المحتوى الرئيسى

كسينجر.. أوهام الحرب والنصر

09/21 11:23

لا يختلف اثنان علي كفاءه ومهنيه والرؤيه الاستراتيجيه بعيده المدي لدي عراب ووزير الخارجية الأمريكي الاسبق هنري كسينجر، التي تجلت في اروع صورها ابان سبعينيات القرن الماضي خلال انسحاب امريكا من فيتنام وتوقيع فك الاشتباك الثاني بين مصر واسرائيل بعد انتهاء حرب اكتوبر 1973 طبقاً لقرار مجلس الامن.

في تلك السنوات المجيده التقي كسينجر الرئيس السادات بطل الحرب لبحث ترتيبات «ما بعد الحرب»، واذكر ان السادات اراد الحديث عن استعاده القدس وبحث ترتيبات السلام مستقبلاً، فطلب منه كسينجر عدم استباق الاحداث وانه يجب ان يتحدث عن الواقع علي الارض، وليس عن الحقوق التاريخيه.

لقد عاد كسينجر الي الاضواء بعد تصريحاته الخطيره التي نشرت مؤخراً، واعلن حينها ان طبول الحرب علي ايران تدق الان، ومن لا يسمع تلك الطبول يعتبر «اصم».. وقال ان ضرب ايران هو بدايه الحرب العالمية الثالثة، وان اسرائيل وامريكا سوف تنتصران في تلك الحرب علي الصين وروسيا اللتين ستتدخلان لنجده طهران، وشدد كسينجر علي ان هدف واشنطن وتل ابيب من تلك الحرب التي تحتل خلالها اسرائيل 7 دول عربية هو السيطره وتامين منابع البترول في الشرق الاوسط.

انتهت تصريحات كسينجر التي ادلي بها في نوفمبر الماضي ونشرت مؤخراً لاهداف سياسيه وليست خافيه علي احد، ولكن الجدل الذي اثارته لم ينته بعد، وهناك العديد من الملاحظات حول تلك التصريحات يمكن تلخيصها في الاتي:

- ضرب ايران.. مساله ليست مؤكده، فتاره تعلن اسرائيل قيامها بالضرب منفرده وتاره بمشاركه امريكيه، والعكس صحيح ايضاً بالنسبه لواشنطن، ولكن قرب الانتخابات الامريكية يرجح تاجيل تلك الضربه الي العام المقبل في حال نجاح اوباما، لانه بافتراض نجاح رومني فانه يستبعد توريط امريكا في حرب جديده بسبب ازمتها الماليه واستمرار نفس الازمه في اوروبا.

- تحول ضرب ايران الي حرب عالمية ثالثة.. مشكوك منه، فنحن لو تمت تلك الضربه فالارجح الا تتجاوز القواعد الامريكيه في الخليج وايران واسرائيل، ويستبعد تورط الصين وروسيا فيها، لانه قياساً علي ذلك لم تتورط روسيا في الحرب ضد الناتو، عند ضرب صربيا في عام 1998 رغم العلاقات الاستراتيجيه الوثيقه بين صربيا وروسيا بحكم العرق السلافي الواحد الذي يربطهما، فهما ابناء عمومه واحده، ايضاً انتصار امريكا في تلك الحرب مشكوك فيه، بعد هزيمتها في العراق وافغانستان، قد يتم تدمير المشروع النووي الايراني فعلاً ولكن الثمن سيكون فادحاً، لان المهم ليس من يبدا الحرب، انما من يقدر علي ايقافها، تماماً كما نجح هتلر في غزو شرق اوروبا في بدايه الحرب العالمية الثانية، واحتل فرنسا وغزا روسيا وضرب لندن بالقنابل، الا ان نتيجه الحرب انقلبت تماماً بعد دخول امريكا الحرب، مما ادي الي هزيمه هتلر وتقسيم المانيا.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل