سور الماعون وقريش والفيل والتكاثر.. وأسباب النزول لـ«جلال الدين السيوطي»

لكل ايه سبب وافتنا اننا لا نبحث عن السبب، وانما ننتظر دائما النتيجه، ونبني عليها احكامنا، وبالتالي نخرج باستنتاجات خاطئه او قاصره!

من هنا تاتي قيمه «اسباب النزول» للامام الجليل «جلال الدين السيوطي» فلكل ايه سبب وهدف وقيمه ورساله وعظه وعبره لمن يعتبر، ويريد فهم معاني القران، فلا يمكن معرفه تفسير ايه واحده من القران الكريم دون الالمام بقصتها وبيان سبب نزولها.

قوله تعالي: «اَرَاَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ» (الماعون: 1) قال مقاتل والكلبي: نزلت في العاص بن وائل السهمي.

وقال ابن جريح: كان ابو سفيان بن حرب ينحر كل اسبوع جزورين، فاتاه يتيم فساله شيئًا فقرعه بعصا فانزل الله تعالي: «اَرَاَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ» (الماعون: ١- ٢).

نزلت في قريش وذكر منه الله عليهم. اخبرنا القاضي ابو بكر الحيري، اخبرنا ابو جعفر عبد الله بن اسماعيل الهاشمي، اخبرنا سواد بن علي، اخبرنا احمد بن ابي بكر الزهري، اخبرنا ابراهيم بن محمد بن ثابت، اخبرنا عثمان بن عبد الله بن عتيق عن سعيد بن عمرو بن جعده عن ابيه عن جدته ام هانئ بنت ابي طالب قالت: قال النبي، صلي الله عليه وسلم: «ان الله فضل قريشًا بسبع خصال لم يعطها قبلهم احدًا ولا يعطيها احدًا بعدهم ان الخلافه فيهم والحجابه فيهم وان السقايه فيهم وان النبوه فيهم ونصروا علي الفيل وعبدوا الله سبع سنين لم يعبده احد غيرهم ونزلت فيهم سوره لم يذكر فيها احد غيرهم (لِاِيلَافِ قُرَيْشٍ) [قريش: 1]».

نزلت في قصه اصحاب الفيل وقصدهم تخريب الكعبه وما فعل الله بهم من اهلاكهم وصرفهم عن البيت، وهي معروفه.

قوله تعالي: «اَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّي زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ» (التكاثر: 1- 2)، قال مقاتل والكلبي: نزلت في حيين من قريش بني عبد مناف وبني سهم، كان بينهما لحا، فتعاند الساده والاشراف ايهم اكثر، فقال بنو عبد مناف: نحن اكثر سيدًا وعزا عزيزا واعظم نفرًا، وقال بنو سهم مثل ذلك، فكثرهم بنو عبد مناف، ثم قالوا: نعد موتانا، حتي زاروا القبور، فعدوا موتاهم، فكثرهم بنو سهم، لانهم كانوا اكثر عددًا في الجاهليه.