المحتوى الرئيسى

العيدية.. من المليم للجنيه أبو مئذنة!

08/21 10:57

تعتبر العيديه خير مقياس لتطور قيمه العمله، وقوتها الشرائيه عبر الزمن.

كان «المليم» ومعه البرنز هما عمله زمان، 20كانت>وكانت لهما قيمه شرائيه كبيره.. ولمن لا يعرف كان «القرش» ينقسم الي 10 مليمات وكل مليم منها كان يشتري ما نشاء.. حتي ان بائع حلوى%20سكريه>الحلوي كان يطوف الشوارع والحواري وبعد ان ينفخ في زمارته، كان يهتف بقوله: عيط لامك.. وهاتم المليم.. اي لتحصل علي قطعه حلوي محترمه..

ولم نكن نحصل علي هذا المليم الا بعد ان نبكي ونصرخ لنقنع الام ونستعطفها لتعطينا المليم، لنجري وندفع به للبائع.. ونحصل علي الحلوي.. وكان هذا المليم ينقسم الي نصفين كنا نطلق علي ايهما اسم : البرنز بكسر الباء والراء.. ويا سلام علي هذا البرنز.. او ذاك المليم، واتذكر انني كنت اذهب للمقله اي لبائع التسالي من فول ولب وحمص لنشتري بمليم لب.. و«نشحت» عليه شويه حمص!! تخيلوا.. وكان هذا المليم يصنع احيانا من معدن احمر.. واحيانا ابيض.. مستديراً او مخروماً.. ولكن الاكثر شهره كان المليم الاحمر الذي كنا نقسم به باننا لن نعطي لاي احد «ولا مليم احمر»!!

<< وقد بدات طفولتي وانا اتعامل مع «مليم الملك فؤاد» وكان الملك ممتلئ الجسم، منتفخ الوجنتين.. وكان هذا المليم هو مصروف اي طفل منا حتي ولو كان من عائله غنيه.. ودائماً ما كنا نشتري بالمليم «براغيت الست» او «الكرامله» او قرطاس من حب العزيز.. او قرطاس ترمس.. واحيانا «قرص حلبه منبته وعليه شويه ترمس وشويه دقه او عصير نصف ليمونه».. وفي حاره العيد كنا ناكل طبق الطرشي المشكل بمليم: لفت وخيار وجزر وبصل.. ويا سلام علي «ماء اللفت» الذي قال عنه الطبيب ابن سينا «ما الفت له دواء» فاعتقد البعض ان ماء اللفت هذا شفاء للمرضي.. وهكذا اصبحنا نعشق ماء اللفت حتي ولو من غير الشطه او الدقه.. وبهذا المليم كنا نشتري بسكوته محشوه بالحلاوه، وسعيد الحظ من كان يجد فيها مليماً.. هديه.

<< وعوده للعيديه.. كنا نقف صفاً امام الاب والام ننتظر العيديه.. وكل حسب مقدرته، وياسلام لو كان قرشاً مخروماً من النيكل، للملك فؤاد.. او للملك الشاب فاروق الأول.. وما بين المليم والقرش عرفنا «ربع القرش» وقد تم سكه في بدايات الحرب العالميه الثانيه وكان شكله سداسياً من النيكل الابيض، وتعاملنا به ومعه المليمان المخرومان.. وعندي حتي الان مليم الملك فؤاد، ومليما السلطان حسين كامل وربع قرش الملك فاروق، وخارج العيديات، كان جدي لامي ينفحني مليماً كاملاً كل يوم جمعه!!.

وظل المليم عملة متداولة حتي عهد انور السادات 1973، وان انتشرت عمله من 5 مليمات وقتها وعلي احد الوجهين صقر قريش.. وكذلك عمله من عشره مليمات وربما كانتا، اخر مرة يتم فيها سك هذه العمله، ولكن في عام 1984 تم سك اخر قرش من العمله المعدنيه وان كان اقل حجماً من حجم البرنز القديم وعلي احد الوجهين نقش لأهرام الجيزة.

<< اما اخر قرش تم سكه فكان ايضا عام 1984 عليه اسم جمهورية مصر العربية بالخط الديواني العثماني وظهره من اهرام الجيزه.. وكذلك تم سك عمله من خمسه قروش..

اما العمله ذات الرنين والقيمه العاليه فهي ريال السلطان حسين كامل 1914 - 1917 وهو يباع الان بمائه جنيه، بسبب ارتفاع قيمه الفضه فيه، وكذلك بريزه خليفته السلطان ثم الملك فؤاد الأول.. وكم من بقال اكتشف ان هذا الريال «براني» اي مزور وكنا نعرفه من الرنين اذا القيناه علي الرخام فكان البقال يمسك بالشاكوش ومسمار ويدق الريال البراني علي ظهر البنك المصنوع من الزنك!!

وفي جيلنا، اي في اواخر الثلاثينيات كنا نحلم بعيديه من قرش، وقرشين وكان هذا اعظم احلامنا، وكنا نقف امام الجد بملابس العيد ثم نتقدم لنحصل علي القرش، والقرشين ونقبل اليد بهذه العيديه ونقبل وجنتي الجد بعد ان نحصل علي هذه العيديه.. وهو سلوك نسيناه في مصر، وان كانت زوجه ابني السوريه تنحني لتقبل يدي ثم تلثم خدي عند كل زياره وهذا سلوك افتقدناه كثيراً.

<< اما ابي - عليه رحمه الله - فكان يحرص علي ان يمنح الواحد منا عيديه من ورقه جديده فئه الخمسه قروش عندما ظهرت للمره الاولي - ايضا ايام الحرب العالميه الثانيه..

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل