المحتوى الرئيسى

بالصور.. 'خولة بنت الأزور' فارسة شجاعة قاتلت مع المسلمين لتحرر أخاها من الأسر

08/14 11:38

فارس ملثَّم سبق جيش المسلمين، وفي شجاعه نادره اخترق صفوف الروم، واعمل السيف فيهم، فاربك الجنود، وزعزع الصفوف، وتطايرت الرءوس، وسقطت الجثث علي الارض، وتناثرت الاشلاء هنا وهناك، وتعالت الصَّرَخات من الاعداء والتكبيرات من جيش المسلمين.

"ليت شعري من هذا الفارس؟ وايم اللَّه، انه لفارس شجاع" كلمات قالها خالد بن الوليد، قائد جيش المسلمين في معركة أجنادين، عندما لمح الفارس وهو يطيح بسيفه هامات الاعداء، بينما ظن بعض المسلمين ان هذا الفارس لا يكون الا خالدًا القائد الشجاع.

لكن خالدًا قرب منهم، فسالوه في تعجب، من هذا الفارس الهُمام؟ فلا يجبهم، فتزداد حيره المسلمين وخوفهم علي هذا الفارس ولكن! ما لبث ان اقترب من جيش المسلمين وعليه اثار الدماء بعد ان قتل كثيرًا من الاعداء، وجعل الرعب يَدُبُّ في صفوفهم، فصاح خالد والمسلمون: "للَّه درُّك من فارس بذل نفسه في سبيل اللَّه ! اكشف لنا عن لثامك".

لكن الفارس لم يستجب لطلبهم، وانزوي بعيدًا عن المسلمين، فذهب اليه خالد وخاطبه قائلا: "ويحك لقد شغلتَ قلوب الناس وقلبي لفعلك، من انت؟"، فاجابه: "انني يا امير لم اُعرِضْ عنك الا حياءً منك لانك امير جليل وانا من ذوات الخدور وبنات الستور".

فلما علم خالد انها امراه سالها وقد تعجَّب من صنيعها: "وما قصتك؟"، فقالت المراه: "علمتُ ان اخي ضرارًا وقع اسيرًا في ايدي الاعداء، فركبتُ وفعلتُ ما فعلتُ"، فقال خالد: "سوف نقاتلهم جميعًا ونرجو اللَّه ان نصل الي اخيكِ فنفكه من الاسر".

واشتبك جيش المسلمين مع الاعداء وقتلوا منهم عددًا كبيرًا، وكان النصر للمسلمين، وسارت تلك الفارسه تبحث عن اخيها، وتسال المسلمين عنه فلم تجد ما يشفي صدرها ويريح قلبها، فجلست تبكي علي اخيها وتقول: "يابن امي ليت شِعْرِي.. في ايه بَيْدَاء طَرَحُوكَ، ام باي سِنَانٍ طعنوك، ام بالْحُسام قتلوكَ. يا اخي لك الفداء، لو اني اراك انقذكَ من ايدي الاعداء، ليت شِعْرِي اتري اني لا اراك بعدها ابدًا؟ لقد تركتَ يابن امي في قلب اختك جمره لا يخمد لهيبها، ليت شعري، لقد لحقت بابيك المقتول بين يدَي النبي، فعليك مني السلام الي يوم اللقاء".

فما ان سمعها الجيش حتي بكوا وبكي خالد بن الوليد وما هي الا لحظات حتي اتي الخبر بالبشري بان اخاها مازال علي قيد الحياه، وان جيش الاعداء ارسله الي ملك الروم مكبَّلا بالاغلال، فارسل "خالدٌ" رافعَ بن عميره في مائه من جيش المسلمين ليلحق بالاعداء ويفك اسْرَ اخيها.

فما ان سمعتْ بخروج رافع بن عميره حتي اسرعتْ الي خالد تستاذنه للخروج مع المسلمين لفك اسر اخيها، فذهبتْ معهم حيث اعدوا كمينًا في الطريق، وما ان مرَّ الاعداء بالاسير حتي هجموا عليهم هجمه رجل واحد وما لبثوا ان قضوا عليهم وفكوا اسر اخيها واخذوا اسلحه العدو.

تلك هي الفارسه الفدائيه خوله بنت الاَزْوَر، صحابيه جليله، اَبْلت بلاء حسنًا في فتوح الشام ومصر، وكانت من اشجع نساء عصرها، وتمر الايام، وتظهر بساله تلك المراه، ومدي دفاعها عن الاسلام، ففي موقعه "صجورا" وقعت هي ونسوه معها في اسر جيش الروم، ولكنها ابت ان تكون عبده في جيش الروم، فاخذت تحث اخواتها علي الفرار من الاسر، فقامت فيهن قائله: "يا بناتَ حِمْيَر وبقيه تبع، اترضين لانفسكن ان يكون اولادكن عبيدًا لاهل الروم، فاين شجاعتكن وبراعتكن التي تتحدث بها عنكن احياء العرب؟ واني اري القتل عليكن اهون مما نزل بكُنَّ من خدمه الروم"، فالهبت بكلامها حماس النسوه، فابَيْن الا القتال والخروج من هذا الذُّل والهوان.

وقالت لهن: "خذوا اعمده الخيام، واجعلوها اسلحه لكُن، وكنَّ في حلقه متشابكات الايدي مترابطات، لعل اللَّه ينصرنا عليهم، فنستريح من معرَّه العرب"، فهجمت وهجم معها النسوه علي الاعداء وقاتلن قتال الابطال حتي استطعن الخروج من معسكر الاعداء وتخلصن من الاسر.

ولم تنته معارك خَوْله في بلاد الشام، فقد اُسِرَ اخوها ضرار مره اخري في معركة مرج راهط، فاقتحمت الصفوف من اجله، وخاضت مع المسلمين معركه انطاكيه حتي تمَّ النصر فيها للمسلمين، كما اشتركتْ -ايضًا- في فتح مصر، وغدتْ مفخره نساء العرب ورجالهم.

وظلتْ السيده خَوْله "رضي الله عنها" علي ايمانها وحبها للفداء والتضحيه، ودفاعها عن دين الله، ورفْع لواء الاسلام حتي تُوُفِّيتْ في اخر خلافه عثمان بن عفان "رضي الله عنه".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل