المحتوى الرئيسى

من بعيدالديمقراطية الوليدة

09/16 12:55

ولعل الحاجه الي تسليط هذا الضوء تنبع من ان الفكره الليبراليه غيبت طوال عقود من الحياه السياسيه العربية لمصلحه فكره الحزب الواحد‏,‏ او الجبهة الوطنية التي هي عباره عن اطراف مهمشه حول قطب الحزب الواحد‏.‏

وهناك من يري ان الامور عربيا كانت ستسير في مجري اخر لوقيض للاحوال ان تاخذ مجري الليبراليه السياسيه القائمه علي التعدديه الحزبيه وعلي تداول السلطه سلميا‏,‏ علي نحو ما هو قائم ليس فقط في الغرب‏,‏ وانما في بعض البلدان الناميه ايضا كالهند مثلا التي استطاعت رغم تعداد سكانها الهائل ومساحتها الجغرافيه الكبيره وتعددها الثقافي والاثني واللغوي ان تحافظ علي حياه سياسيه مستقره اجمالا بفضل الديمقراطيه‏.‏

وللتاريخ فان الفكره الليبراليه ليست جديده علي العالم العربى‏,‏ فدارسو التاريخ والباحثون يتحدثون عما يصفه المؤرخون بـ البرهه الليبراليه‏,‏ في اشاره الي ذلك المقطع الزمني القصير بعد الحرب العالميه الثانيه الذي شهد في البلدان العربيه المفصليه‏,‏ مصر وسوريا خاصه‏,‏ مظاهر من التعدديه الحزبيه وبدايات تكون برجوازيه وطنيه مستقله الي حدود معينه اسهمت في ايجاد مناخ اجتماعي متميز ظهرت بعض معالمه في الحياه الثقافيه والفكريه والفنيه التي نجد تجلياتها في الافلام العربيه القديمه التي تعكس حياه عاصمه العرب المهمه القاهره عندما كانت المدينه نظيفه وهادئه وانيقه المباني قبل ان تشهد هذا الانفجار السكاني المهول الذي لعبت فيه الهجره الواسعه من الريف والاقاليم البعيده دورا كبيرا‏,‏ وقبل ان ينتشر تلوث البيئه وتتعرض المدن للاختناقات المعيشيه الكبري في السكن وفي المواصلات وفي فرص العمل وسواها‏.‏

وادي هذا المناخ لنشوء ما يمكن وصفه بالاتحاد بين الفساد المالي والاداري وبين سطوه الاجهزه الامنيه‏,‏ ففي مناخ كهذا نشات بيروقراطيه فاسده ضاربه تسلقت عبر اجهزه الدوله والتنظيمات الحاكمه لتستفيد من غياب الرقابه الشعبيه والبرلمانيه في تكوين ثروات طائله ومصالح غير مشروعه‏,‏ من مصلحتها احباط ايه محاوله للاصلاحات السياسيه‏.‏

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل