المحتوى الرئيسى

جهاد الخازن يكتب: (والله أهل سورية ما بيستاهلوا)

08/03 13:18

هل هناك في العالم من هو اسوا حظاً من السوريين؟ مسلحون من المعارضه يتسللون الي داخل دمشق وحلب ويختارون اكثر الاحياء ازدحاماً بالسكان، ثم يطلقون النار من اسلحه خفيفه ليقولوا نحن هنا، ويرد جيش النظام بعنف هائل فيقصف المسلحين بالمدفعيه الثقيله، واحيانا بغارات الهليكوبتر، ويُقتَل ناس ابرياء، وتُدمّر معالم التاريخ.

ثم يتحدث الرئيس بشار الاسد عن عملاء الداخل وارهابيين، وهم موجودون، الا ان سوء اداء النظام مسؤول مثلهم، خصوصاً ان الثوره من صنع مواطنين ضاقوا ذرعاً بحياتهم، ولا علاقه لهم بعملاء او ارهاب.

دمشق وحلب حجر الزاويه في تاريخ العمران البشري. هل احتاج ان احكي عن دمشق، اقدم مدينه مسكونه باستمرار في العالم، عن سورها وابوابه، الجامع الاموي، كنائس المسيحيه الاولي، القديس بولص وفراره في سله اُنزلت من علي السور بعد ان همّ اليهود بقتله، بردي والغوطه «ودمع لا يكفكف يا دمشق».

ومن قلعه دمشق الي حلب وقلعتها، اين صلاح الدين ليري ما حل بقلعته؟ هي قديمه قدم التاريخ، عرفت الحثيين والاراميين والسلوقيين والرومان والبيزنطيين، وبني صلاح الدين فوق السابقين، وبقيت القلعه وحلب حتي يومنا هذا.

هل تعرف المعارضه المسلحه اي تاريخ تهدده عملياتها؟ هل يفهم النظام انه يدمر التاريخ؟ يبدو اننا امام فريقين: جاهلٍ واشدَّ جهلاً منه. ثم اقول انني لا ازال عند رايي ان حفظ الحياه اهم من كل شيء، وكنت دنت قتل ثلاثه او اربعه مواطنين سوريين في اول مقال لي عن الوضع السوري في 1/4/2011، واجد اليوم ان الضحايا عشرات الالوف، وكل يوم 50 ضحيه او مئه او اكثر، يروحون قرباناً للجهل حتي الجريمه.

قبل ثلاث سنوات او نحوها، دُعيت الي حلب لحضور احتفالات الفيه مار مارون، فشفيع الطائفه المارونيه سوري المولد، ومدفون قرب حلب.

قلت للرئيس بشار الاسد وهو يودع الضيوف بعد غداء اقامه تكريماً لهم، ان الملكه رانيا كانت مسروره جداً بالزياره غير الرسميه التي قام بها الملك عبدالله الثاني والملكه الي سوريه، حيث اخذهما الدكتور بشار وقرينته اسماء الي اثار ومطاعم وسياحه والرئيس السوري يقود السياره بنفسه. هو قال لي انه وزوجته سُرّا بالضيفين وسيردان لهما الزياره قريباً.

خرج الرئيس من المطعم وقاد سيارته بنفسه، والي جانبه السيده اسماء، وراي مواطنون في السوق الموكب فصفقوا وهتفوا، واوقفت امراه تحمل حاجات اشترتها ومعها بنتان، سيارهَ الرئيس للسلام عليه. هذا مشهد لا تستطيع استخبارات صنعه.

كيف ضيع الرئيس السوري في اسبوع شعبيه بناها في عشر سنين؟ لا اعرف جواباً.

هو الان يتحدث عن معركه مصيريه ويعد بالصمود، الاّ انه سيكون صموداً يدفع الشعب ثمنه من دمه مع الرئيس، الذي اصبح الاميركيون -وفق روايه «واشنطن بوست» قبل يومين- يقولون انه سيخرج وقد لُفّ في كفن.

ثم هناك المعارضه السوريه، وقد شكوت يوماً -ولا ازال- ثقلَ دم هذه المعارضه، او «الغلاظه» باللهجه السوريه، الا انني اليوم اشكو من الجهل القاتل. هل تريد المعارضه السوريه تحرير سوريه او تدمير معالم التاريخ فيها؟

بالنظر الي تعامل النظام مع الثوره الشعبيه منذ اذار (مارس) السنه الماضيه، ربما يصعب القول ان النظام التالي قد يكون اسوا، غير ان المعارضه تصر علي اخافه الناس، وفيها قله من اعضاء يجمعون بين الثقافه العاليه والوطنيه الخالصه، ثم جماعات متطرفه لا اصل لها او فصل، مع عصابات ارهابيه تقتل المسلمين، من العراق وافغانستان الي سوريه اليوم.

من المستفيد من بطش النظام ورعونه المعارضه؟ اسرائيل وحدها.

لبنان والاردن والعراق والدول العربيه كلها ستدفع الثمن، ومعها تركيا وغيرها، ولا احد سيستفيد غير اسرائيل، فلماذا تحارب وتقتل طالما ان اهل البلد يحارب بعضهم بعضاً ويقتلون ويدمرون، وعلي مستوي لم تحلم اسرائيل يوماً بتحقيق نصفه.

اما اميركا وبريطانيا وفرنسا، فعندها مجلس الامن لاصدار ما يناسب مصالحها من قرارات، وتعارضها روسيا والصين بما يناسب مصالحهما، ويُقتل السوريون يوماً بعد يوم، من دون ان تقف الخسائر عند هذا الجيل، فاجيالٌ قادمه ستاتي وتذهب قبل ان يكمل السوريون بناء ما يتهدم اليوم.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل