المحتوى الرئيسى

فايز رشيد يكتب :الجدل الإسرائيلي حول إيران

08/23 11:30

ضرب البرنامج النووي الايراني هو الموضوع الاكثر جدلاً ليس بين القيادات السياسيه والعسكريه الاسرائيليه فقط، وانما علي صعيد الشارع ايضاً. هذه القضيه هي من قضايا الاختلاف بين وجهتي نظر متعارضتين: الاولي تقف مع توجيه الضربه، والاخري تقف الضد من هذه المغامره غير المحسوبه النتائج والتداعيات. لربما ان هذا الاختلاف يعتبر الابرز في تاريخ الكيان الصهيوني. في كل الحروب التي خاضتها اسرائيل ضد الامه العربيه(وبمن فيها الفلسطينيين) كان هناك شبه اجماع اسرائيلي علي القيام بها. وصولاً الي تشكيل حكومة وحدة وطنية من كافه الوان الطيف السياسي.الحرب المقترحه علي ايران لا ولن تتميز بهذه الايجابيه. لذلك فان الاختلاف يصب في صالح عدم توجيه الضربه.\nنتنياهو من اول المتحمسين الي الهجوم علي المنشآت النووية الايرانية، وازالتها عن الخريطه بحيث يكون من المتعذر علي ايران استئناف نشاطاتها النوويه.

كما يهدف رئيس الوزراء الصهيوني الي تحجيم دور ايران المتعاظم في المنطقه،والذي يشكل مع الدور التركي: لاعبين جديدين في منطقة الشرق الاوسط،وذلك عكس ما تطمح اليه الدوله الصهيونيه: بان يظل دورها هو الحاسم والمقرر في المنطقه وفق تصورات رسمتها مع الولايات المتحدة لشرق اوسط جديد. نتنياهو ومنذ نجاحه في تشكيل حكومة ائتلافية مع الاحزاب الدينيه واليمينيه (وصولاً الي الفاشيه) اعتبر البرنامج النووي الايراني التحدي والخطر الاول الذي يجابه وجود اسرائيل.جاء ذلك في خطاب له في جامعه "بار ايلان". مؤخراً طلب نتنياهو من حكومته (وقد اقرّت ذلك) منحه صلاحيات مطلقه تسمح باتخاذه القرارات منفردا بما فيها قرار اعلان الحرب. ودون انتظار راي الحكومه او مجلس الوزراء المصغر (الذي غالباً ما يعمل في حالات الطوارئ والقضايا الساخنه). نتنياهو وفقاً للعديدين من المراقبين والكتّاب "اصبح ملكاً متوجاً علي الدوله"، فلم يحصل ولا لمره واحده في تاريخ اسرائيل ان جري اعطاء رئيس وزراء كل هذه الصلاحيات،فوفقاً لها يستطيع نتنياهو: تحديد جدول اعمال الوزاره، وحتي منع وزراء من طرح اسئله في حالات معينه،اضافه الي تاخير طرح ما لا يراه مناسباً من القضايا وعدم التصويت عليها، حتي يضمن الاغلبيه التي يريدها،ومنع الوزراء من التعليق الاعلامي علي الحدث المعني. ان ابرز من يقف مع نتنياهو في توجيه الضربه لايران: ايهود باراك وزير الدفاع. رئيس الموساد السابق افرايم هاليفي الذي قال في تصريح له: "لو كنت ايرانياً لعشت في خوف طيله الاسابيع القادمه".

من المؤيدين ايضاً كافه الاحزاب اليمينيه والدينيه والفاشيه الداخله في الائتلاف وغير اولئك ايضاً.

نتنياهو يريد توريط الولايات المتحده مع اسرائيل في هذا الهجوم. من خلال الحمله المنظمه التي يقوم بها اللوبي الصهيوني في امريكا. والهادفه الي تعظيم الدور الايراني في تهديد اسرائيل والولايات المتحده. وعدم انتظار نتائج الانتخابات الامريكيه حتي توجيه الضربه. فاوباما وادارته الحاليه مع تشديد العقوبات علي ايران، وقد اتخذ الكونغرس الأمريكي مؤخراً سلسله منها لا يشك احد في ان الرئيس اوباما سيصادق عليها وتعتمدها الاداره الامريكيه الحاليه كذلك العديد من الدول الاوروبيه. باستثناء بعض الدول (ربما) والتي تريد للانتخابات الامريكيه ان تجري بسلاسه والا تري نفسها متورطه في حرب بسبب اسرائيل. وستكون امام تحديات كبيره ايضاً: احتمال ان تقوم ايران باغلاق مضيق هرمز، ذلك سيؤدي الي ارتفاع جنوبي في اسعار النفط.امكانيه حدوث دمار شامل في المنطقه. فايران ستضرب كافه الاهداف الامريكيه فيها. دمار في اسرائيل بسبب الصواريخ الايرانيه بعيده المدي. امكانيه اشتراك حزب الله وسوريا في الحرب وما سيسببه ذلك من إحتمالات ونتائج غير محسوبه.نتنياهو واسرائيل عموماً يلعبان بورقه التنافس بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحده.

وقد اعطي المرشح الجمهوري رومني ضوءاً اخضر لاسرائيل في ضرب المنشات النوويه الايرانيه عندما زارها مؤخراً. بما يعني انه حتي لو قامت اسرائيل بتوجيه الضربه العسكريه لايران. فلن تلقي لوماً ولا تعنيفاً من الولايات المتحده؛ الاخيره ربما ستجد نفسها مضطره لمناصره اسرائيل والمشاركه في العمليات العسكرية. فقد اعلن وزير الدفاع الاميركي بانيتا في تصريح سابق له قبل شهرين: "بان الولايات المتحده لن تسمح لايران باغلاق مضيق هرمز". كتّاب ومحللون سياسيون اميركيون يصبون في صالح مشاركه الولايات المتحده في توجيه الضربه مثل الكاتب الاميركي ديفيد كرست، الذي يضرب علي وتر "المصالح الاميركيه في المنطقه" بما يتوجب حمايتها من خلال تغيير النظام في طهران ايضاً.وليس الاكتفاء فقط بضرب برنامجها النووي".

علي الصعيد الاسرائيلي الداخلي: قررت الحكومه البدء بتدريبات سميت "بتحصين الجبهه الداخله" تستمر لمده اسبوع كامل وفي مركز هذه التدريبات، ضمان ارسال مئات الاف الرسائل الالكترونيه وعبر الهواتف الخلويه، لابلاغ الجمهور بالمطلوب في حالات الطوارئ اضافه الي التدريبات العسكريه التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي وهي كثيره تقام بين الفينه والاخري.كذلك تدريبات الدفاع المدني وامكانيه مواجهه الصواريخ والأسلحة الكيماوية. حسب المصادر الاسرائيليه فان كل هذه التدريبات تتدرج في اطار الاستعدادات لاحتمال شن عدوان علي ايران.

من اهم المعارضين لتوجيه ضربه عسكريه اسرائيليه الي ايران حزب كاديما الذي يقوده وزير الدفاع الاسرائيلي السابق شاؤول موفاز،والذي انسحب مؤخراً من الائتلاف الحكومي.الحزب يقود حمله ساخن ضد نتنياهو متهماً اياه بالتصرف بعدم المسؤوليه في الملف الايراني.. من المعارضين ايضاً للحرب رئيس دولة الكيان شمعون بيريز ورؤساء الموساد والشاباك وهيئه الاركان الذين يرفضون الهجوم والتفرد في اتخاذ قرار الحرب.هؤلاء ايضاً لهم وزنهم الكبير في الشارع الاسرائيلي. المعارضون للحرب هم ضد ان تخوضها اسرائيل منفرده لكنهم مع الضربه اذا تم تنسيق ذلك مع الولايات المتحده ومشاركتها.

اهم الصحف الاسرائيليه "يديعوت احرونوت". هارتس". "معاريف" تكتب بشكل شبه يومي عن مخاطر الحرب".. "يديعوت احرونوت" كتبت مثلاً عن المليارات الاخيره التي رصدتها اسرائيل لتطوير سلاح الجو. لكنها تستطرد: "انه ليس مضموناً ان الطائرات الاسرائيليه.قادره علي تنفيذ العمليه كامله، والعوده دون اضرار ان كان علي مستوي الاخيره او التزود بالوقود".

واضافت: ان هجوماً علي المنشات النوويه الايرانيه هو اكثر تعقيداً من الهجوم علي المنشات النوويه العراقيه في العام 1981. هارتس "كتبت عن ان اكثر من نصف السكان في اسرائيل دون ملاجئ، حتي الكثير من الموجود لا يصلح للاستعمال".

"معاريف" نقلت تصريحاً لمسؤول في وزارة الصحة قال فيه: "ان عمليه اقامه اقسام خاصه في المستشفيات محصنه وقادره علي مواجهه أسلحة كيماوية وغير تقليديه اخري. تحتاج لثلاث سنوات اخري".

اداره المطافئ صرّحت بانها ليس لديها القدره لمواجهه سلسله من الحرائق في ان واحد وكذا بالنسبه لدمار البينيه التحتيه.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل