المحتوى الرئيسى

عمر طاهر يكتب: شروط الحداية لإلقاء الكتاكيت

09/10 11:06

لكل اختراع علي الارض جنسيه ما، ما عدا الالعاب فهي اختراع قدمه الاطفال للبشريه متجاوزا التاريخ والحدود والجنسيات، فلا يمكن الجزم بان الاستغمايه اختراع اسكتلندي ولا ان نَطّ الحبل قادم من حضاره شرق أسيا، لا اتحدث عن الالعاب الحديثه ولكن عن الالعاب التي خرجت من بطن الفطره ربما في وقت واحد لكن في اماكن متناثره علي الكوكب.

اخترع الاطفال العابهم ليمتلكوا طريقه تشبههم في استكشاف الكون وقدراتهم كبشر، والجميل ان كل طفل تَفوّق في لعبه ظلت بداخله حتي اخر يوم له علي الارض، فالبارع في «الاستغمايه» ومشتقاتها يكبر وهو يمتلك القدره علي اخفاء عيوبه وان يداري علي الناس ما يحلو له ان يداريه، هذا الشخص الذي بدا حياته يتدرب علي «فن الاختباء» باخلاص، اكتسب مهاره لا بد ان يحمد الله عليها في عالم قائم علي الفضول وملاحقه الاخرين، مهارته تلك تَعظُم كلما كان قرينه في اللعبه شخص يمتلك ذكاء المطارده وقراءه افكار الاخرين، هذان الشخصان خرجا من اللعبه بفائده تتجاوز اللهو، هما افضل من في شله الاستغمايه، اقرانهما بين شخص يمكن توقُّعه بسهوله «اطلع يا مراد من ورا العربيه»، وشخص قليل الحيله يقع في قبضه «اللي هيغمّي عينيه» بمجرد ان يفتحهما، وشخص ثقيل الدم يقف مكانه بجوار حائط التثبيت منتظرا ان يظهر احدهم دون ادني رغبه في المغامره او حتي تشغيل المخ، فقط مَن يجتهد في قراءه خريطه المكان جيدا يكبر فيصبح علي علم بكل نقطه في عالمه، تخصه وتجعله مميزا، ووحده من يجتهد في قراءه افكار كل من يشاركونه اللعبه، يكبر فيصبح قادرا علي قراءه افكارهم فاما يعبر عنهم واما يستدرجهم في تحقيقات النيابه للاعتراف.

لاعبو «السيجا» او «اكس او» هم المفكرون العظماء المؤسسون لمبدا «اللعب علي خساره الخصم هو اقصر طريق للفوز» فتراه معظم الوقت مشغولا اكثر بالتقفيل علي الخصم، يمتلكون مهاره ارباك المنافس ويعولون عليها، اذ غالبا ما تقصِّر عليهم الطريق بالفعل، لكن اهم ما يكبر معهم من حكمه هذه اللعبه ان الخساره ليست مسألة مباراه واحده، فخسائر متعدده ستقود حتما الي انتصار ما، ووقتها يتحدد مصير الاستمرار في اللعب.

مدمنو «نلعب عصابه او رِست» او كل ما ينطوي علي عنف، هم الذين يشبُّون وتكبر معهم فكره ان البقاء للاقوي، وبمرور العمر يترجمون القوه في مال او منصب او حقن عضلات، يفرحون في البدايه بالحصول علي مرتبه القوه الاقرب الي فطره الطفوله، اولئك الذين كثيرا ما تاملوا عضلاتهم النحيفه امام المراه، غير مهتمين بالقراءه او الروحانيات الا نادرا ويؤمنون بان فكره القياده قد خُلقت من اجلهم وان مخالفيهم يستحقون ضربًا يتغيّر شكله بتغيُّر نوع القوه.

«الاُولي» لعبه البنات المفضله تلخص قصه حياتهن في بلد شرقي، لا بد من الخفه والدلال مع تشغيل المخ والحرص، فالحركه من مربع الي مربع محسوبه، ودخول مربع خطا غلطه لا تُغتفر قد تهدم اللعبه كلها. مدمن «ملك ولّا كتابه» هو الطفل النصاب ابو دم خفيف، اكثر ابناء شلته حبًّا للمقامره في معناها الاوسع، هو اكثرهم تحقيقا لانجازات تدعو للفخر وهو في الوقت نفسه من اكثرهم انكسارات. مدمن القراءه هو الطفل المتوحد في شلته الذي لا تشعر بوجوده حتي تصل الي اللحظه التي يغير فيها وجهه نظرك في الحياه كلها بكلمه طائشه او ربما بسؤال ينعش خلايا مخك «هل تعرف ما شروط الحدايه لالقاء الكتاكيت؟». مدمن «البلِي» لعبًا وجمعًا هو طفل ماديّ يكبر ومساله كَنْز الاشياء تشغله لكن دون احتيال، هو مجتهد بالفطره ولا تعيبه رغبه ملحَّه في الاستحواذ ما دامت في حدود المعقول، هي تتخطي حدود المعقول احيانا اذا كان طفلا سمينا وبخدود.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل