المحتوى الرئيسى

"السمكة داخلك".. رحلة فى تاريخ الجسم البشرى للكاتب نيل شوبين

10/05 20:31

اصدر مشروع "كلمه" للترجمه التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافه، الترجمه العربيه، لكتاب بعنوان "السمكه داخلك"، للمؤلف نيل شوبين ونقله للعربيه حسن غزلان.

ويسبر الكتاب اغوار مستحاثات (احافير) احياء الزمن السحيق بشكل مقارن، ويسلط الضوء علي اكتشاف مؤلف الكتاب مستحاثه التيكتاليك، وهي تشكل احدي حلقات الوصل في سلسله انتقال الحياه المائيه الي البرمائيه، يتضمن الكتاب احد عشر فصلاً يتحدث كل فصل منها عن سمات الربط بين اكتشاف شوبين للسمكه، وكيفيه تطورها في الاحياء الاكثر تعقيداً وصولاً الي الانسان، فيسلط الفصل الاول الضوء علي الصله العميقه بين مختلف الكائنات الحية وكيفيه معالجه هذا الشبه بين الكائنات الحيه في ايامنا هذه والكائنات البائده في الازمان السحيقه.

وتعرض الفصول المختلفه من الكتاب الاجزاء الرئيسيه التي تعكس الشبه التطوري الكبير بين معظم الكائنات الحيه بشكل منظم كيفيه تشكل المقبض واليدين، اضافه الي التقارب في تشكل نظأم العظام للعضد والساعد والايدي. كما تسرد التشابهات التي وجدها نفر من العلماء بين جينات الثدييات وجينات العديد من الكائنات الحيه الاخري بدءاً بالبكتيريا، اقدم المخلوقات علي وجه الارض.

وتتضمن الفصول الاخري من الكتاب كيفيه تطور الاسنان، كماً ونوعاً، والراس وعظام الجمجمه، وتصميم الجسد كخريطه مفصله من الراس الي اسفل الجسد، كما تسرد كيفيه تحور الجينات وتكيفها لاضفاء وظائف اضافيه او نسخ وظائف لا حاجه لها في اجسادنا، مقارنه بذلك بين الانسان والحيوانات المختلفه، والحيوانات التي تعيش علي البر والكائنات المائيه. وفي بحثه في تطور الكائنات الحيه، يعرض الكتاب الي الشبه الشديد في انظمه الرؤيه الموجوده في الكائنات المختلفه، وكيفيه تطور الاعين لدي هذه الاجناس بدءاً من الكائنات البحريه الرخويه، وصولاً الي الحيوانات المختلفه. كما يسهب في الحديث عن الاذنين وكيفيه توافق تراكيبهما الداخلية مع التراكيب الداخليه للاذنين او اشباه الاذنين في الكائنات المائيه، وكيفيه تطور عظيمات السمع الثلاث وتحورها وتغير وظائفها للحصول علي اجزاء الاذن لدي الثدييات الاخري التي تساعده في السمع والحفاظ علي الاتزان وادراك وضعيه الجسد في عالم ثلاثي الابعاد.

ويلخص الكتاب في الفصل الاخير ذلك كله موضحاً بامثله بسيطه كيفيه تكيف الكائنات الحيه مع العوامل البيئيه المحيطه، ومن ضمن هذه الطرق التكيفيه نشوء نسخ مختلفه من الجينات التي تظهر صفات شكليه جديده لتمكنه من التعايش مع التغاير في بيئته المحيطه، اما بتشغيل جينات معينه، او ايقاف عملها، او حتي حدوث طفرات متعدده، الامر الذي كان اساساً لنشوء الانواع المختلفه وتباينـها. بدءاً من المخلوقات وحيده الخليه وصولاً الي الكائنات الاكثر تعقيداً كالثدييات.

لقد امتاز اسلوب الكتاب بالتراوح بين السرد والكتابه العلميه، والمقاربات التشريحيه والفسيولوجيه بين الكائنات الحيه. فتاره يسرد المؤلف سيرته العلميه وحيثيات اكتشافه للتيكتاليك، حلقه الوصل بين المخلوقات المائيه والبرمائيات، وتاره يصف التجارب العلميه والبحوث علي الاجنه والتشريح للكائنات المختلفه، كما ينتقل احياناً الي وصف وظائف الاجزاء المختلفه للمخلوقات التي يعقد مقارناته عليها.

يعرض مؤلف الكتاب اليه التطور التي ادت الي ظهور الاجناس المختلفه، واثر هذه الاليات في نشوء القدرات المختلفه التي تميز الكائنات الحيه احدها عن الاخر، والتي قد تتضمن احياناً السبب وراء كثير من العلل التي تصيب هذه الكائنات.

ان هذا الكتاب بتشريحه الدقيق للمقارنات التي يعقدها اضافه الي تسلسله المنطقي في سرد الاصول التاريخيه لنشوء الانواع، واتخاذ الكاتب اسلوب السرد والتوضيح والمقارنه، يجعل منه كتاباً فريداً يستحق القراءه، فبالاضافه الي طرحه الجديد للمكتشفات الحديثه في علم المستحاثات، يطرح اسس البحث العلمي الدقيق، ويشير الي الصعوبات التي تواجه الباحثين في مختلف المجالات المتعلقه بموضوعه.

يعمل مؤلف الكتاب: نيل شوبين، استاذاً للمستحاثات في جامعة شيكاغو، في الولايات المتحده الامريكيه، كما يعمل فيها عميداً مشاركاً في علم احياء العضيات والنشوء، واستاذاً في لجنه بيولوجيا النشوء. كما يراس المتحف الحقلي في شيكاغو.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل