المحتوى الرئيسى

هو وهي: متنرفز طول النهار ويصالحني بعد الفطار!

07/31 10:12

الخصام او الخلاف لا تخلو منه اي علاقه تجمع بين طرفين؛ ولاننا نعيش في ايام مباركه في هذا الشهر العظيم، فقد قررنا ان نستغلّ هذه الاجواء الروحانيه في ازاله اي شوائب او خلافات او خصام.. حتي تعود المياه لمجاريها.. ورمضان كريم..

صالح: موظف بوزاره التربيه والتعليم خلقه ضيّق وبيتخانق من اقلّ حاجه، كما انه لا يترك السيجاره من يده -الا في الشهر الكريم- وهو متزوج منذ عام من مديحه بعد قصه حب عنيفه.. صالح اعتاد ان يحضر للبيت في الايام العاديه ليجد المدام وقد اعدت من الطعام مما تشتهيه الانفس، وبما اننا في اول ايام الشهر الكريم وعم صالح الجميل لم يعتدْ بعدُ علي الصيام وقله الاكل والسجاير والكلام، فبدا يدخل في حاله من الزهق والتوهان؛ فهو في انتظار مدفع رمضان ورفع الاذان..

صالح راجع من العمل مجهد وتعبان وهو في طريقه للبيت اشتري بعض لوازم الافطار، وطبعاً "ريقه" اصبح اعنف من شلالات الانهار.. المهم وصل البيت قبل الافطار بساعتين ليجد زوجته في بدايه اعداد الطعام واللي المفروض هياخد من ساعتين لساعتين ونص كده يعني.. طبعاً احمرّ وجه صالح وبدا يتصبب عرقاً كانه سيدخل امتحانات الثانويه العامه من جديد، وطبعاً خلقه ضاق وبدا علي ملامحه الامتعاض -حلوه الامتعاض دي- وبصوت خانق قال: هو انتِ يا مديحه لسه بتحضري الاكل ولاّ الاكل خلص وده اكل السحور؟ ولا ده ايه اللي بيحصل بالظبط فهميني؟!

مديحه: معلش يا حبيبي انتَ عارف انه اول يوم ولسه ما اتعوّدتش علي رمضان، وبصراحه صحيت متاخره -ما انتَ عارف نايمين بعد الفجر امبارح بعد ما اتسحرنا وصلينا- يا دوب جبت لوازم البيت، وبدات اعمل الاكل وان شاء الله هيكون جاهز علي طول... ووووو

صالح يقاطعها قائلاً: وان شاء الله عامله كام صنف من الاكل علي الفطار النهارده ولا انتِ فاكره انه يوم عادي يا هانم؟ وربنا انا باموت من قله الاكل وحاسس اني هاكل المنطقه باللي فيها بموائد رحمانها..

مديحه: يا حبيبي ما انتَ بتقول كده كل سنه وفي الاخر بتشرب البلح وبتقوم من غير ما تدوق ولا لقمه من الاكل اللي باقعد فيه يومين؛ علي العموم انا عامله خمسه اصناف النهارده.

صالح: ايه؟ خمسه ايه؟! دول يعملوا معايا ايه دول؟!! باقول لك جعااااااااااااااان جعاااااااااااااااااان، وماتقوليش باكل وما باكلش علي الفطار انا النهارده يا قاتل يا مقتول علي السفره.. وبعدين انا ماليش دعوه انا عايز كل انواع الاكل اللي اعرفه يكون موجود علي السفره.. انا داخل اخد دُشّ واقرا شويه في المصحف لحد ما تتصرّفي..

مديحه (بينها وبين نفسها): والله حرااااام الاكل ده كله يتعمل وفي الاخر يترمي في (الزباله) والله انا ما عارفه اعمل معاه ايه ده.

صالح بصوت عالي: مديحااااااااااه انتي لسه ما حضرتيش اللبس بتاعي ولا عايزاني اخد برد؟ فين يا هاااااااانم الـ........

مديحه: عندك يا حبيبي في ظهر الباب بتاع الحمام.. (هو مش لاقي حاجه يتخانق ويزعق عليها)!

صالح: مديحااااااااااااااااااه تقدري تقولي لي زرار الكم بتاع الترنج متلخلخ ليه، وكمان ما كويتيش الترنج كويس.

مديحه (وقد بدات تشعر بالضيق): معلش يا حبيبي اصلي من الصبح مش فاضيه بس بعد الفطار هيكون كل شيء تمام..

صالح: وانا لسه هاستني بعد الفطار انتي مش عارفه اني هافطر وانزل علي طول اقعد علي القهوه مع اصحابي.. دي بقت عيشه تقصّر العمر.

مديحه: حاضر حاضر حاضر كل حاجه هتبقي زي ما انتَ عايز حاااااااااااااااضر.. (وبصوت منخفض): بصراحه انا زهقت من الخناق والصوت العالي كل يوم، هو احنا هنفضل في حاله الخصام دي علي طول؟ مش هنقعد يوم من غير خناق وكمان اول يوم في رمضان؛ يا رب بس يسكت علي كده وخلاص فاضل عشر دقائق علي الافطار.

صالح من الغرفه الداخليه: مديحاااااااااااااااااااااه...........

صالح يا عم صالح.. زي صابر يا عم صابر

طبعاً كلنا في البيت عندنا نسخه من صالح يعني يا اما بابا صالح يا اما اخويا، يا اما عمي او خالي او جدي، والله ممكن ساعات تكون الام -ايوه الام- صالح.. المهم فيه صالح وخلاص ويا سلام لو كان مدخن يعني لازم ولا بد يكون عصبي ومش طايق نفسه وفي الحاله دي هنقضي ايام صعبه، شوف كمان الحال في رمضان يعني 30 يوم من العذاب والخناق... علشان كده حتماً ولا بد ان يكون هناك نوع من انواع الصبر والمثابره بين الطرفين؛ يعني عم صالح ربنا يهديه علي نفسه وعلي مديحه، ويحاول يهدي شويه من طباعه، ويعرف ان الحياه اتغيرت وان سي السيد عصره انتهي يعني زي ما بنحب ناخد لازم كمان ندي، ونرجع ونكرر ان القُفّه اللي ليها ودنين بيشلوها اتنين، وان الحياه ما تنفعش من غير راجل وست وان الحياه بدات بابونا ادم وامنا حوا، طبعاً الكلام الكتييييير ده والمقدمه الطويله دي علشان نوضّح ان دور المراه لا يقل اهميه عن دور الراجل يا عم صالح، حتي لو ربه منزل فهي مَدرسه في بيتها، لذلك لا بد ان نستغل الشهر الكريم والايام المباركه والشياطين المسلسله ونُهدّئ من روعنا وزي ما الشهر مليان بالروحانيات والابتهالات والقلوب الخاشعه لله -سبحانه وتعالي- مافيش مانع ان يكون فيه مكان للتصالح ونبني بايدينا نظام وقواعد جديده في التعامل وفي التصالح وفي الحوار وفي المناقشه.. تصالح مع نفسك لتتصالح مع الاخرين.. فالدنيا ليست كلها دخان واكل وشخط ونطر، دي الحياه حلوه بس نتصالح.

طبعاً الكلام ممكن يظهر في المجمل انه كلام انشا وموضوع تعبير، بس هي دي الحقيقه وهو ده اللي بيحصل، لازم نتصالح ونستغلّ الشهر الكريم "يلا يا صالح قوم صالــــــــح مديحه".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل