المحتوى الرئيسى

روحانيات «9»

07/29 09:16

يتصور معظم الناس ان المكتوب علي بني البشر في هذه الحياه هو العذاب والمعاناه والالم، وكانما سبب وجودنا في هذه الدنيا هو ان نتعرض لانواع شتي من الشقاء، فطالما ان حياتنا هذه هي مرحله اختبار فلا بد من بذل الجهد والكد والعرق، ومن ثم نعاني من التعب والاحباط والنكد!

ويستشهد هؤلاء بايات كثيره من القران العظيم، لكي يثبتوا لنا ان المكتوب علينا في هذه الدنيا هو العذاب بانواعه المتباينه، فثمه عدو خفي متحفز بنا، وهذا العدو الجبار سبق له ان انتصر علي جدنا الاكبر، واخرجه وزوجه من الجنه، ومن ثم فهو سيهزم الغالبيه العظمي من البشر (الغلابه)، وسياخذهم معه حتما الي قعر جهنم المشتعل.

ولذلك ما علينا في هذه الحياه الا ان نحاول مقاومه خطط ابليس اللعين والاعيبه الجهنميه، ومن ثم فنحن في حرب مشتعله منذ لحظه ميلادنا في هذا العالم، وحتي نخرج منه، وبعد ذلك سنلقي نتيجه ما عملناه ان خيرا فخير، وان شرا فشر.

والحقيقه ان ثمه ايات كثيره تتحدث عن الانسان حديثا، تدل علي شقائه ومعاناته وعذابه، مثل قوله تعالي: «لقد خلقنا الانسان في كبد» (البلد: 4)، وكذلك قوله: «ان الانسان لفي خـسر» (العصر: 2)، وغير ذلك كثير.

وبالاضافه الي ما سبق، فقد قال المولي عز وجل: «انا عرضنا الامانه علي السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا» (الاحزاب: 72)، فماذا تنتظر من كائن وصفه خالقه بانه ظالم وجاهل؟ اذ قبل علي ضعفه ان يحمل «امانه» ثقيله جدا، رفضت ان تحملها السماوات والارض والجبال!

وهنا يمكنني ان اقول ان كل ما سبق ذكره، وغيره كثير، لا ينطبق علي الانسان «المؤمن»، ولكنه ينطبق علي «غير المؤمن» وهم الغالبيه العظمي من بني ادم. اما المؤمنون الموحدون العابدون الراكعون الذاكرون لله، ففي روح وريحان وجنه نعيم، ليس في الحياه الاخري فحسب، ولكن في هذه الدنيا ايضا.

وفي سوره العصر -مثلا- يقول سبحانه وتعالي: «والعصر (١) ان الانسان لفي خسر (٢) الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر (٣)» (العصر)، وهكذا نري ان الانسان حقا في خسران مبين، وهذا ينطبق علي الغالبيه العظمي من البشر، ولكن ثمه استثناءات واضحه، تتمثل في هذه الاقليه التي امنت بالله، ولم تكتف بهذا الايمان النظري وحده، ولكنها مارسته عمليا، من خلال عمل الصالحات، والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر.

ولذلك فالمؤمن لا خوف عليه في هذه الدنيا، ولا في الاخره، وحتي ابليس لا يقدر عليه، «ان كيد الشيطان كان ضعيفا» (النساء: 76). ومن المؤكد «ان الابرار لفي نعيم» (الانفطار: 13).

اتصل بنا | شروط الاستخدام | عن الموقع

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل