها، فاتحة أجنحتها القوية، ومحلقة إلى أعالى السماء.

هذه المقطوعة الأدبية البديعة فى حق الجغرافى المصرى العظيم جمال حمدان كتبها الأستاذ محمد حسنين هيكل فى مقدمة الشهير «أكتوبر 1973 السلاح والسياسة»، الذى أهداه إليه، ما دعانا للعودة إلى جمال حمدان وعنقاء حلمه المصرى هو الذكرى التاسعة والثلاثين لحرب أكتوبر، التى تهل على مصر هذا العام ومجرى الحوادث فيها مختلف عن كل عام، فـ«سيناء» التى دفع الرجال ضريبة الدم لتحريرها من الاحتلال الإسرائيلى تواجه خطرا جديدا لا يقل عن خطر هذا الاحتلال، وهو خطر الإرهاب الذى بات يعيث فسادا على طول شريطها الحدودى من جهة الشرق. واللافت أنه بالرغم من كثرة الأحاديث عن سيناء إلا أنها غالبا ما تكون «ثرثرات خالية من أى معرفة عميقة ببوابة مصر الشرقية».. نتحدث عن سيناء سواء كنا سياسيين.. صحفيين.. مواطنين.. دون أن نعرفها.. ذلك أنها باتت فى الذاكرة المصرية المعاصرة مرادفا لـ«شرم الشيخ» فى الجنوب و«العريش» فى الشمال وفقط.

لمعرفة أعمق وأدق بشبه جزيرة سيناء فى ذكرى انتصار أكتوبر رجعنا إلى ما قاله «طائر العنقاء الأسطورى المصرى جمال حمدان» عن هذه البقعة الاستراتيجية فى خاصرة الوطن المصرى، عدنا إلى كتابه «سيناء فى الاستراتيجية والسياسة والجغرافيا» الصادر عن مكتبة مدبولى قبل عدة سنوات، الذى نشدد على أهمية تدريسه لكل طالب على أرض مصر، إذا أردنا إكساب أبنائنا معرفة حقيقية بشبه الجزيرة الغالية علينا جميعا.

يتحدث حمدان فى هذا الكتاب المهم عن المفاتيح الاستراتيجية لمصر، وعند الحديث عن سيناء كمفتاح استراتيجى قال: «أما فى الشرق فإن الشريط الشمالى من سيناء والمدخل الشرقى هو بوابة مصر الأولى والكبرى، وحولها يدور أغلب تاريخ مصر العسكرى».

وينتقل حمدان بعد ذلك للحديث عن «سيناء فى الاستراتيجية والسياسة» فيقول: «إذا عدنا لنضع المدخل الشمالى الشرقى تحت عدسة مكبرة، فسنجد أنه إن يكن مثلث سيناء هو العقدة التى تلحم أفريقيا بآسيا، فإن المثلث الشمالى منها الذى يحده جنوبا الخط من السويس إلى رفح بالتقريب هو حلقة الوصل المباشرة بين مصر والشام، وبمزيد من التحديد، فإن المستطيل القاعدى الشمالى والواقع إلى الشمال من خط عرض 30 درجة تقريبا هو إقليم الحركة والمرور والوصل بالامتياز، فى حين أن المثلث الجنوبى أسفل هذا الخط هو منطقة العزلة والإلتجاء والفصل، الأول يحمل شرايين الحركة المحورية والحبل السرى بين القارتين، والثانى هو منطقة الطرد والالتجاء التى أوت إليها بعض العناصر المستضعفة أو المضطهدة».

ويؤكد حمدان أنه «لما كان طريق الخطر الخارجى البرى إلى مصر هو الشام أساسا وكانت سيناء تحتل النقطة الحرجة بين ضلعى الشام ومصر اللذين يكونان وحدة استراتيجية واحدة، فقد أصبحت، طريق الحرب، بالدرجة الأولى، إنها معبر أرضى، جسر استراتيجى معلق أو موطأ عبرت عليه الجيوش منذ فجر التاريخ عشرات المرات، وربما حرفيا مئات المرات جينة وذهابا تحتمس الثالث وحده عبر 17 مرة!».

والواقع أن تكن مصر ذات أطول تاريخ حضارى فى العالم، فإن لسيناء أطول سجل عسكرى معروف فى التاريخ تقريبا. ولو أننا استطعنا أن نحسب معاملا إحصائيا لكثافة الحركة الحربية. «فلعلنا لن نجد بين صحارى العرب. وربما صحارى العالم، رقعة كالشقة الساحلية من سيناء حرثها الغزوات والحملات العسكرية حرثا».

ويذكر عالم الجغرافيا المصرى بأن «سيناء برمتها وحدة جيوستراتيجية واحدة. لكل جزء منها قيمته الاستراتيجية الحيوية. فأما المثلث الجنوبى. فلئن كان بموقعه الجانبى الخلفى وتضاريسه الوعرة لا يأتى إلا فى المرتبة الثانية كطريق حرب وكميدان قتال، إلا أنه بتعمقه وبروزه نحو الجنوب يعطى. خاصة جدا فى عصر الطيران، نقط ارتكاز للوثوب على ساحل البحر الأحمر بالأسطول البحرى أو بالطيران، وكذلك لتهديد عمق الصعيد المصرى بالطيران. كما أثبتت محاولات العدو الإسرائيلى بعد يونيو حين تسلل بوحداته البحرية إلى بعض مراكز ساحل البحر الأحمر وبطائراته إلى منطقة نجع حمادى وحلوان.. إلخ. وتتركز القيمة الاستراتيجية للمثلث الجنوبى بصورة بارزة وبصفة مباشرة فى سواحله عامة ورأس شبه الجزيرة عند شرم السيخ خاصة».

ويواصل قائلا: «الواقع أن ساحلى جنوب سيناء بسهلهما الضيقين هما محورا الحركة البرية الأساسيان على ضلعها، كما أن التقاءهما واجتمعهما عند شرم الشيخ هو ما يضاعف من أهمية هذه الأخيرة، غير أنهما ليسا من محاور الحرب الاستراتيجية بالمعنى الذى نقصده فى شمال سيناء».

وفيما عدا هذا، فمن سواحل سيناء الغربية يمكن تهديد ساحل خليج السويس الغربى مباشرة خاصة منطقة السويس. وأقرب مثال لذلك محاولة العدو الهجوم على الجزيرة الخضراء بعد يونيو، ثم أخيرا تهديده للزعفرانة والسخنة عشية 6 أكتوبر. ولا ننس كذلك معركة جزيرة شدوان على مدخل الخليج التى صمدت فيها لهجوم بحرى جوى مكثف حتى ردته مدحورا على أعقابه.

ويشدد حمدان على أن «شرم الشيخ بصفة خاصة جدا هى التى تعد المفتاح الاستراتيجى لكل المثلث الجنوبى، فهى وحدها التى تتحكم تماما فى كل خليج العقبة دخولا وخروجا عن طريق مضيق تيران. فهذا المضيق المختنق كعنق الزجاجة، الذى تزيده ضيقا واختناقا جزيرتا تيران وصنافير فى حلقه، لا يترك ممرا صالحا للملاحة إلا لبضعة كيلو مترات معدودة تقع تماما تحت ضبط وسيطرة قاعدة شرم الشيخ الحاكمة».

وإذا كانت هذه القيمة الاستراتيجية الحيوية للمثلث الجنوبى من سيناء، فإن قيمة المستطيل الشمالى بالذات فائقة خارج كل مقارنة وكل حدود. إنه مركز الثقل الاستراتيجى فى كل سيناء. بموقعه، هو «مقدم» الإقليم. وبتضاريسه المعتدلة وبموارد مياهه المعقولة، هو «الطريق»، طريق الحرب كما هو طريق التجارة. وبموقعه وتضاريسه معا، كان تلقائيا وبالضرورة ميدان المعركة ومسرح الحرب، فى القديم كما فى العصور الحديثة وإلى يومنا هذا. إن من يسيطر على المستطيل الشمالى يتحكم أوتوماتيكيا فى المثلث الجنوبى، وبالتالى يتحكم فى سيناء كلها».

ينتقل الدكتور جمال حمدان بعد ذلك للحديث عن جغرافية سيناء العسكرية بقوله: «وكقاعدة جيوستراتيجية، تتلخص أبعاد المستطيل الشمالى أساسا فى ثلاثيتين من المحاور الاستراتيجية الفقيرة، كل منهما مركبة على الأخرى، واحدة عرضية، والأخرى طولية، الأولى تتعلق بطرق المواصلات والحركة وخطوط الاقتراب بين الشرق الفلسطينى والغرب المصرى ما بين الساحل وبداية المثلث الجنوبى من سيناء. والثانية تمثل خطوط الدفاع الأساسية عن مصر النيل التى تمتد من الشمال إلى الجنوب وتتعاقب عبر سيناء من الحدود إلى القناة. والثلاثيتان بتعامدهما وتقاطعهما تنسجان معا الشبكة الفعالة والحاكمة فى زى صراع مسلح على مسرح سيناء التى تحدد مصيره إلى أبعد الحدود، مثلما تتحدد مفاتيح سيناء الاستراتيجية عند تقاطعاتها وتقع على إحداثياتها كل مواقعها الحساسة».

ويستفيض فى الشرح بقوله: «فإذا بدأنا بثلاثية المحاور وجدنا ثلاث مجموعات من الطرق الشريانية العرضية التى تستحيل الحركة الميكانية خارجها: محور الشمال الذى يوازى الساحل، ومحور الجنوب الذى يصل بين زاوية البحر المتوسط قرب رفح ورأس خليج السويس، وبينهما محور الوسط الذى يترامى كقاطع بين زاوية البحر المتوسط وبين منتصف قناة السويس عند بحيرة التمساح.

فأما محور الشمال أو الساحل ــ بحسب حمدان ــ فهو «الطريق التاريخى، طريق القوافل، الذى عبرته جيئة وذهابا عشرات الجيوش فضلا عن قوافل التجار، الذى يرسمه اليوم خط السكة الحديدية الوحيد عبر شبه الجزيرة ويكرره طريق برى رئيسى وإن يكن صعبا نوعا للسياسات. ينحصر المحور ويتحدد بين مستنقعات الساحل الرخوة الهشة من الشمال وبحر رمال الكثبان الشاسعة المفككة التى لا يمكن أن تخترقها المركبات الميكانيكية من الجنوب. الطريق غنى بالآبار وموارد المياه نسبيا، ولكن الانجليز فى الحرب الأولى اضطروا إلى تعزيزه بأنبوب مياه النيل عبر القناة.

أما شاطئ البحر المتاخم فضحل رسوبى لا يصلح لاقتراب أو رسو السفن الكبيرة، وإن أمكن للسفن الصغيرة أن تدخل موانيه الرئيسية. غير أن الطريق البحرى بعامة ليس منافسا أو بديلا للمحور الأرضى.

ونظرا لأهمية المحور التاريخى ــ بحسب حماد ــ فإننا «نجد كثيرا من معارك مصر، أو بالأحرى معارك مصر فى سيناء، تدور غالبا إن لم نقل دائما فى نهايته فى أقصى الشرق والغرب، أو رفع وبيلوزيوم «الفرما» على الترتيب. حدث هذا فى العصر البطلمى، وتكرر أيام الرومان، ومرارا تحت العرب، ويمكن القول بصفة عامة: إن المحور الشمالى كان أهم خط استراتيجى فى سيناء فى العصور القديمة، ولكنه فى العصر الحديث عصر الحرب الميكانيكية فقد هذه الصدارة للميجور الأوسط».

وينتقل المؤلف بعد ذلك للحديث عن  محور الوسط فيقول إنه «المحور القاطع الذى يمتد بين الاسماعيلية وأبوعجيلة. وهو العمود الفقرى بلا نزاع فى محاور سيناء الاستراتيجية الثلاثة، ويعد اليوم طريق الخطر الأول بلا شك. وقد كان محور تحرك القوات البريطانية بين مصر وفلسطينى دائما، كما ركزت عليه إسرائيل دائما فى كل عدواناتها ويرجع هذا إلى أنه صالح تماما لتحرك الحملات.. الميكانيكية الثقيلة، إذ يترامى على صلب السهول الهضبية الثابتة وإن اعترضته بعض حقول الكثبان الرملية محليا. هذا إلى أنه يؤدى مباشرة إلى قلب الدلتا فى مصر عن طريق وادى الطميلات».

وينتقل بعد ذلك للحديث عن المحور الجنوبى، فيقول إنه «قاطع أيضا، يمتد ما بين السويس والقسيمة. وهو خط اقتراب أقل أهمية من محور الوسط، إذا لا يصلح إلا للحملات الخفيفة، كما يعتبر نسبيا «لفة» غير مباشرة بعيدة نوعا عن أقطاب الصراع على جانبى سيناء بعيد هو عن الكثبان الرملية، ولكن تعترضه العوائق الجبلية، وإن أفاد من فتحاتها كما يفيد من بطون روافد وادى العريش».

ويشير إلى أن هذا المحور يبدأ «إزاء السويس التى تستقطب كل الأهمية الاستراتيجية لرأس الخليج، وذلك باعتبارها مدخل القناة وكمركز عمرانى وصناعى فضلا عن أنها هى التى تؤدى بطريق السيارات والسكة الحديدية المباشرة إلى القاهرة رأسا. ومن السويس يتجه المحور إلى الكوبرى والشط، وبعدهما يصل إلى ممر متلا، الفتحة الجليلة الحاكمة للمحور بأسره التى منها يمكن تحديد الحركة عليه وإيقاف الزحف المعادى فوقه.

ومن هنا أهمية الممر الدفاعية القصوى عن السويس فالقناة فالقاهرة. وبعد الممر يتجه المحور شمالا بشرق إلى أعالى وادى البروك، الذى يستفيد منه المحور ويتبعه هو وأودية أخرى مجاورة، ومنها يمضى إلى الجنوب من جبل حلال إلى أن يصل إلى القصيمة قرب الحدود مباشرة. وهنا من القضيمة يتصل المحور الجنوبى الأوسط شمالا عند أو عجيلة، وبذلك يصب المحور هو الآخر فى قلب وسط فلسطين».

ويحدد الدكتور جمال حمدان ثلاثة خطوط دفاعية أساسية فى سيناء محددة بوضوح كامل، تتعاقب من الشرق إلى الغرب من الحدود حتى القناة على الترتيب. الخط الأول قرب الحدود ويكاد يوازيها، الثانى خط المضايق من السويس إلى البردويل، الثالث والأخير هو قناة السويس نفسها. وكل خط من هذه الخطوط هو بمثابة «خط حياة» لمصر، ولذا يحتاج إلى نظرة فاحصة على حدة، يحتاج بعدها كذلك إلى نظرة متكاملة فى إطار الشبكة الدفاعية كلها.

فأما خط الدفاع الأول فيقع قرب الحدود السياسية بدرجة شديدة، ويمتد أساسا من رأس خليج العقبة حتى زاوية أو كوع البحر المتوسط فى منطقة العريش. يبدأ الخط بطابا ـ ذات الحادثة المشهورة ـ ورأس النقب على الخليج فى منطقة حرجة استراتيجيا، إذ هنا فى دائرة صغيرة تتقارب حدود أربعة: مصر، فلسطين «المحتلة، أو إسرائيل حاليا»، الأردن. السعودية. وتمثل رأس النقب مجمع مروحة الطرق الطبيعية والأدوية التى تبدأ من العريش ومن رفح ومن جنوب فلسطين.

ثم يمتد الخط إلى الكونتيلا التى تقع على هضبة عالية مشرفة على المنخفضات والطرق والأودية المحيطة. وهى بهذا نقطة حصينة للغاية، كما تملك مصادر المياه الوحيدة فى منطقتها. وبعد الكونتيلا يستمر الخط نحو الشمال الغربى حتى يصل إلى القصيمة إلى الداخل قليلا من حدودنا السياسية. ومنها تتبع جذر وادى العريش مارا بأبوعجيلة، وبعدها يحفه جبل لبنى من الغرب، ثم يمر ببير لحفن التى يصل بعدها مباشرة إلى مدينة العريش. والقطاع الأخيرة متوسط الارتفاع إلى منخفض، يبدو كالعنق أو الرقبة العريضة بين سلسلة مرتفعات وهضاب الضهرة الداخلية وبين البحر المتوسط، ومن ثم يمثل الممر الطبيعى بين سهول سيناء وسهل فلسطين. والجزء الأكبر منه يخترق نطاق الكثبان الرملية مما يحدد مسارات الحركة بشدة ويحصرها فى خطوط ضيقة على الساحل أو فى الداخل.

ورغم أن هذا القطاع الشمالى المنخفض لا يتجاوز نحو ثلث الخط الدفاعى كله، فإنه يعد بصورة مطلقة مركز الثقل والخطر فيه. لماذا؟ لأن هنا تجتمع نهايات محاور سيناء الاستراتيجية الثلاثة: على المحور الشمالى، أبوعجيلة على المحور الأوسط، القصيمة على المحور الجنوبى. إنه يد مروحة المحاور، أو ربطة الحزمة، و«زر» سيناء الاستراتيجى. ولم يكن غريبا لذلك أن يعتبره بعض العسكريين القاعدة الاستراتيجية الحقيقية للدفاع عن مصر، مثلا السير أرتشيبولد مرى أثناء الحرب العظمى الأولى.

بعيدا إلى الداخل، وعلى بعد يتراوح بين 75.32 كم من قناة السويس، يقوم خط الدفاع الثانى والأوسط عن سيناء. فى قلبها يمتد كأنه شبه قاطع، محوره من الشمال الشرقى إلى الجنوب الغربى، وقبطاه الطاغيان هما ممر متلا فى الجنوب ومضيق الجفجافة فى الشمال، أما بقيته فليست أكثر من امتداد لهما على الجانبين حتى البحر شمالا والخليج جنوبا. إنه أساسا خط المضايق أو الممرات، ومن هذه الصفة بالدقة يستمد أهميته الفائقة.

يبدأ الخط من دائرة رأس خليج السويس شاملا منطقة مدينة السويس نفسها والكوبرى والشط ثم عيون موسى من حولها شمالا وجنوبا، وربما امتد إلى سدر. ثم يرتبط بمجموعة الأودية الصحراوية المحلية حتى يصل إلى الحاجز الجبلى الأشم والأصم الذى يقف كالحائط المرتفع، جبل الراحة فى الجنوب وجبل حيطان فى الوسط ثم جبل أم خشيب فالختمية شمالا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل