المحتوى الرئيسى

التعاليم الفكرية والإنسانية فى كتابات أوريجانوس

08/24 10:35

يمثل العلامه اوريجانوس (185ــ 254م) قمه الفكر الانساني في تعاليم مدرسة الإسكندرية اللاهوتية، تلك المدرسه التي انارت العالم المسيحي كله حتي لقبت في التاريخ بعقل العالم المسيحي. ويمثل العلامه اوريجينوس قمه النضج لهذه المدرسه، فهو عالم وفيلسوف متخصص في فقه اللغات، حتي قال عنه البابا لاون الثالث عشر (1878ــ 1903) بابا روما رقم 255: «من بين الشرقيين يحتل اوريجانوس المحل الاول وهو عجيب في سرعه خاطره وجلده علي العمل.

ومن مؤلفاته العديده اقتبس معظم الذين اتوا بعده». والعلامه اوريجانوس فيلسوف مصري اصيل، ويظهر هذا واضحا من اسمه فكلمه اوريجانوس معناها ابن حورس، ولد بمدينه الاسكندريه عام 185م، اهتم به والده ليونيدس فرباه تربيه مسيحيه حقيقيه، غير ان والده استشهد في عصر الامبراطور سبتميوس سفيروس نحو عام 202م، وكان اوريجانوس مازال صبيا صغيرا لم يتجاوز السابعه عشره من عمره، وتروي كتب التاريخ ان اوريجانوس اشتهي ان يستشهد مع والده، حتي اضطرت امه ان تخفي كل ملابسه حتي يلتزم البقاء في المنزل، فارسل الي ابيه رساله قال له فيها «احذر ان تغير قلبنا بسببنا» ثم التحق بعدها بمدرسه الاسكندريه اللاهوتيه،

وبعد هروب مديرها السابق القديس كليمندس من الاضطهاد، عينه البابا ديمتريوس الكرام البابا مديرا للمدرسه، فقام بجهد كبير في تطوير مناهج التعليم. ولقد حدثت بعد ذلك احداث كثيره نتج عنها مشادات بين البابا ديمتريوس والعلامه اوريجينوس، نتج عنها لجوء اوريجانوس الي بلاد قيصريه، وهناك حثه اسقف قيصريه علي انشاء مدرسه لاهوتيه، وانشا معها مكتبه كبري، وتتلمذ في هذه المدرسه العديد من علماء وآباء الكنيسه في العالم كله حتي عرفت قيصريه باسكندريه الجديده، وفي الاضطهاد الذي شنه الامبراطور دقيوس (249 ــ 251) علي الكنيسه القي القبض علي اوريجانوس وعذبه عذابا شديدا، لكنه احتمل العذابات بشجاعه نادره، ثم افرج عنه بعد ذلك، لكنه ما لبث ان توفي بعدها بقليل ربما من تاثير العذابات التي عاني منها، وكان ذلك عام 254م، وكان له من العمر نحو 69 عاما تقريبا.

ومن كتاباته وافكاره الانسانيه ما قاله عن اهميه ودور العقل في حياه الانسان المؤمن: «كما ان العين بطبيعتها تطلب النور والبصر، والجسد برغباته الطبيعيه يطلب الطعام والشراب، هكذا العقل له رغبته الطبيعيه ان يعرف حق الله، ويبحث في علل الاشياء، هذه الرغبه التي هي من عند الله»، وكتب في اهميه الثقافه فقال عنها: «الثقافه ليست شرا، بل بالحقيقه هي طريق الفضيله، انها لا تعوق معرفه الله، لذا يلزم توبيخ اولئك المسيحين الذين يجدون راحتهم في جهلهم». وعلي خطي معلمه القديس كليمندس السكندري، امن اوريجانوس باهميه المعرفه الانسانيه خصوصا الفلسفه، ففي رساله بعث بها الي احد تلاميذه ينصحه فيها بالتعمق في دراسه الفلسفه اليونانية قال له فيها: «اطلب اليك ان تنهل من الفلسفه اليونانيه لان مثل هذه الامور بمقدورها ان تكون درسات تمهيديه للمسيحيه. ومن الهندسه والفلك بعض المعلومات يمكن ان تكون نافعه لشرح الكتب المقدسة.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل