المحتوى الرئيسى

هل مسئولية المسلم تجاه المجتمع الإسلامى وحده أم تجاه المجتمع البشرى كله.. كيف؟

08/17 12:47

قال تعالي: «رَّبَّنَا اِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلاِيمَانِ اَنْ امِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَامَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الابْرَارِ»، آل عمران: 193..  ومن هنا فنحن امه اجابه.. اما غيرنا من اهل الارض فهو مدعو مثلنا للاسلام.. ولكن لعل النداء لم يصل اليهم، او لعله وصل اليهم مشوها لا يحرك دواعي القبول.

يقول الشيخ الراحل في كتابه «ايا ما كان الامر فغيرنا مدعوّ.. وعليّ ان ابلغه ما يجهل وان اثير فيه دواعي التصديق.. لقد عرفت الحق قبله فامنت، ولست اولي منه بذلك الخير، وقد يكون خيرا مني لو عرف ما اعرف.. والواجب يفرض عليّ ان اكون صوره مرغّبه لا صوره منفّره، والا كنت مسئولا عن اضلاله او حاملا اوزاره».

«من المحزن ان عددا من علماء المسلمين شغله الترف العقلي فخان امانه الدعوه والبلاغ، وان عددا من حكام المسلمين شغله المجد السياسي، فما احسن خدمه الحق ولا جذب الانتباه اليه! ونشا عن ذلك ان العلاقه بين امه الاجابه وامه الدعوه كانت مليئه بالخصام، بل كانت مخضبه بالدم».

يقول الغزالي «الفطره تخطئ وتصيب، وتجور وتستقيم، ودورنا نحن كمسلمين ان ندعم الصواب، وان نوهن الخطا وان نذكر بما تنوسي من حق.. ففي ظلمات الجاهليه الاولي شعر نفر من ذوي القلوب النبيله ان المستضعفين يجار عليهم في الحرم، وتغتصب حقوقهم، فتجمعوا وقرروا ان يغيثوا الملهوف، ويبقوا الي جانبه حتي يرضي، وذلك هو حلف الفضول الذي تم في دار عبدالله بن جدعان.. وبعد ظهور الإسلام، ذكر النبي الكريم هذا الحلف بالاعزاز وقال «لو دعيت به في الاسلام لاجبت، نعم ان الاسلام الذي جاء به هو الانسانيه في صورتها الوسيمه، ونحن ــ انبعاثا من هذا المعني ــ نري لزاما علينا في الميدان الدولي ان نحارب التفرقة العنصرية، وان نخاصم الاستكبار بالقوه، وان نقر اعيننا بانتصار العداله، وان نفرح بشيوع الرخاء بين عباد الله».

ان الدين تحسين للحسن وتقبيح للقبيح حيث كان، ومن اي الناس كان.. والانتماءات المزوّره لا تخدع ذا لب.. فكم من منتمين الي الاسلام لو تفرست في اعمالهم ما وجدت اثرا لفطره سليمه، او تقوي حقيقيه، وكم تجد مسالك هي الاسلام بعينه ولكن العنوان مفقود.. فما اكثر ما ظلمت امتنا بالمتقولين الجهله.

ان الانسانيه في غيبه الوحي تشعبت بها الطرق وتفرقت مذاهب شتي كما زاحمت الفطره غزائر واهواء جامحه والحضاره التي تسود العالم اليوم تشوبها نقائص كثيره، وربما اختلف الناس في مفهوم العدل، بل في مفهوم الفضيله والرذيله، وبين الجبهتين اللتين تحكمان العالم تفاوت واسع في وجهات النظر، وذلك كله يؤكد ضروره الرجوع الي وحي الله والاستهداء به في متاهات الظنون.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل