بالصور.. قلعة'صلاح الدين'فى طابا .. حمت سيناء من الغزو الصليبي ومنها بدأت معركة حطين وبقيت شاهدة على قوة المسلمين

انشاها صلاح الدين الايوبي عام 567هـ وتكلف ترميمها 20مليون جنيه

تحوي منشات دفاعيه من اسوار وابراج وفرن لتصنيع الاسلحه وقاعه اجتماعات حربيه

صد غارات الصليبيين وحمايه طريق الحج المصري كانا ابرز اسباب انشاء القلعه

في عام 567هـ 1171م انشا القائد صلاح الدين الايوبي قلعته فوق جزيرة فرعون في طابا التي تبعد 10كم عن العقبه وعن شاطئ سيناء 250م لصد غارات الصليبيين وحمايه طريق الحج المصري عبر سيناء.

هذه القلعه تمثل احد اهم متضمنات مشروع تطوير وترميم شامل ومتكامل لجزيره فرعون الذي انتهت منه وزاره الاثار وافتتحه اليوم السبت الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء بتكلفه 20 مليون جنيه.

الباحث الاثري عبد الرحيم ريحان قال ان قلعة صلاح الدين في جزيره فرعون كان لها دور عظيم في حمايه سيناء من الغزو الصليبي حين حاصرها الامير ارناط صاحب حصن الكرك 1182م بقصد اغلاق البحر الأحمر في وجه المسلمين واحتكار تجاره الشرق الأقصى والمحيط الهندي بالاستيلاء علي ايله شمالاً (العقبه حالياً), وعدن جنوباً.

هنا ارسلت الحاميه الموجوده بالقلعه رساله الي القياده المركزيه بالقاهره عبر الحمام الزاجل وهناك برج للحمام الزاجل داخل القلعه فتصدي له العادل ابو بكر ايوب بتعليمات من اخيه صلاح الدين فاعد اسطولاً قوياً في البحر الاحمر بقياده الحاجب حسام الدين لؤلؤ قائد الاسطول بديار مصر فحاصر مراكب الفرنج واحرقها واسر من فيها وتعقبها حتي شواطئ الحجاز, وكانت تمهيداً لموقعه حطين معركه الكرامه والعزه واسترداد الحقوق العربيه والاسلاميه بفلسطين.

ويوضح ريحان ان القلعه تحوي منشات دفاعيه من اسوار وابراج وفرن لتصنيع الاسلحه وقاعه اجتماعات حربيه وعناصر اعاشه من غرف الجنود وفرن للخبز ومخازن غلال وحمام بخار وخزانات مياه ومسجد انشاه الامير حسام الدين باجل بن حمدان.

وبنيت القلعه من الحجر الناري الجرانيتي الماخوذ من التل التي بنيت عليه القلعه واستخدام مونه من القصروميل المكون من الطفله الناتجه عن السيول اي كان بناؤها تفاعلاً بين الانسان والبيئه و حرص صلاح الدين علي اختيار موقع استراتيجي في جزيره (جزيره فرعون).

وبني قلعته علي تل مرتفع عن سطح البحر شديد الانحدار فيصعب تسلقه والقلعه تقع فوق تلين كبيرين تل شمالي وتل جنوبي بينهما سهل اوسط كل منهما تحصين قائم بذاته قادر علي الدفاع في حاله حصار الاخر ويحيط بهما سور خارجي كخط دفاع اول للقلعه كما حفرت خزانات مياه داخل الصخر فتوفرت لها كل وسائل الحمايه والاعاشه وكان خير اختيار للماضي والحاضر والمستقبل.

ويشير الي ان القلعه تحوي عناصر دفاعيه تتمثل في سور خارجي كخط دفاع اول يخترقه 9 ابراج دفاعيه ثم تحصينين شمالي ويخترقه 14 برج من بينها برج للحمام الزاجل وتحصين جنوبي صغير ولكل تحصين سور دفاعي كخط دفاع ثاني.

ويخترق هذه الاسوار مجموعه من الأبراج بها مزاغل للسهام علي شكل مثلث متساوي الساقين في المواجهه وقائم الزوايا في الجوانب لاتاحه المراقبه من كل الجهات وبعض هذه الابراج يتكون من طابق واحد وبعضها من طابقين وبالبعض ثلاثه مزاغل والاخري خمسه او سته مزاغل واستخدمت في اسقف الابراج فلوق وسعف النخيل.

ومن بين الابراج برج الحمام الزاجل الذي يقع في الجزء الشرقي من التحصين الشمالي وعثر بداخله علي بيوت الحمام " بناني الحمام" وبها بقايا حبوب من الشعير والفول.

وبالقلعه حجرات للجنود خلف السور الغربي للتحصين الشمالي وهي اشبه بغرف اعاشه وحراسه لقربهم من الممر الموجود خلف شرفات القلعه المستخدم لمراقبه اي هجوم مفاجئ وبهذه الحجرات حنيات صغيره لوضع مسارج الزيت للاضاءه.

ويوجد بها خزان للمياه وصهريج حيث يقع الخزان قرب السور الشرقي للتحصين وهو محفور في الصخر ويعتمد علي مياه الامطار التي تتساقط عليه من خلال فتحات (خرزات) بالاقبيه الطوليه التي تغطي الخزان وفي حاله ندره الامطار يملئ الخزان من بئر بوادي طابا وينقل الماء بالمراكب للقلعه.

اما الصهريج فهو اصغر حجماً ويقع مجاوراً لمنطقه حمام البخار والمطعم وفرن القلعه ومخازن الغلال وهو مبني من الحجر الجيرى ويتكون من عمود اوسط من عده حلقات لقياس منسوب المياه يحمل عقدين وتنقل اليه المياه بواسطه حوض خارجي يتصل بالصهريج عن طريق قنوات فخاريه.

وبجوار الصهريج حواصل الغلال الذي عثر بها علي بقايا قمح وشعير وعدس وكذلك فرن القلعه حيث كشف عن البلاطه الخاصه بالفرن "العرصه" يجاورها موقد بلدي "كانون" وقواعد لجرار كبيره ربما كانت لتخزين اغراض متعلقه بحجره المعيشه.

واوضح ريحان انه كناحيه استشفائيه للمحافظه علي صحه الجنود ونظافتهم انشا صلاح الدين داخل القلعه حمام بخار وقد تم الكشف عن طريقه تشغيل هذا الحمام الذي يتكون من ثلاث غرف الاولي لتغيير الملابس وبها مصاطب للجلوس عليها تمهيداً للدخول الي مر طولي يؤدي الي الحجرتين الساخنتين حيث تتدرج السخونه من الحجره الثانيه الي الثالثه الاكثر سخونه والتدرج هذا لمنع الاصابه بنزلات البرد.