المحتوى الرئيسى

جوجل يحتفل بالذكرى الـ1147 لميلاد شيخ الأطباء الرازى

08/26 22:39

احتفل موقع البحث الامريكي بشبكه الانترنت جوجل بالذكري 1147 لميلاد شيخ الاطباء ابو بكر الرازي.. هذا العالم الذي لم يكن طبيبا فحسب، بل ابدع في مجال القيم والاخلاق والدين، واصبح مرجعيه علميه لا مثيل لها ومعجزه الطب عبر الاجيال.

هو ابو بكر محمد بن زكريا الرازي، وسمي بذلك نسبه الي مسقط راسه "الري" التي ولد فيها سنة (250هـ/ 864م) وهي مدينه صغيره قريبه من طهران حاليا، فتحها العرب في زمن الخليفه الراشد عمر بن الخطاب "رضي الله عنه"، وقضي حياته في بغداد وتوفي فيها(313هـ/925م) حسب ما يقرره البيروني في كتابه "فهرست كتب الرازي" الذي حققه كراوس.

اهتمَّ الرازي ايضًا بالعلوم التي لها علاقه بالطب، كعلم الكيمياء والاعشاب ،كذلك علم الفلسفه؛ لكونه يحوي اراء الكثير من الفلاسفه اليونان الذين كانوا يتكلمون في الطب ايضًا، وكان استاذه الاول في الفلسفه هو "البلخي"، وهكذا انفق الرازي عده سنوات من عمره في تعلم كل ما يقع تحت يديه من امور الطب، حتي تفوق في هذا المجال تفوقًا ملموسًا.

ثم عاد الرازي بعد هذا التميز الي الري، فتقلَّد منصب مدير مستشفي مدينه الري، وكان من المستشفيات المتقدمه في الاسلام، وذاعت شهرته، ونجح في علاج الكثير من الحالات المستعصيه في زمانه، وسمع بامره الكبير والصغير والقريب والبعيد، حتي سمع به "عضد الدولة بن بويه" كبير الوزراء في الدوله العباسيه، فاستقدمه الي بغداد ليتولي منصب رئيس الاطباء في المستشفي العضدي، وهو اكبر مستشفي في العالم في ذلك الوقت، وكان يعمل به خمسون طبيبًا.

والحق انه لم يكن مستشفي فقط، بل كان جامعه علميه، وكليَّه للطب علي اعلي مستوي. وقد اصبح الرازي فيه مرجعيه علميه لا مثيل لها، ليس في بغداد فقط، وانما في العالم كله، وليس علي مدي سنوات معدوده، ولكن لقرون متتاليه، فكان معجزه الطب عبر الاجيال!!

ولعلَّه من المهم جدًّا ان نقف وقفه ونتساءل: كيف وصل الرازي الي هذا المجد، والي هذه المكانه؟

لا بدَّ ان نعلم ان النجاح لا ياتي مصادفه، وان التفوق لا يكون الا بجهد وتعب وبذل وتضحيه، كما ان الابداع لا يكون عشوائيًّا ابدًا، انما يحتاج الي تخطيط وتدريب ومهاره، وهكذا كانت حياه الرازي.

لقد بحث الرازي عن العلم في كل مصادره، واجتهد قدر استطاعته في تحصيل كل ما يقع تحت يده من معلومات، ثم اتبع ذلك بتفكير عميق وتجارب متعدده ودراسه متانيه.. حتي بدا يعدِّل في النظريات التي يقرؤها، واخذ ينقد ويحلل، ثم وصل الي الاختراع والابداع.

ولم يكن الرازي يكتفي فقط بالتدريس والتعليم والامتحانات لنقل العلم، بل اهتم بجانب آخر لا يقل اهميه عن هذه الجوانب وهو جانب التاليف، فكان الرازي مُكثرًا من التاليف وتدوين المعلومات وكتابه الكتب الطبيه، حتي احصي له ابن النديم في كتابه "الفهرست" 113 كتابًا و28 رساله، وهذا عدد هائل، خاصهً انها جميعًا في مجال الطب.

وقد كان من اعظم مؤلفات الرازي كتاب "الحاوي في علم التداوي"، وهو موسوعه طبيه شامله لكافه المعلومات الطبيه المعروفه حتي عصر الرازي، وقد جمع فيه الرازي كل الخبرات الاكلينيكيه التي عرفها، وكل الحالات المستعصيه التي عالجها، وتتجلي في هذا الكتاب مهاره الرازي، ودقه ملاحظاته، وغزاره علمه، وقوه استنتاجه..

وقد تُرجِم هذا الكتاب الي اكثر من لغه اوروبيه، وطُبع لاول مره في بريشيا بشمال ايطاليا سنه 891هـ/ 1486م، وهو اضخم كتاب طُبع بعد اختراع المطبعه مباشره، وكان مطبوعًا في 25 مجلدًا، وقد اُعيدت طباعته مرارًا في البندقيه بايطاليا في القرن العاشر الهجري (السادس عشر الميلادي)، ويذكر المؤرخ "ماكس مايرهوف" انه في عام 1500 ميلاديه كان هناك خمس طبعات لكتاب الحاوي، مع عشرات الطبعات لاجزاء منه..

ومن كتبه ايضًا "المنصوري"، وقد سماه بهذا الاسم نسبه الي المنصور بن اسحاق حاكم خراسان، وقد تناول فيه موضوعات طبيه متعدده في الامراض الباطنيه والجراحه والعيون، وقد تعمَّد الرازي الاختصار في هذا الكتاب، فجاء في عشره اجزاء!! لذلك رغب العلماء الاوروبيون في ترجمته عده مرات الي لغات مختلفه، منها اللاتينيه والانجليزيه والالمانيه والعبرية! وقد تم نشره لاول مره في ميلانو سنه 1481م، وظل مرجعًا لاطباء اوربا حتي القرن السابع عشر الميلادي.

ومن اروع كتبه كذلك كتاب "الجدري والحصبه"، وفيه يتبين ان الرازي اول من فرق بين الجدري والحصبه، ودوَّن ملاحظات في غايه الاهميه والدقه للتفرقه بين المرضين، وقد اُعيدت طباعه هذا الكتاب في اوروبا اربع مرات بين عامي (903 : 1283هـ) (1498 : 1869م).

أهم أخبار تكنولوجيا

Comments

عاجل