المحتوى الرئيسى

'' الخواجة عبد القادر '' وكرامات المكاشفى .. قصة حقيقية حدثت بالسودان

08/23 09:41

كتب - السيد عبدالستار :

في الاونه الاخيره انتشرت بوسائل الاعلام العربيه حوارات موثقه لكبار المؤرخين في مصر والسودان في اطار سعي الباحثين لكشف حقيقه الخواجه عبدالقادر الذي قام بتاديه دوره الفنان الكبير يحيي الفخراني في المسلسل الدرامي ''الخواجه عبدالقادر '' الذي تم عرضه بشهر رمضان المنقضي .

يقول الكاتب الصحفي صلاح الشيخ الذي قام بنشر سلسله حلقات موثقه بموقع '' افريقيا اليوم '' الاخباري حول هذه القضيه انه من خلال متابعه حلقات المسلسل منذ حلقاته الاولي في لندن ايام الحرب العالميه الثانيه وصراع عبدالقادر مع نفسه وعدم حبه للحياه وتمنيه للموت حتي نقل الي السودان ليعمل بها ، عادت الي ذكري قصه سمعتها في نهايه الستينات من عمي أحمد الشيخ الصديق الذي يعمل مدرسا ً بقريه الشكينيبه وطن المكاشفيه وطريقتهم  القادرية المنتشره في السودان ، والتي تربطنا بها صله روحيه وصله دم ، فمنذ ان كنا اطفالا ً يقوم اهلنا بزياره الشكينيبه في المناسبات الدينيه منذ حياه الشيخ عبدالباقي المكاشفي حتي توفي في 1960 .

ويضيف الشيخ في تقريره الاخباري بموقع '' افريقيا اليوم '' ان المفاجاه الكبري في قصه الخواجه عبدالقادر التي سمعتها بتفاصيلها الدقيقه انني وجدتها تتراءي امامي في المسلسل المصري '' الخواجه عبدالقادر '' في تطابق شديد بين المسلسل والقصه السودانيه التي حدثني عنها عمي احمد الشيخ الصديق ، وحضرت جزءا ً من حكايته في الشكينيبه اثناء زيارتي لها حيث وجدت الصحفي والباحث الاجتماعي المرحوم محجوب كرار في انتظار الخواجه عبدالقادر ليجري معه حوارا ً، ومن هنا قادني فضولي لاسمع  حكايه الخواجه عبدالقادر والشيخ عبدالباقي المكاشفي .

ويشير الشيخ الي ان الحكايه التاريخيه هي احد كرامات الشيخ عبدالباقي المكاشفي ، فالخواجه عبدالقادر ايا ً كان اسمه الاجنبي وهو من اصل نمساوي وليس انجليزيا ً كما ورد في المسلسل ، جاء عبدالقادر ليعمل مهندسا ً في خزان جبل أولياء في عام 1937 ، واثناء عمله استمع الي نوبيات ومدائح المكاشفيه ، وسال عنهم بعدما جذبته موسيقي النوبيات والمديح ،و شرحو له ماتعني هذه الحلقات و ماورد بالتفصيل في المسلسل .

ورغم ان مؤلف المسلسل عبد الرحيم كمال ومخرجه شادي الفخراني لم يشيرا من بعيد او قريب الي ان هذه القصه حقيقيه حدثت تفاصيلها مابين  الشكينيبه وجبل اولياء الا انه استبدل جبل اولياء بمحجر ربما كان بالفعل محجر لبناء الخزان ولم يذكر منطقه الشيخ  الشكينيبه انما ذكر تفاصيل القصه دون الاماكن .

ويوضح الشيخ ان عبدالقادر حكي لاتباع الطريقه المكاشفيه القادريه في جبل اولياء عن حلمه بان شاهد شيخا ً سودانيا ً في المنام اكثر من مره منذ ان كان في بلده وهو لايفهم ولايفسر طبيعه الحلم  ، ولذلك  سافر للشكينيبه ليلتقي بالشيخ عبدالباقي الذي حينما راه منذ الوهله الاولي ناداه بعبد القادر وتحدث معه بلغته النمساويه ، فمن كرامات الشيخ عبدالباقي المكاشفي انه يخاطب كل من زاره من الاجانب بلغته ومن اهل السودان بلهجاتهم مثل الدينكا والنوبه وغيرهم .

وكرامه المكاشفي هي ان عبدالقادر دهش لانه راي امامه نفس الشيخ الذي يراه في المنام ومنذ ذلك الوقت اسلم علي يديه ، واصبح ملازما ً له حتي وفاته اغسطس  1960ويضيف ان عمه احمد الشيخ الصديق اخبره ان المكاشفي  بعث عبدالقادر الي الازهر الشريف ليدرس علوم الدين  ،وظل عبدالقادر يزور الشكينيبه حتي بعد وفاه الشيخ عبدالباقي المكاشفي .

ويقول الشيخ هذا ماجعلني اعيش بعضا من قصته حينما التقيت المرحوم الصحفي محجوب كرار الذي اجري حوارا ً مع عبدالقادر عبر عمي احمد الشيخ الصديق الذي كان صديقا ً للخواجه عبدالقادر فقد دخل وقتها خلوه للعباده في الشكينيبه ، وهي كما يعلم المتصوفه من اصعب وسائل العباده التي ينقطع فيها المتعبد لاربعين يوما ً داخل غرفه مقفله لايقابل احدا ً الا من يحضر له الطعام .

ويضيف ''هكذا ظل العم احمد ينقل الاسئله للخواجه عبدالقادر ويجيب عليها ثم يعيدها للصحفي محجوب كرار الذي نشر القصه  كامله في ذلك الوقت في صحيفه الاضواء لصاحبها المرحوم محمد الحسن .

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل