المحتوى الرئيسى

صحف إسرائيل قبل «73» قالت عن «السادات»: ضعيف يفتقر إلى الكاريزما والقيادة

09/24 20:02

ست سنوات واربعه اشهر عاشت فيها اسرائيل في نشوه الانتصار السريع، الذي حققته في حرب يونيو علي جيوش ثلاث دول عربية، وسادت لهجه الغرور والغطرسه والعجرفه تصريحات جميع القاده الاسرائيليين، سياسيين وعسكرين، من قدرتهم علي سحق اي هجوم قد يشنه المصريون علي جبهه سيناء، ولم يفق المنتشون من سكرتهم الا مع وقوع حرب أكتوبر.

انعكست تصريحات المؤسسه السياسيه والعسكريه  في اسرائيل طوال الفتره بين الحربين في مقالات واعمده الرأي علي الصحف الاسرائيليه الكبري، التي تاثرت بتلك التصريحات، وكان الاعتقاد السائد في الصحف الاسرائيليه منذ يونيو 1967 انه لا يوجد اي إحتمال لنشوب حرب قادمه، كما لم تهتم تلك الصحف علي الاطلاق بمبادره السلام التي طرحها أنور السادات في عام 1971، وذلك لان جميع الصحف الاسرئيليه الكبري دون استثناء كانت تستخف وتحتقر الرئيس المصري، وكان الاحساس السائد ان فتره حكمة محدوده، وانه غير مؤهل لشن حرب علي اسرائيل.

فكتب موشيه زاك، المحلل السياسي لصحيفه معاريف في 7-11-1970؛ ردًّا علي هذا: "تهديد السادات بالعوده للقتال بعد وقف اطلاق النار عقب حرب الاستنزاف، هذا بالفعل تحذير اخير من السادات، ولكنه تحذير من غير غطاء، فنظام السادات اضعف من ان يخاطر بايه مغامره". واضاف انه "في حاله قيام السادات بشن هجوم علي اسرائيل فسينتهي الامر بتوجه الضباط الموجودين عند قناه السويس الي القاهره لتغيير نظامه الذي يقودهم من فشل الي فشل".

وفي يناير 1971 اقتبست صحيفه معاريف مقالا للجنرال الامريكي مارشال، حلل فيه شخصيه السادات بالمقارنه مع الرئيس الراحل عبد الناصر، وفي سياق احتمال ان يامر السادات بعبور قناة السويس في اطار حرب شامله علي اسرائيل، كتب يقول: "ان السادات اكثر جبنًا، ويفتقر الي الجاذبيه الشخصية والديناميكيه، وهو غير قادر بالتاكيد علي حشد الجماهير لعمل يائس".

وبعد ذلك بعام تقريبًا في 31-12-1971 كتب يعقوف اريز، المحلل العسكري لمعاريف؛ ردًّا علي تهديد السادات بشن الحرب: "عندما يتحدث السادات ورفاقه عن الحرب فانهم يتحدثون ايضًا عن مليون ضحيه بضربه واحده، ولكن من يخطط للحرب بجديه، ومن يؤمن بالنجاح في الحرب بجديه لا يتحدث عن مليون ضحيه".

وارتفعت نغمه الاستخفاف والاستهتار بالرئيس السادات من جانب الصحافه الاسرائيليه، كلما اقتربنا من حرب اكتوبر، فكتب زئيف شيف في 7-8-1972: "ان وضعنا الامني لم يكن جيدًا مثلما هو الحال اليوم، وفي المقابل فان العالم العربي يعيش حاله من الانقسام والتفرق ويفتقر الي زعيم رئيسي قوي".

وقبل اقل من 11 شهرًا علي حرب اكتوبر، كتب عوديد زراي، مراسل الشؤون العسكريه لصحيفه "هارتس" مقالا بعنوان: "وضع السادات مستمر في الضعف"، توقع فيه الا يستمر السادات في الحكم قائلا: "ما من شك انه بفضل ذلك كله يحتفل السادات في هذه الايام بالذكري الثانيه لحلفه اليمين كرئيس لمصر، ولكن يبدو ان فرصه في الاحتفال بذلك في العام القادم تبدو ضعيفه جدًا".

وواصل زئيف شيف، مسلسل السخريه من السادات، ووصفه بالضعف والعجز؛ مقارنه بسابقه عبد الناصر، فكتب في شهر ابريل عام 1973 عن تهديد اسرائيل بتوجيه ضربه قاصمه لمصر في حال شنت حربًا علي اسرائيل: "من الواضح ان قدره السادات علي مواجهه ضربات قاصمه من جانب اسرائيل اقل بكثير من سلفه عبد الناصر".

وفي شهر ابريل من عام 1973 كتب يهوشع حلميش في "يديعوت احرونوت" مقالا مزج فيه بين التصورات السائده في اسرائيل عن قياده السادات الضعيفه، وميله الي التطرف في تصريحاته، لكي يحظي برضا الجيش، وبين وقته المحدود في السلطه، فكتب يقول: "علي الرغم من انه – يعني السادات - لا يملك ايه فرصه؛ لتحقيق انتصار ولو حتي جزئي، فسوف يضظر الرئيس المصري في نهايه الامر الي اصدار الاوامر باطلاق النار، ولن يضطر عندها الي الاستقاله".

وساهمت كتابات المستشرق الاسرائيلي، دكتور شمعون شامير، والذي عمل ايضًا باحثًا في شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي "امان"، في تعميق التوجه العام داخل اسرائيل، عن ضعف السادات، خاصه بعد ان عهد اليه شمعون شامير كتابه تقريرعن شخصيه السادات، فكتب في منتصف عام 1972 تحت عنوان: "عن السادات"، انه مع طبيعه قيادته والمخاطر الذي يتعرض لها حكمه: "لا مفر من استنتاج ان رحيل النظام الناصري قد خلف وراءه فراغًا لا يمكن لنظام السادات ان يملاه".

ولم تكتف الصحف الاسرائيليه الصادره في تلك الفتره بالسخريه من السادات والحديث عن ضعف نظامه من خلال المقالات واعمده الراي، بل كانت تقتبس من الصحافه الاجنبيه والعربية كل ما يسخر منه، ففي شهر يوليو 1972 اقتبست صحيفه "يديعوت احرونوت" ما نشرته صحيفه "النهار" اللبنانيه عن حاله من التمرد العلني ضد الرئيس السادات في الجيش المصرى، وقد وصل الوضع في سلاح الطيران المصري الي حاله التمرد غير المعلن.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل