المحتوى الرئيسى

لا أعداء لإماراتك يا (زايد الخير)

08/08 14:46

شجره "الاتّحاد" (السُباعيه الاغصان) اليوم في "الامارات" بذكرياتها (الثُّمانيه الاعوام) .. ذكرياتٌ اليمه علي رحيل غارسها زارعها وساقيها (زايد الخير)، الذي استخاره الله قبل ثمانيه اعوام في مثل هذه الايام المباركه من الشهر المبارك.. حياته كانت مملوءه بالخير وعُرف بزايد الخير، ومماته جاءت في العشره الاخيره من شهر الخير، فلنسإل ألله ان يزيد ميزان حسناته، انه سميعُ مجيب.

كان يوما اقبل علي الدنيا قبل 94 عاما في 1918م، ويوما ودّعها قبل ثمانيه اعوام في 2004م، عندما نعي ديوان شؤون الرئاسه (الثلاثاء التاسع عشر من رمضان) الموافق (02 نوفمبر (2004) نبا وفاته عن عمر يناهز الـ 86 .. يومان عاش بينهما الرجل رمزا للسلام والعطاء في زمن يصعب فيه السلام ويندر فيه العطاء، ومهما كانت الطرق وعره، صمد الشيخ زايد رحمه الله للصلح وللسلام.

وكما كان يحلم سموه بالوطن الكبير يسوده السلام يُجنّبه الظلام، فواجه رحمه الله جروحا والاما في اعضاء الوطن الكبير من الشقاق بين الاشقاء بالمنطقه والاقاليم والقارات وهو يسعي الي توسيع رقعه حلمه (الاتحادي) من ابوظبي الي وحدة عربية شامله، بدءا بما اراد تطبيقه علي اتحاد (تُساعي خليجي) بشمول قطر والبحرين فتحقق بولاده (السباعي الإماراتي) .. كذلك واجه المرحوم مشاكل صحيه في السنوات الاخيره من عمره، حيث اجريت له عملية جراحية في اكتوبر 2003 لاستئصال حصي من المراره ثم اجريت له عمليه جراحيه بالعنق في سبتمبر 1996 قبل ان تزرع له كليه عام 2000، لكنه وكعادته كان سباقاً لمعالجه اعضاء الوطن قبل اعضاء البدن.

صادف انه وُلد مع نهايه الحرب العالميه الأولى في الجزيره المطله علي الخليج العربي (ابوظبي) اسمٌ تقول الروايات انه بسبب كثره الظباء فيها .. وفي حين كانت تدور حلقات لعبه الضباء في المنطقه علي البقاء للاقوي، وعلي الجانب الاخر من الوادي من نفس العام كان قد وُلد نيلسون مانديلا وجمال عبدالناصر وتشاوشيسكو وستالين، كان قد وٌلد بنفس الوقت بالجانب الداخلي من الوادي زايد بن سلطان ال النهيان في ابوظبي.

اذاً كان عاما انجب رجالا غيروا مجري التاريخ بمجري شعوبهم واوطانهم ولكن .. لم تجتمع فيهم تلك الصفات التي امتاز بها زايد في حياته، والذي كان يمتطي صهوه جواده ليقهر الصحراء بالاخضرار من جانب، ثم يعود من جانب آخر يفترش الارض ليسجد لله علي الرمال، ويساوي الفارس بالراكب، والراكب بالجالس، والجالس بالنائم، والنائم بالقعيد علي انهم رعيته الاماراتيون بالسواسيه.

كان صادقا متواضعا بين ابنائه واخوانه وجيرانه، معطاءا بالجود والكرم والنبل والحكمه والفراسه والشجاعه، يرتقي قمم الجبال والرمال بكبرياء وشموخ، ثم يعود ويعرج لسهول الوديان بتواضع ودموع، تحدّي سياج "حظيره" الظباء الاّ ان يتجاوزها..! فتجاوزها في السابعه من عمره من مجلس والده في مدينه العين، وفي الثامنه من عمره بدا بحفظ القرأن الكريم، وتلقي منه تعاليمه التاريخيه التراثيه العريقه.

وحين توفي والده عام 1927، انتقل الي واحه العين التي قضي فيها السنوات الاولي من فجر شبابه، واستمدّ من بين جبالها وتلالها خلقه وفكره وطموحه متنقلا بين السواحل والشطان والجزر والسواحل، فصقلته حياه الصحراء فارسا من فرسانها الشجعان يجيد ركوب الخيل والجمال بهوايه البدويّ القنّاص، فجمع بين اخلاقيات البدو وصلابه القاضي وقوه الصياد وحكمه القائد وحساسيه الشاعر.

وكان يشاطر مواطنيه بذراعه حفر الابار وتحسين مياه الافلاج وانشاء المباني والطرقات، والجلوس معهم، ومعايشتهم علي السواحل والارصفه والخيم بقواميس لا مفردات فيها للتكبّر والغطرسه، وبعد ان حفر الابار بيده لابناء وطنه وامّن لهم الماء تحت الرمال والاخضرار فوق الرمال، بدا يلامس باصبعه مياه شطان الخليج ويسائل نفسه: (تري ماذا يوجد وراء البحار..؟) واجاب عليه بنفسه عام1953 برحلته الاولي الي بريطانيا ثم الولايات المتحده وسويسرا ولبنان والعراق ومصر وسوريا وايران والهند وباكستان وفرنسا، كان يذهب بثوبه العربي البسيط لياتي لشعبه وبلاده اخر ما توصلت له الشعوب من الرقي والحضاره.

وعلي يده كانت الشمعه الاولي للامارات في السادس من اغسطس عام 1966، حين تولي مقاليد الحكم لإمارة ابوظبي فانعشها نهضه شامله، ثم تتطلع بفكره الوحدوي الي اخوانه بالمنطقه، ذلك الشعار الوحدوي الناجح الوحيد بين (ما اكثرها رُفعت وما اقلها طُبّقت من شعارات) .. سعي في البدء ـ وكما اسلفنا ـ لاتحاد (تُساعي) بشمول قطر والبحرين، لكنه دون طموحه توفق بسُباعيه الامارات العربيه المتحده، وبالتنسيق والتشاور مع اخيه المرحوم الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي في فبراير 1968، اجتمعا بمنطقه السمحه (سيح الشعيب) التي تقع بين ابوظبي ودبي، واسفر الاجتماع عن ولاده الاتحاد الاماراتي برموز هجائيه حفظها المكان وفسّرها الزمان في سيمفونيه تاريخيه.

سيمفونيته الامارت قد يجور لنا ان نفسرها علي ان : (ابوظبي) ابو الاتحاد، (دبي) دانته الاقتصاديه، (الشارقه) اشراقاته الثقافيه، (الفجيره)، فجر ينابيعها النهريه، (راس الخيمة) بخيمه العروبه والضيافه، (عجمان) بمعاجم العلم والجامعات، (وام القيوين) بما احتضنتها تلك الاماره من قوتين البريه والبحريه يومذاك.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل