"الجلجلة" فكر جهادي تكفيري.. أصابع الاتهام تتجه إليه في تفجيرات رفح.. وحماس تعتبره خارجًا على القانون

"من المحتمل ان تكون المجموعه المسلحه التي نفذت التفجير الارهابي في رفح الاحد الماضي علي صله بتنظيم جيش الجلجله".. تصريحات ادلي بها لواء مصري يعمل ضمن قطاع المخابرات بشمال سيناء لقناه "سي ان ان" الامريكيه، امس الخميس وجددت الحديث عن الجماعات الارهابيه بسيناء، وطرحت العديد من التساؤلات حول من يديرها؟ واين تتمركز؟\nكانت من بين التصريحات التي ادلي بها اللوء المصري، ان اسرائيل زودت الجانب المصري بقائمه تضم 9 اسماء لـ"ارهابيين" علي صله بالهجوم الذي اسفر عن استشهاد 16 مجندًا من القوات المسلحة، واصابه 7 اخرين، وهم اعضاء في جماعه تطلق علي نفسها اسم "التوحيد والجهاد"، وتتخذ من مناطق في سيناء وقطاع غزة مقراً لها.

"بوابه الاهرام" تكشف في السطور القادمه معلومات دقيقه عن تنظيم "الجلجه" وافكاره ومؤسسيه.

يقول اللواء عادل سليمان، الخبير الاستراتيجي: ان جيش "الجلجله"، احد التنظيمات الفلسطينيه، المتواجده بمنطقه رفح الفلسطينيه، مشيرًا الي انه ظهر عام 2009 وتزايد نفوذه بشكل كبير واعلن منطقه رفح الفلسطينيه اماره اسلاميه.

واوضح سليمان، لـ"بوابه الاهرام"، ان جيش الجلجله دخل في حرب مع حركة حماس علي خلفيه تكفير "الجلجله" لقيادات الحركه، مشيرًا الي ان حماس قامت بعملية عسكرية للقضاء علي عناصره في رفح، مضيفًا ان عناصر من حماس نجحت في هدم الجامع الذي اتخذته الحركه مقر للاماره وقامت بقتل زعيمه عبد اللطيف موسى ومعه العشرات من عناصره، والقت القبض علي عناصر اخري.

ولفت سليمان الي ان حماس التي تحكم قطاع غزه تصنف جيش الجلجله علي انه حركه خارجه علي القانون، مشيرًا الي ان عناصره حاولت اكثر من مره تنفيذ عمليات اغتيال ضد قيادات حماس.

واكد سليمان ان "جيش الجلجله" المتطرف لم تقوم باي عمليات مقاومه ضد الاحتلال الإسرائيلي، منوهًا الي ان عقيدتها المجموعه تقوم علي ضروره تطهير الدول الإسلامية من القيادات العميله كي يتمكنوا من مواجهه الاحتلال الاسرائيلي الصهيوني.

وكشف عن ان عناصر ذلك التنظيم استقت اسمها من مصطلحات وردت في الايات القرانيه، لافتا الي ان جيش الجلجله ولد من رحم ائتلاف تنظيمين هما جيش "جند الله" و"التوحيد والجهاد".

تنظيم "التوحيد والجهاد" ظهر في سيناء، عام 2000، وكان زعيمه خالد مساعد سالم، طبيب أسنان، وينتمي لقبيله السواركه بمدينه العريش، وهي من اشهر القبائل في سيناء، وكان عضوًا بجمعية الشبان المسلمين.

كان لخالد سالم شريك يدعي نصر خميس الملاحي، والذي شارك في تفجيرات طابا وشرم الشيخ، وخطط لتنفيذ تفجيرات دهب، وذلك عقب توليه قياده التوحيد والجهاد بعد مصرع قائد التنظيم، وكانت تربطهما علاقه الصداقه منذ الصغر.

والتحق خالد بطب أسنان الزقازيق، ونصر بحقوق الزقازيق، ثم اشتركا في بناء تنظيم التوحيد والجهاد، ثم انضم اليهما سالم خضر الشنوب، واصبح بعد ذلك المسئول العسكري بالتنظيم، وكان يتولي تدريب عناصره علي الاسلحه وتصنيع القنابل، في قريته الفرقده المجاوره لجبل الحلال بوسط سيناء- حسب ما نشره الدكتور احمد ابراهيم محمود، بمركز الاهرام للدراسات الاسترايجيه، في تحليل بعنوان: "كراسات استراتيجيه تفجيرات سيناء وتحولات ظاهره الارهاب في مصر".

واوضح ضياء رشوان، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسيه والاستراتيجيه، ان "جيش الجلجله" احد التنظيمات المنشقه عن حركه حماس في 2006، وذلك علي خلفيه قرار حماس بخوض الانتخابات البرلمانيه، مشيرًا الي ان عناصر "تنظيم الجلجله" لديها فكر جهادي تكفري قائم علي تحرير الارض عبر الجهاد.

ولفت رشوان، الي ان فكر جيش الجلجله مرتبط بفكر تنظيم القاعدة فرع العراق، موضحًا ان فكر القاعده يقوم علي اولويه محاربه العدو البعيد علي العدو القريب، فيما يعرف لديهم بـ"قوي الاستكبار بالارض"، مضيفًا ان "الخلاف بين القاعده فرع افغانستان وفرع العراق قائم علي ان الاخير الذي يعرف ايضًا بفرع "أبو مصعب الزرقاوي" يميل لـ"تكفير الحكام المسلمين" ووجوب توجيه الحرب له بنفس وتيره توجيه الحرب للعدو البعيد او قوي الاستكبار في الارض".

وكشف مدير مركز الاهرام، عن قيام "جيش الجلجله" بمحاولات اغتيال لشخصيات دوليه اثناء زيارتها لفلسطين بينها الرئيس الأمريكي الاسبق جيمي كارتر، ورئيس وزراء انجلترا الاسبق ومبعوث الرباعيه الدوليه لعمليه السلام بالشرق الاوسط توني بيلير، مشيرًا الي ان حركه حماس هي التي تصدت لمواجهتهم ونجحت في اجهاض العديد من ضربات هذا التنظيم.

ورجح رشوان ان تكون ذلك التنظيم او عناصر تتبني الفكر نفسه، حيث قامت بالاعتداء علي الجنود المصريين المرابطين عند نقطه "كرم ابو سالم"، مشيرًا الي ان ما يشاع حول ان تلك العمليه كانت تستهدف اسرائيل عارٍ تمامًا عن الصحه.

واستطرد، قائلاً: "فكر التنظيمات الجهاديه كما سلف الذكر يستهدف العدو البعيد ولكن تلك المجموعه فضلت استهداف العدو القريب حسب ارائهم"، مضيفًا انها مجموعه منظمه تقوم باستهداف جنود مسلمين ساعه الافطار يوم ذكري موقعه بدر مرابطين علي الحدود امام العدو الصهيوني لا يمكن ان يكونوا استهدفوا تلك الجنود في سبيل الوصول للجنود الاسرائيليين الذين سيشعرون بالهجوم لكونهم علي بعد كيلو ونصف من موقع الهجوم".

وتوقع رشوان ان تكون تلك التنظيمات مخترقه من جانب المساد الاسرائيلي، مشيرًا الي ان علي عهد الرئيس الفلسطيني الراحل، قدرت الاوساط الاستخبراتيه والبحثيه الفلسطينيه والعربيه عدد عملاء اسرائيل المنتمين لتنظيمات امنيه مسلحه بنحو 35 الف فلسطيني.

يذكر ان اجهزه الامن بغزه، قد اقتحمت اخر منزل فرّ اليه مسلحون من جماعه انصار "جند الله"، وسبق وان اعلنوا قيام اماره اسلاميه بغزه تنطلق من مدينه رفح، ونجحت في اقتحام منزل عبداللطيف موسي، قائد الجماعه، الذي فرّ اليه العديد من المسلحين، بعد ان حاصرتهم الشرطه بمسجد ابن تيميه برفح الفلسطينيه، وقد اعلن بعد ذلك عن مقتله.