المحتوى الرئيسى

ابن حيان.. أبو الكيمياء ينير طريق الإنسانية بـ3 آلاف مخطوطة علمية

08/08 11:07

سيظل اسم جابر بن حيان مسطرا بحروف من نور في سجل العلماء المسلمين، الذين اناروا للبشريه طريقها العلمي باكتشافاتهم، فهو واحد من ابرز العلماء المسلمين في علم المعادن والكيمياء، حتي عرف بين اقرانه بانه «ابو الكيمياء»، و«شيخ الكيميائيين المسلمين»، وترجمت بعض اعماله الي اللاتينيه، وانتشرت علي نطاق واسع بين الكيميائيين الاوروبيين في العصور الوسطى، ومن اشهرها كتاب «الرسائل السبعين»، الذي تضمن سبعين مقالا حول اهم تجاربه في الكيمياء والنتائج التي توصل اليها، ويمكن اعتباره خلاصه ما وصل اليه العرب في علم الكيمياء في عصره.

ولد ابو عبدالله جابر بن حيان، في سوريا سنه 721 م، ونشا في اليمن، ودرس القران والعلوم الاخري، ثم عادت اسرته الي الكوفه، وعمل صيدلانيا ومارس الطب في بدايه حياته تحت رعايه الوزير جعفر البرمكي ايام الخليفه العباسي هارون الرشيد، وتوفي في سجن الكوفه عام 815 م.

بدات الكيمياء خرافيه في عصره  تستند علي الاساطير الباليه، حيث سيطرت فكره تحويل المعادن الرخيصه الي معادن نفيسه، وذلك لان العلماء في الحضارات ما قبل الحضارة الاسلامية، كانوا يعتقدون ان المعادن المنطرقه مثل الذهب والفضه والنحاس والحديد والرصاص والقصدير من نوع واحد، وان تباينها نابع من الحراره والبروده والجفاف والرطوبه الكامنه فيها، وهي اعراض متغيره، نسبه الي نظريه العناصر الاربعه «النار والهواء والماء والتراب»، لذا يمكن تحويل هذه المعادن من بعضها البعض بواسطه ماده ثالثه وهي الاكسير.

ومن هذا المنطلق تخيل بعض علماء الحضارات السابقه للحضاره الاسلاميه انه بالامكان ابتكار اكسير الحياه او حجر الحكمه الذي يزيل علل الحياه ويطيل العمر.

ومع هذا كان ابن حيان اول من مارس الكيمياء عمليًا، ومن اهم اسهاماته العلميه ادخال المنهج التجريبى في الكيمياء فادخل عنصري التجربه والمعمل، واوصي بدقه البحث والاعتماد علي التجربه، كما عرف القلويات وملح النشادر وماء الذهب، والبوتاس وحمضي النتريك والهيدروكلوريك، وتتجلي اسهاماته في هذا الميدان في تكرير المعادن وتحضير الفولاذ، وصبغ الاقمشه ودبغ الجلود وطلاء القماش المانع لتسرب الماء، واكتشف ايضا ماده «الصودا الكاويه».

تاثر بن حيان بكتابات الكيميائيين المصريين القدماء، والاغريق امثال زوزيموس الاخميميوهرمس، وكتابات افلاطون وارسطو وجالينوس  وفيثاغورث وسقراط، واشتهر بكتب «اسرار الكيمياء»، و«الخواص»، و«السموم ودفع مضارها»، الذي بحث فيه عن اسماء السموم وانواعها وتاثيراتها المختلفه علي الانسان والحيوان، وبحث في طرق علاجها، وقسم السموم الي سموم حيوانيه ونباتيه وحجريه مثل الزئبق والزرنيخ، ويعتبر هذا الكتاب همزه وصل بين الطب والكيمياء.

وبلغ مجموع ما نسب اليه من مساهمات وكتب الي ما يقرب من ثلاثه الاف مخطوطه في علوم الكونيات، والطب، والاحياء، والتقنيات الكيميائيه، والهندسه، والموسيقي، والنحو، وما وراء الطبيعه، والمنطق، والفلك.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل