المحتوى الرئيسى

عمر طاهر يكتب: أُمُّ كلثوم

08/13 11:10

يوم وفاه ام كلثوم جلس سيدنا النبي امام غرفه الغُسْل يوجِّه من خلف الباب النسوه اللاتي يُغسِّلْنَها، طلب منهن ان يُغَسِّلنها ثلاثًا او خمسًا او سبعًا بماء وشيء من الكافور، وطلب ان يبدان بميامنها ومواضع السجود منها، فلما فرغن مدَّ يده وناولهن الكفن الذي كان يحمله.

واراها الثري الي جوار رفات شقيقتها رقيه، ثم وقف امام القبر بدموعه يحمد الله علي ما اعطي وما اخذ.

طلق عتيبه بن ابي لهب ابنه الرسول ام كلثوم بعد ان اشهر رسالته.

ذهب عتيبه لسيدنا النبي قائلا «كفرت بدينك وفارقت ابنتك، لا تحبني ولا احبك»، ثم دنا من الرسول وشده من قميصه فمزقه.

قال له سيدنا النبي: اللهم سلِّط عليه كلبا من كلابك، فاصابه الوجوم، وكان ابو طالب حاضرا فقال لعتيبه: كنت في غِني عن هذه الدعوه.

بعدها بايام خرج نحو الشام تاجرا، وعندما وصل الركب الي مشارف الشام ليلا افترشوا مكانا للنوم.. وهناك استجاب الله لدعوه سيدنا النبي.

استيقظ عتيبه من نومه وقد اقترب منه الكلب بعد ان تجاوز كل افراد الرَّكب، نظر الي عينيه فقال عتيبه: ايقتلني الان محمد وهو في مكه وانا في الشام؟\nوكانت هذه الجمله اخر ما قاله.

عادت ام كلثوم الي بيت ابيها في اصعب لحظات حياته.

كانت تستقبله يوميا وعلي جسده ندوب المعركه، وعلي ثيابه الطاهرة اثار ما كانت تلقيه عليه قريش من قاذورات، ذات يوم دخل الي البيت بعد ان نثر فوق راسه الشريف احد المشركين ترابا، فاقبلت ام كلثوم تتغسل عنه التراب وهي تبكي فقال لها سيدنا النبي «لا تبكي يا بنيه ان الله مانعٌ اباك».

عانت من الحصار والجوع الذي فرضته قريش بقسوه وضراوه علي المسلمين.. يقول سعد بن ابي وقاص عن هذه الايام «لقد بلغ بي الجوع اني جعت حتي وطئت ذات ليله علي شيء رطب فوضعته في فمي وبلعته وما ادري ما هو الي الان».

كانت اياما صعبه.. ماتت السيدة خديجة بين احضانها وعصف الحزن بكل اركان البيت، شهدت اباها وهو يدفن امها بنفسه ويعود الي بيته محزونا يتلمس شعوره باليُتم من جديد.

بعد ان توفيت السيده رقيه حزن سيدنا عثمان حزنا شديدا وكان دائم البكاء عليها.

اما سيدنا عمر فقد ازعجه كثيرا حزن ابنته «حفصة» بعد ان مات زوجها حصن بن حذافه.

فكر سيدنا عمر ان يداوي الجريحين، فعرض علي عثمان ان يتزوج من حفصه، لكن سيدنا عثمان رفض، فثار عمر وذهب الي رسول الله شاكيا مما حدث، فقال له سيدنا النبي «يتزوج حفصه من هو خير من عثمان، ويتزوج عثمان من هو خير من حفصه».

اما سيدنا عثمان فقد تزوج ممن هي خير من حفصه.. تزوج ام كلثوم، قال له سيدنا النبي بعد ان راه يبكي رقيه «ان الله يامرني ان ازوجك اختها، والذي نفسي بيده لو ان عندي مئه بنت يمُتْن واحدهً بعد واحده زوجتك اخري حتي لا يبقي بعد المئه شيء».

قبل ان تدخل ام كلثوم دارا كانت اختها تسكنها، سالت دموعها حزنا علي رفيقه الطفوله ورفيقه وجع ان تكون حماتهما المشتركه يوما ما هي ام جميل حماله الحطب، تاملت خيال اختها في كل ركن وظلت لست سنوات تري طيف رقيه كلما حانت منها التفاته داخل البيت الي ان توفيت.

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل