المحتوى الرئيسى

تحقيق-مقاتلو المعارضة السورية يقولون إنهم يحققون مكاسبمحدث

07/29 12:06

ريحانلي (تركيا) (رويترز) - منذ ان انضم الي الجيش السوري الحر اصبح المقاتل السوري رضوان الساعور هاربا اغلب الوقت ويختبيء في غابات محافظه ادلب قرب تركيا في الوقت الذي سيطرت فيه القوات المواليه للرئيس السوري بشار الاسد علي بلده تلو الاخري وكانت تقتل الناس كلما يحلو لها ذلك.

لكن مصيره ومصير حركه المقاومه المسلحه ضد حكم الاسد تغير بشكل جذري خلال الاسابيع القليله الماضيه. ففي الشهر الماضي احتفل الساعور بصد هجوم للجيش علي بلده كفر كرمين من خلال اضرام النار في دبابه تابعه للجيش روسيه الصنع.

وقال الساعور (26 عاما) وهو عامل سابق كان يكسب قوت يومه في ميناء اللاذقيه "اخذنا مدافعهم المضاده للطائرات.. والغنائم وتركنا عشرات من رجالهم قتلي."

وبعد 16 شهرا من اندلاع الانتفاضه ضد الاسد اصبحت المعركه بين مقاتلي المعارضه المسلحين الذين يحملون اسلحه خفيفه وقوه النيران الهائله للجيش السوري - وهو من اكبر الجيوش النظاميه في منطقه الشرق الاوسط - حرب استنزاف مع تسبب الانشقاقات في اضعاف قوات الاسد وتحسين المهارات القتاليه لدي مقاتلي المعارضه.

وكان النجاح الذي يحققه الساعور يقابله مكاسب اوسع نطاقا يحققها مقاتلو المعارضه في انحاء البلاد خلال الاسبوعين الماضيين مع سيطره مقاتلي المعارضه علي عدد من المعابر الحدوديه ونقلوا المعركه ضد الاسد الي العاصمه دمشق والي حلب.

لكن ليس كل ما يتمناه مقاتلو المعارضه يدركوه فقد استعادت القوات الحكوميه السيطره علي اغلب دمشق وقامت بهجوم مضاد في حلب بعد جلب تعزيزات من محافظات مجاوره.

لكن في حين ان القصف المكثف للجيش خلال الاسابيع القليله الماضيه اجبر المئات من زملاء الساعور علي التراجع من البلدات داخل محافظه ادلب والمناطق الريفيه الي الشمال من حلب اصبحت اغلب المناطق الريفيه في شمال غرب سوريا خارج نطاق سيطره الجيش الذي يعاني ضغطا شديدا.

وقال الساعور وهو بين مئات المقاتلين الذين يتنقلون عبر الحدود مع تركيا لرويترز في شقه بمدينه ريحانلي الحدوديه التركيه "نحن الان نسيطر علي اغلب الريف المحيط بادلب والمنطقه الريفيه الي الشمال من حلب."

ويقول عدد من قاده الجيش السوري الحر ان نحو 70 في المئه من بلدات كبيره علي الحدود في شمال غرب سوريا المتاخم لتركيا - وهي بلدات مثل معره النعمان وسرمدا وكفر تخاريم وتفتناز وبنش - اصبحت تحت سيطره مقاتلي المعارضه.

وفي المناطق الريفيه في شمال البلاد وغربها قرب حلب المركز التجاري للبلاد سقطت بلدات كبيره مثل الاتارب وداره عزه وعندان وتل رفعت وعشرات من القري الاصغر سقطت تحت سيطره مقاتلي المعارضه.

وادي هذا الي جعل المشارف الجنوبيه والشرقيه الريفيه فقط من مدينه حلب تحت سيطره قوات الاسد.

وقال ابو عمر وهو مقاتل صغير السن من ادلب "لولا القصف لما تمكن من السيطره علي الريف علي الاطلاق. كلما زادت الخسائر علي الارض كلما اضعفت الانشقاقات الجيش."

ويقول مقاتلو المعارضه ان بلده حارم وهي بلده حدوديه تسكنها اغلبيه سنيه مواليه للاسد وقري مثل كفريا التي تسكنها اغلبيه شيعيه علي بعد 25 كيلومترا من الحدود مع تركيا وكذلك اجزاء من جسر الشغور اصبحت ارضا معزوله مواليه للجيش في محافظه ادلب التي تقطنها اغلبيه سنيه قرب تركيا.

واصبحت كتائب الاسد في الشمال الغربي التي تعرضت لهجمات اكثر تكرارا وتفجير قنابل علي الطرق مقتصره في وجودها بشكل متزايد علي عدد من القواعد الكبيره بما في ذلك قاعده مصطومه للجيش علي بعد اربعه كيلومترات الي الجنوب من مدينه ادلب.

ويقول مقاتلو المعارضه ان مقر الكتيبه 46 من الحرس الجمهوري المرهوبه الجانب الي الجنوب من بلده الاتارب المضطربه علي بعد 15 كيلومترا الي الغرب من بلده ريحانلي علي الحدود التركيه كانت مصدرا لبعض من اعنف هجمات المدفعيه.

وعلي مدي الشهرين الماضيين هجر الجيش نقاط تفتيش كانت تفصل بلده عن اخري بعد تكبد خسائر من الكمائن والالغام الارضيه التي استهدفت قوافل الجيش في مسارات امداد الي حلب وادلب وحمص.

واسفرت عمليه في الشهر الماضي عن سيطره مقاتلي المعارضه لفتره قصيره علي قاعده غنطو الجويه الاستراتيجيه قرب بلده الرستن المضطربه حيث دمروا صواريخ ارض-جو.

وفي الوقت ذاته تقريبا اسفر هجوم جريء علي جبل شيخ بركات علي بعد نحو 20 كيلومترا الي الشمال الشرقي من حلب عن سيطره مقاتلي المعارضه علي محطه للرادار ونهب محتوياتها وقتل المدافعين عنها. وفي الاسبوع الماضي سيطر مقاتلو المعارضه ايضا علي معبر باب الهوي الرئيسي مع تركيا ونقطتين حدوديتين اخريين.

وقال شخص يدعي بركات دخل المعبر من حلب "سلطه الدوله اختفت تقريبا من الطريق السريع الرئيسي طوال الطريق من تركيا الي حمص."

وفي بلده عندان علي بعد 20 كيلومترا الي الشمال من حلب يقول مقاتلون انهم يعودون ليلا للاشتباك مع الجيش في هجمات كر وفر علي نقاط تفتيش ومجمعات امن مجاوره حتي بعد ان اجبرهم الجيش علي التقهقر الي الجبال المجاوره.

وقال ابراهيم معتوق (35 عاما) وهو قائد محلي للمقاتلين نقله زملاؤه في سياره اسعاف تركيه علي الحدود لتجري له جراحه بعد اصابته باعيره ناريه في الصدر والساق اليسري "ليست لديهم سيطره ليلا وحتي خلال النهار لا يمكنهم البقاء لفتره طويله."

واضاف "انهم يقصفون بلدات الريف التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضه بعشوائيه علي مسافه تصل الي 30 كيلومترا من قواعدهم. وهدفهم هو ترويع السكان وجعل الناس يكرهوننا وينقلبون علينا لكن الاثر عكسي. كلما قصفونا كلما زاد تلاحم الناس وكرههم لهم."

ويقول مقاتلون شبان والكثير منهم اصيب بجروح بسبب الشظايا او بكسور في العظام ان معارك الاسلحه الناريه التي استمرت شهورا صقلت مهاراتهم القتاليه.

وقال خلدون العمر والذي وصل من سرمدا علي بعد خمسه كيلومترات من الحدود التركيه "لم يكن لدينا خبره في زرع المتفجرات او اي قياده متماسكه... لكن هذا الوضع يتغير الان."

واضاف "المعارك تبدو وكانها حرب بين جيشين حتي علي الرغم من انهم يتفوقون علينا من حيث المعدات."

ويجلب ضباط اعلي رتبه انضموا الي صفوف مقاتلي المعارضه في يونيو حزيران ومعهم قاذفات صواريخ تم الاستيلاء عليها من مستودعات الجيش في قريه خان السبل وجبل الزاويه معهم خبرتهم التي يحتاج اليها بشده الجيش السوري الحر الذي يعاني نقصا في المعدات.

وقال العمر الذي اجريت له جراحه لمده ست ساعات في تركيا بسبب جرح في ساقه "قبل شهرين لم نكن قادرين علي مواجهه دبابه. الان اصبحنا قادرين علي ذلك وخبانا الدبابات التي نستولي عليها في الجبال للوقت الملائم لاستخدامها."

وقال العمر ان مئات الشبان والكثير منهم تلقوا بالفعل تدريبات عسكريه عندما التحقوا بالتجنيد اصبحوا الان يحصلون علي تدريب اكثر ضراوه في مناطق غابات بامتداد الحدود التي يسهل اختراقها في معسكرات مؤقته.

كما ان مقاتلي المعارضه من الشبان يستخدمون الان عبوات ناسفه اكثر تقدما ضد المدرعات التي يستخدمها الجيش السوري في معركته معهم.

واظهرت وسائل اعلام سوريه رسميه ذخيره قالت انها صودرت من "مجموعات ارهابيه مسلحه" في عرض يقول مسؤولون انه يثبت اكثر ان اسلحه تمولها دول اجنبيه تصل الي ايدي مقاتلي المعارضه.

وعلي الرغم من ان مقاتلي الجيش السوري الحر اصبحوا اكثر جراه واكثر فاعليه في اجزاء كبيره من الريف يقول مقاتلون ان قصف الاسلحه المضاده للدبابات والرصاص والقذائف الصاروخيه يجعلهم عرضه للخطر لدي مهاجمه قواعد محصنه بشده تابعه للجيش السوري.

ويقول مقاتلون انه قبل عده اشهر تراجع مقاتلو المعارضه من مدينه ادلب حيث اسفرت هجمات شنها شبان يحملون بنادق كلاشنيكوف عن احداث خسائر محدوده ورد عنيف من المدفعيه.

وقال عبد الرحمن الشيخ وهو قائد لواء يعمل الان في المزارع قرب تفتناز وهي بلده مضطربه في محافظه ادلب "نفدت مننا الذخيره وتعين علينا الانسحاب حتي رغم اننا كان بامكاننا الاحتفاظ بها لاسابيع لو كان لدينا المزيد (من الذخيره)."

وقال انس حاج حسن وهو من مقاتلي المعارضه ان استخدام الجيش لاجهزه متقدمه في الطائرات الهليكوبتر لرصد اتصالات مقاتلي المعارضه ساعد علي تحديد اماكن الكثير من مخابئ المقاتلين لقصفها.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل