المحتوى الرئيسى

كلينتون للأمريكيين: امنحوا أصواتكم لأوباما لكى ينظف البلاد!

09/07 11:56

كعادته كان بيل كلينتون ساحرا ومبهرا وملهما في كلامه. وفي لحظه تاريخيه تحتاج الي المواقف والمواجهات اعلن الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون تاييده المطلق لبارك اوباما كرئيس للبلاد لفتره اخري، وذلك في مؤتمر الحزب الديمقراطي بشارلوت، حيث حث كلينتون الحضور والامريكيين علي السماح لاوباما باستكمال ما بداه. وان يعطوه اصواتهم وبالتالي الولايه الثانيه (اربع سنوات اخري)، لكي يقوم بتنظيف البلاد مما ترك له من فوضي. وقال «انني اريد ان ارشح رجلا يبدو هادئا من الخارج الا انه في داخله يحترق من اجل امريكا». وفي كلمته تكلم كلينتون بالارقام وبالتفاصيل وبلغه سهله وسلسه عما يمكن ان يحدث اذا تم الاستغناء او التصفيه لبرامج التامين الصحي والمعاشات. كما انه فند ما قاله وردده المرشح الجمهوري ميت رومني ونائبه بول راين حول خططهما لانقاذ البلاد. ومن ضمن ما سمعته من تعليقات قيل: «اذا كان اعصار ايزك لم يجتح تامبا فان اعصار بيل (كلينتون) بالتاكيد اجتاح شارلوت».

كلمه كلينتون بمضمونها، كما لاحظ المراقبون، استهدفت الطبقه المتوسطه وهمومها والناخب الامريكي الابيض من طبقه العمال والموظفين. فاوباما في حاجه الي اصوات تلك الفئات. فاوباما في الانتخابات الماضيه لم يحصل الا علي 40 في المئه من اصوات الرجال البيض. وكلينتون يعرف كيف يخاطبهم. ففي لحظه ما قال: «نحن نؤمن باننا جميعا معا في هذا الوضع هي فلسفه افضل من انك ملك نفسك (فتصرف)».

وحرص كلينتون علي ان يذكر بان السياسه ليست «رياضه دمويه». وانه رغم اختلافه مع الكثير من الجمهوريين فانه لا يكرههم. ولم ينس ان يذكر الحاضرين انه منذ عام 1961 (اي خلال 52 عاما) بلغت سنوات حكم الجمهوريين للبيت الابيض 28 عاما، في حين بلغت سنوات حكم الديمقراطيين 24 عاما. وقد تم خلال السنوات الـ52 خلق 66 مليون فرصه عمل تابعه للقطاع الخاص منها 24 مليونا من الجمهوريين و42 مليونا من الديمقراطيين.

كلينتون كعادته اطال حديثه نحو 48 دقيقه. ورغم ان كلمته تعدت الموعد (11 مساء) والمحدد سلفا للبث الحي من شبكات التليفزيون فانها استمرت في بث حديث بيل كلينتون. وربما خرج كلينتون عن النص الا انه لم ينحرف عن الرساله المرجوه والمراد ايصالها. ان اوباما بدا المشوار في ظروف صعبه وانجز كثيرا وامامه كثير وعليه الاستمرار لاستكمال المهمه. كلينتون الاستاذ او المعلم في التواصل السياسي وفي تبسيط اعقد المعاني السياسيه وايضا في خطف قلوب المستمعين لكلماته «كهّرب» المكان وزلزل ارجاء المؤتمر. ولوحظ ان اغلب الحضور في اجزاء كثيره من كلمته، خصوصا مع «ازدياد حماسهم وحراره الموقف» وقفوا وفضلوا الوقوف رافعين الرايات وهاتفين الشعارات. منفعلين ومتجاوبين مع «الدندنه السياسيه» التي اداها كلينتون بتميز وعبقريه وابهار. وعندما انتهي من كلمته دخل عليه علي المسرح الرئيس اوباما فجاء انحناء من كلينتون.. ثم اعقبه العناق ما بين الاثنين وسط تهليل الحضور.

بيل كلينتون الرئيس الامريكي رقم 42 جاء لانقاذ اوباما الرئيس رقم 44. كلينتون (66 عاما) يعد الرئيس الامريكي السابق الوحيد الذي عاد الي الاضواء في المؤتمر الحزبي في هذا الموسم الانتخابي. فالرئيس الامريكي السابق جيمي كارتر (88 سنه) شارك بفيديو يحمل رساله منه الي الحاضرين. كما ان الرئيسين بوش الاب وبوش الإبن اكتفيا ايضا برساله فيديو للمشاركين في المؤتمر الجمهوري بتامبا. بيل كلينتون لم يظهر في مؤتمر الحزب عام 2008 علي اساس ان زوجته هيلاري كانت مرشحه منافسه لاوباما في السباق الرئاسي وخرجت منه. وكان بيل منتقدا لاوباما وبقسوه احيانا في تلك المعركه الانتخابيه. وقد سلطت تقارير صحفيه عديده الاضواء اخيرا علي «عوده بيل كلينتون» ووقوفه سندا لاوباما في المواجهه الجديده ومن اجل الاحتفاظ برئيس ديمقراطي للبلاد.

وفي تطور اخر مثير للاهتمام والجدل (بالتاكيد) وبتدخل من الرئيس اوباما شخصيا تم ارجاع العباره الخاصه بالقدس كعاصمه لاسرائيل، وكلمة الله، الي برنامج الحزب الديمقراطي. وغياب هذين الامرين (او حذفهما من البرنامج) شغل كواليس المؤتمر الديمقراطي ووسائل الاعلام. وانتهزت حمله رومني ورجالها الفرصه، لكي يصبوا «الزيت علي النار». وازدادت اصوات المعلقين اليمينيين حده وصراخا «الم نقل لكم ان اوباما له مشكله مع اسرائيل»، ومن هنا تكرر القول الذي استعمله المرشح الجمهوري ميت رومني في كلمته في تامبا بان اوباما دفع او (حدف) باسرائيل تحت الباص (الحافله). اي لا يهتم بما يقلق ويزعج ويهدد اسرائيل وحكامها. الامر شغل الحاضرين للمؤتمر والمتابعين لاعماله لوقت طويل ممتد من النصف الثاني لليوم الاول للمؤتمر الي اليوم الثاني. الا ان سرعان ما تدخل اوباما ومستشاروه لاحتواء الموقف وعدم ازعاج اصوات اليهود وبالتاكيد «اجهاض» محاولات رومني والجمهوريين في «تاجيج» الموقف من خلال مناظرات ومزايدات ومساءلات وادعاءات تتساءل عن اوباما واسرائيل و«جفاء» علاقته مع نتنياهو والفارق بينه وبين رومني الحريص علي الحليف الاستراتيجي. وما كانت من ساعات قليله قبل ظهور كلينتون حتي تم حسم الامر، و«انخرس المعلقون والمطبلون والمزمرون وعواجيز الفرح».

ويذكر ان تفاديا لمفاجات التقلبات الجويه وامطار رعديه قد تهطل مساء الخميس في شارلوت قررت اللجنه المنظمه للمؤتمر نقل خطاب اوباما وقبوله للترشح من استاد بنك أوف أمريكا المكشوف (والذي يسع لنحو سبعين الفا) الي المكان الذي شهد اعمال المؤتمر ولا يسع لاكثر من 22 الفا.

ومع بدء العد التنازلي للانتخابات الامريكية بدا الحديث عن كتاب جديد للكاتب الامريكي الشهير بوب وودورد بعنوان «ثمن السياسه». ويتناول الكتاب المعارك التي شهدتها واشنطن ما بين الرئيس اوباما وقيادات الكونجرس من الجمهوريين حول ازمه الديون خلال عام 2011. وفي الكتاب الذي سينزل الاسواق الاسبوع القادم يحكي وودورد (صاحب كشف فضيحة ووترجيت) حواديت كواليس البيت الابيض واروقه الكونجرس في التعامل واستغلال ملف الازمه الاقتصاديه والماليه.

اتصل بنا | شروط الاستخدام | عن الموقع

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل