المحتوى الرئيسى

فيلبس "ابن بالتيمور" سيد المياه - أهرام سبورت

07/25 14:13

سيبقي تاريخ 17 اغسطس 2008 محفورا في ذاكره الدورات الاولمبيه الصيفيه. ففي اليوم التاسع من المنافسات وبعد فوزه بسبعه القاب وتحطيمه سته ارقام عالميه، نحت السباح الاميركي مايكل فيلبس ذهب سباق التتابع 4 مرات 100 م متنوعه مع افضل توقيت. فدخل التاريخ محرزا ذهبيته الثامنه في غضون اسبوع وهو لم يتجاوز الثالثه والعشرين.

وبفضل القابه الثمانيه في "بكين 2008" بعد السته التي جمعها في "اثينا 2004" فضلا عن ميداليتين فضيتين، حطم فيلبس الرقم السابق لمواطنيه السباح مارك سبتيز والعداء كارل لويس والعداء الفنلندي بافو نورمي ولاعبه الجمباز السوفياتيه لاريسا لا تينينا (9 ذهبيات).

وكان التحدي الاكبر اطلقه فيلبس بعد اضاءه شعله الالعاب حين وعد بتخطي رقم سبيتز (7 ذهبيات في دوره ميونيخ 1972).

وكي يحقق وعوده، بدا فيلبس بسباق الـ400م متنوعه مسجلا 84ر03ر4 د ومحطما رقمه العالمي 25ر05ر4 د الذي سجله في 29 حزيران (يونيو) 2008 خلال التجارب الاميركيه المؤهله للاولمبياد في اوماها (ولايه نبراسكا)، وكانت المره الثامنه التي ينسخ فيها رقم السباق.

قطف فيلبس الحبه الاولي من عنقود الانتصارات تحت انظار الرئيس الاميركي جورج بوش الابن، ودمعت عيناه وهو يقف علي منصه الفوز، ثم قال: "احيانا تنسون ان الفوز في الالعاب الاولمبيه يبقي لحظه لا تنسي عند اي رياضي".

ولان هذا السباق الذي اقيم نهار الاحد (10 اب) يتطلب الكثير من الجهد، قرر فيلبس عدم ادراجه في برنامجه الاولمبي المقبل. لذا، خلال ظهوره الاول والاخير في هذا السباق في النهائي الاول له في بكين، اراد تدعيم الرقم القياسي الذي يحمله منذ عام 2002، وهذا ما فعله، علما انه كان فاز في اثينا مسجلا 26ر08ر4 د.

واحرز فيلبس الذهبيه الثانيه مع المنتخب الاميركي في سباق التتابع 4 مرات 100م حره في 11 اغسطس، مسجلا رقما عالميا جديدا مقداره 24ر08ر3 د (الرقم السابق 23ر12ر3 د سجله المنتخب الاميركي في نصف النهائي).

وشهد السباق تنافسا محموما بين الاميركيين والفرنسيين، وتابعه حوالي 32 مليون مشاهد. واحتلت صور فيلبس الصفحات الاولي، وفيها يبدو صارخا وقد ظهرت قبضاته وعضلات جسمه بعد الثواني التي تلت الوصول. فبعدما كان اطلق منتخب بلاده بتسجيله 51ر47 ث، شاهد مواطنه جايسون ليزاك ينطلق نحو الهدف الاخير بفارق نصف ثانيه عن الفرنسي الن برنار (بطل 100 حره في بكين)، ليخطف الذهب عند لمس حافه الحوض. وبالنسبه الي فيلبس، كانت هذه الذهبيه الاكثر شكا في مسيرته نحو الميداليات الثماني، اذ كان المنتخب الاميركي حل ثالثا في اثينا.

ونال فيلبس الذهبيه الثالثه في 200 م حره مسجلا رقما عالميا 96ر42ر1 د (السابق 86ر43ر1 د سجله في 27 اذار/مارس 2007 في ملبورن).

نهار الثلاثاء 12 اغسطس، وفي اعاده لمونديال 2007 مع السباح الكوري الجنوبي بارك تاي هوان بدلا من الهولندي فان دن هوغنباند في دور المنافس، حسم فيلبس السباق لصالحه مظهرا امام الملايين قدراته، وحصد بعد 4 سنوات من برونزيه اثينا (323ر45ر1 د) اول ذهبيه اولمبيه لهذه المسافه.

ومضي فيلبس في جمع الميداليات الذهبيه وتحطيم الارقام القياسيه بعد فوزه الاربعاء 13 اغسطس في 200 فراشه في حضور مواطنيه لاعبي منتخب كره السله للرجال، مسجلا رقما عالميا مقداره 03ر52ر1 د (السابق 09ر52ر1 د سجله في 27 2007).

وفي سباق كان شهد وصوله الي اول نهائي اولمبي واول رقم قياسي عالمي وهو في سن ال15 عاما، واجه فيلبس مشكله دخول المياه الي نظاراته، فاضطر لخوض الامتار الاخيره من دون اي يري الحائط. وعلي رغم ذلك انتزع الذهب وحطم الرقم القياسي.

وساهم فيلبس، في اليوم عينه في سباق التتابع 4 مرات 200 م حره، بنسبه كبيره في احراز فريقه الذهب بعدما اجتاز الامتار ال200 م الاولي ب31ر43ر1 د موسعا الفارق بينه وبين سائر المنافسين، ليترك المهمه الي رفاقه الذين انجزوها مع رقم قياسي عالمي بلغ 56ر58ر6 د، كاسرين حاجز السبع دقائق للمره الاولي.

وانتزع فيلبس ذهبيته السادسه يوم 15 اسطس في سباق 200 م متنوعه مع رقم عالمي بلغ 23ر54ر1 د (السابق 80ر54ر1 د). وهو لم يذق طعم الخساره علي هذه المسافه منذ عام 2003.

كما حقق ذهبيته السابعه عن طريق 100 م فراشه، مسجلا رقما اولمبيا 58ر50 ث، وبالتالي هو السباق الوحيد الذي خاضه من دون ان يتمكن من تحطيم الرقم العالمي (40ر50 ث). وقد شهد السبت 16 اغسطس دراما حقيقه داخل الحوض، اذ كان السباح الاميركي يحتل المركز السابع بعد منتصف السباق، بعيدا جدا من المتصدر الصربي ميلوراد سافيتش. واعتقد الجميع ان فيلبس الذي قلص تخلفه في النصف الثاني خسر في الحركه الاخيره، لكنه كان الاسرع في لمس الحائط ليفوز بفارق 01ر0 ث.

المدققون في الامور وجدوا ان الصربي وصل اولا الي الحائط، لكن في السباحه علي المتباري ان يضغط بقوه لايقاف ساعه التوقيت من خلال الشريحه الالكترونيه الموضوعه في حافه الحوض، وهذا ما فعله فيلبس قبل منافسه.

وفرض فيلبس في اليوم التالي نفسه نجما للالعاب باحرازه الذهبيه الثامنه (التتابع 4 مرات 100م متنوعه مع رقم قياسي عالمي مقداره 34ر29ر3 د).

ومن شاهد فيلبس في الحوض بعدما انجز مهمته، تساءل عما يمكن ان يدور في خاطره، خصوصا عندما لاحظ الملايين وجهه الفرح والحائر في الوقت ذاته، وكانه دائخ، وهذا طبيعي فما انجزه يصيب الجميع بالذهول.

كان فيلبس، الذي اكتشفه في سن العاشره بوب باومن عام 1996 في ضاحيه بالتيمور، امام فراغ كبير اوجده بتوقه الهائل للفوز والذي رافقه منذ البدايه، ولطالما ردد: "لا اريد ان اكون سبيتز الثاني، اريد ان اكون فيلبس الاول".

ولا شك ان من مزايا فيلبس الكثيره الذكاء والسرعه في الانطلاق والانسياب في المياه والتطور من سباق الي اخر، لان الكيمياء ممتازه بينه وبين المياه.

وسر فيلبس لان 20 الف شخص تجمعوا في ستاد بالتيمور لمتابعه السابق الاخير الذي خاضه، عبر شاشه عملاقه، وقال: "منذ 4 سنوات لم اكن اتخيل ان يحدث هذا، لكني لا اريد ان يهتم الناس بالسباحه مره كل 4 سنوات".

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل