المحتوى الرئيسى

صائد مصاصي الدماء

10/03 11:20

لا يرد علي اي بال انني لا اقصد بذلك الصائد سوي «أبراهام لينكولن» الرئيس الامريكي السادس عشر فليس عن عمد وسوء نيه، قولي ان ذلك الرئيس الذي يقف امامه التاريخ اجلالا لانه حرر العبيد كان صائدا لمصاصي الدماء.

فبدايه، انا لست من المؤمنين بوجود كائنات من بني الانسان، فارقت الحياه، وتخرج من القبور في جنح الظلام، لامتصاص دماء ضحاياها من البشر.

ومع ظهور بشائر النهار، تهرول عائده من حيث اتت اي الي القبور حيث تنام طوال النهار مرتويه بما مصته من دماء.

فمثل هذه الكائنات ابتدعها خيال الانسان علي مر السنين، تفسيرا منه لظواهر كانت عصيه علي فهمه في الازمنه الموغله في القدم. وما يحاك حولها من حواديت، مما يدخل في عداد الاساطير التي تصلح منطلقا لاعمال ادبيه او سينمائيه يصول فيها الخيال ويجول.

فما اكثر أفلام الرعب التي اسندت بطولتها للكونت «دراكيولا» مصاص الدماء، او امثاله من الموتي الاحياء ومن بينها اخص بالذكر فيلمين لاثنين من كبار المخرجين اولهما «باليه مصاصي الدماء» لصاحبه «رومان بولانسكي» المخرج البولندي ذائع الصيت. والثاني «دراكيولا» لصاحبه «فرانسيس فور كوبولا» مبدع ثلاثيه «الأب الروحي» و«نهايه العالم الان» فيلمه عن حرب فيتنام.

ورغم كثره ذلك النوع من افلام الرعب فاي منها لم ينسب لشخصيه تاريخيه فذه مثل «لينكولن» انه صائد لمصاصي الدماء كرس حياته من اجل القضاء عليهم، تحريرا لبلاده من بلائهم المستطير، وهذا ما فعله وعلي غير المعتاد «ابراهام لينكولن.. صائد مصاصي الدماء» - 2012، ذلك الفيلم الذي انتجه واحد من اكبر ستديوهات هوليوود احتفالا بذكري مرور مائه وخمسين عاما علي الاعلان الذي اصدره «لينكولن» بالغاء نظام العبيد «اول يناير 1863» واحداث الفيلم تبدا به، بعد ذلك الاعلان بحوالي عامين، وتحديدا يوم 15 ابريل 1865، وهو يضع اللمسات الاخيره لمذكراته قبل ان يستقل العربه، مع زوجته متوجها بها الي المسرح حيث لقي مصرعه.

وسرعان ما ينتقل الفيلم باحداثه الي ماضي «لينكولن» البعيد، عندما كان صبيا، حيث نراه، وهو يحاول انقاذ صديق طفوله اسود من براثن تاجر عبيد، السود في نظره ليسوا الا انعاما بل واضل سبيلا.

وفيما بعد سيتبين لنا ان تاجر العبيد هذا من فصيل مصاصي الدماء وانه بحكم انحياز اسره الصبي «لينكولن» اثناء المعركه الي جانب السود وهذا يعني انها اسره معاديه لنظام العبيد فبالتالي عقد العزم علي استئصالها حمايه لذلك النظام.

وفعلا بدا الاستئصال بمص دماء «ام لينكولن» حتي الموت ولم تمض سوي بضع سنوات علي ذلك الا وكان ابوه هو الاخر في عداد الاموات، بعد ذلك عمل «لينكولن» وقد اصبح شابا يافعا، علي الانتقام لمقتل امه من تاجر العبيد هذا، وفي هذه الاثناء التقي صدفه بشخص «هنري سينرجيس» الذي كرس حياته لقتل مصاصي الدماء، فكان ان جنده لاصطياد مصاصي الدماء ودربه علي ممارسه فنون تصفيتهم.

وفي «سبرنجفيلد» بولايه «الينوي» حيث انتقل «لينكولن»، استطاع ان يجمع بين قتل مصاصي الدماء ودراسه القانون.. كما انه التقي «ماري تود» التي بادلها غراما بغرام، انتهي بهما زوجين في الحلال، وفضلا عن ذلك عاد فالتقي بصديق الطفوله «ويليام جونسون» الذي كان عبدا سابقا، ولانه نجح في قتل تاجر العبيد الذي بدات به الاحداث اعتبره «ادم» الذي يسيطر علي قطيع مصاصي الدماء في الجنوب، عدوا يتعين التخلص منه فورا.

ومع ازدياد الصراع حول نظام العبيد هل يبقي وصمة عار، ام يلغي، وجد «لينكولن» نفسه مضطرا الي ان يهب حياته للعمل السياسي ولا شيء اخر، وما ان انتخب رئيسا للولايات المتحده حتي وجد نفسه منغمسا في الصراع مع مصاصي الدماء لا سيما بعد اندلاع نيران الحرب بين الشمال والجنوب حيث يسود نظام العبيد، وانضمام مصاصي الدماء بجحافلهم الي الجنوب املا في تحقيق نصر، يؤهلهم للسيطره علي البلاد بشمالها وجنوبها.

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل