لندن 2012: ابو القاسم ينتزع فضية من رحم المعاناة ويحقق حلم 80 مليون مصري

لندن (ا ف ب) - حقق المبارز المصري الواعد علاء الدين ابو القاسم حلم والده وادخل الفرحه الي قلوب 80 مليون مصري لا يزالون تحت وطاه مخلفات الثوره التي اطاحت بالرئيس حسني مبارك، وذلك بانتزاعه فضيه من رحم المعاناه في سلاح الشيش في دوره الالعاب الاولمبيه المقامه حاليا في لندن.

وخسر ابو القاسم امام الصيني شينغ لي 13-15 في المباراه النهائيه.

ولم يكن اشد المتفائلين وحتي ابو القاسم نفسه يتوقع تحقيق هذا الانجاز لاعتبارات كثيره ابرزها المعاناه الكبيره التي ذاق مرارتها هذا المبارز استعدادا للالعاب الاولمبيه بسبب الظروف القاهره التي عاشتها بلاده في العامين الاخيرين اثر ثوره "الربيع العربي" التي اطاحت بالرئيس مبارك، بل الاكثر من ذلك ان والده توفي قبل 5 اشهر.

وقال ابو القاسم الذي منح بلاده فضيتها الثامنه في تاريخ الالعاب الاولمبيه والاولي منذ فضيه الملاكم محمد علي في اثينا 2004: "انه امر لا يصدق، وانا حقا لا اصدق ما فعلته".

لكن يبدو ان الظروف القسريه التي عاشها ابو القاسم كانت بمثابه حافز كبير له لتحقيق انجازه التاريخي متسلحا بخبرته القصيره في عالم المبارزه حيث توج بطلا للعالم في فئه الشباب عام 2010 وبطلا لافريقيا هذا العام في الدار البيضاء المغربيه، ودخل التاريخ من اوسع ابوابه لانه اصبح اول افريقي يحرز ميداليه اولمبيه في هذه الرياضه.

وكانت افضل نتيجه للاعب افريقي في منافسات الفردي بالمبارزه المركز السابع للتونسيه عزه بسباس عام 2008 في سلاح الحسام، بينما احرز المنتخب المصري للرجال المركز الرابع في سلاح الشيش عام 1954.

واوضح ابو القاسم (21 عاما) في هذا الصدد "انها فقط ثمره العمل الجاد والتدريبات الصعبه، لا شيء اكثر من ذلك، لقد اثبتت بانني قادر علي تحقيق هذه النتائج، لا يجب ان اكون عصبيا، ولا بد ان اثق في نفسي".

واضاف "لا اصدق ما حققته حتي الان. احتاج الي بعض الوقت لافهم تماما ما وصلت اليه".

واوضح ابن مدينه الاسكندريه الساحليه "انا المبارز الافريقي الاول الذي فاز بميداليه اولمبيه وهذا يجعلني فخورا، خصوصا لان هذا العام شهد وفاه والدي وهذه الميداليه الاولمبيه كانت حلما بالنسبه اليه، وقد حققت هذا الحلم".

وكان ابو القاسم قاب قوسين او ادني من تحقيق انجاز اعظم وكسب الميداليه الذهبيه لولا فقدانه التركيز في ال90 ثانيه الاخيره لانه كان متقدما بفارق لمستين وكان علي بعد لمستين من حسم نتيجه المباراه في صالحه.

وقاتل ابو القاسم المصنف ثامنا وبطل الدوره العربيه في الدوحه عام 2011 بضراوه في المباراه النهائيه ولم يستسلم ابدا حتي عندما تخلف بفارق 3 لمسات في الجوله الاولي (5-8) وتعرض الي اصابه في يده اليسري حيث احتاج الي تدخل طبيب الدوره لعلاجها قبل ان يعود اكثر اصرارا فنجح في تذويب الفارق وادرك التعادل في نهايه الجوله الثانيه 11-11 بعد رد التحيه بفارق 3 لمسات ايضا (6-3)، ثم تقدم 13-11 قبل نهايه الجوله الثالثه بدقيقه ونصف الدقيقه وكان علي بعد لمستين فقط من الذهبيه لكن الصيني سجل اربع نقاط متتاليه ليخرج فائزا.

وعموما لفت ابو القاسم الانظار بشده امس الثلاثاء باطاحته بمبارزين اقوياء لهم باع طويل في هذه الرياضه خصوصا الاوروبيين حيث قهر بطلين عالميين هما الالماني بيتر يوبيش والايطالي اندريا كاسارا.

وقال ابو القاسم "لا اصدق ما فعلته طوال اليوم، لقد لعبت ضد مبارزين اقوياء"، مضيفا "للوصول الي المباراه النهائيه كان علي الفوز علي بطل العالم اربع مرات الالماني بيتر يوبيش (15-10 في الدور الثالث)، وعلي بطل العالم الحالي والمصنف اول عالميا الايطالي اندريا كاسارا (15-10 في الدور ربع النهائي). كان ذلك صعبا جدا بالنسبه لي، ولكنني فعلته".

يذكر ان اخر ميداليه مصريه في الالعاب الاولمبيه حققها لاعب الجودو هشام مصباح وكان من المعدن البرونزي في وزن دون 90 كلغ في دوره بكين عام 2008.