«القزوينى».. عالم الفضاء والفلك الأول

لا نبالغ ان قلنا ان العالم المسلم القزويني، هو رائد علي الفلك وواضع اللبنه الاولي في علوم الفضاء، فهو اول من صنف النجوم لمعرفه الوقت، وله اسهامات كثيره في الجغرافيا والتاريخ الطبيعي، وله نظريات في علم الرصد الجوي، كما شغف بالنبات والحيوان والطبيعه والفلك والجيولوجيا، واعظم اعماله شانا هي نظرياته في علم الانواء الذي يعرف حاليا بالارصاد الجويه.

والقزويني هو ابوعبدالله بن زكريا بن محمد بن محمود، المولود في العام 605هـ بقزوين، وهو حجازي الاصل ينتهي نسبه الي الصحابي انس بن مالك رضي الله عنه، وقد رحل في شبابه الي دمشق، ومنها الي العراق، ليستقر بها، مشتغلا بالقضاء، وقت خلافه المستعصم بالله، حتي سقطت بغداد علي يد المغول.

وبحسب الدكتور مجدي يوسف، رئيس قسم علم الفلك والفضاء بكليه العلوم جامعه القاهره، فالقزويني من ابرز العلماء المتقدمين في علم الفلك، حيث انه اول من تكلم عن تصنيف النجوم حسب الوانها، والحركه الظاهريه للكواكب، وكيفيه معرفه الوقت، وانواع الرياح والسحب وكيفيه تكوينها، واسباب نزول المطر علي هيئه قطرات.

وعن تاثير ابحاثه وكتبه في الحضاره الغربيه، يقول يوسف: «بعد ان بدات حركه ترجمه الكتب من اللغه العربيه الي اللغه اللاتينيه، قامت الدول الغربيه بترجمه مؤلفاته وكان له الفضل في تطور هذه الدول في صناعه الاسطرلاب، وهو اله فلكيه ترصد النجوم». واضاف يوسف ان القبائل البدويه واهل الصحراء، كانوا يعتمدون علي مؤلفات القزويني لتحديد سرعه الرياح، وتكوين المطر ومعرفه الفصول الاربعه، حرصا علي زراعتهم واغنامهم، مشيرا الي ان القزويني ينتمي للقرن السابع هجريا، حيث توافرت له بيئه مناسبه لنبوغه، وكان الحاكم وقتها يهتم بمكانه العلماء ويسعي لتوفير احتياجاتهم، بالاضافه الي ان العلماء في ذلك الوقت يروا ان العلم عباده وتقرب من الله وهو ما ادي الي نبوغه.

 واكد انه لو توافر هذا المناخ الان للعلماء لوجدنا نماذج كثيره مثل القزويني، موضحا «العالم الان يعيش اجواء صعبه واصبحت امور حياته اليوميه تشغله اكثر من اي شيء، لذا فهو يهتم برغيف الخبز وتكوين اسره، وابتعد عن الابداع».

ومن اهم مؤلفات القزويني كتاب «عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات»، الذي يتناول فيه وصف السماء وما فيها من كواكب وابراج وحركاتها، حيث وصف الكواكب (النجوم) من ناحيه العدد، فاشار الي كثرتها، ومن حيث طبيعتها الفيزيائيه اكد اختلاف الوانها، وذكر ان بعضها يميل الي الحمره، وبعضها يميل الي البياض، والاخر يميل الي لون الرصاص.

 ثم شرح حركه الشمس، وشروقها وغروبها كل يوم، من اماكن مختلفه مع اختلاف الليل والنهار، وشرح كيفيه معرفه الاوقات، ثم تحدث عن كسوف الشمس وخسوف القمر، بالاضافه الي اسهاماته في تعريف «الغلاف الجوي والمائي لسطح الارض»، وما ينتج عن ذلك من فصول السنه، وتكلم عن الارض وتضاريسها، والهواء وما فيه من رياح وانواعها، والماء والبحار والجزر، واحيائها، كما تكلم عن النبات والحيوان التي تسكن اليابس.