المحتوى الرئيسى

بالصور..المسجد الأقصى ثانى مساجد الأرض..صمودا عبر التاريخ

07/23 19:38

يحظي المسجد الاقصي بنسبه قدسيه كبيره عند المسلمين ارتبطت بعقيدتهم منذ بدايه الدعوه، فيعتبر قبله الانبياء جميعاً قبل النبي محمد (صلي الله عليه وسلم) وهو القبله الاولي التي صلي اليها النبي قبل ان يتم تغيير القبله الي مكه.

هو اولي القبلتين، وهو المسجد الذي شهد معجزه الاسراء والمعراج، حيث اسري بالنبي - صلي الله عليه وسلم -، من المسجد الحرام الي المسجد الاقصي، وفيه صلي النبي اماماً بالانبياء، ومنه عرج به الي السماء، وهناك في السماوات العليا فرضت عليه الصلاه.. وقال الله تعالي واصفاً ليله الاسراء والمعراج "سبحان الذي اسري بعبده ليلاً من المسجد الحرام الي المسجد الاقصي الذي باركنا حوله لنريه من اياتنا انه هو السميع البصير".

يقع المسجد الاقصي المبارك في الحرم القدسي الشريف داخل البلده القديمه لمدينه القدس في فلسطين، وتبلغ مساحته حوالي 144 الف متر مربع، ويشمل قبه الصخره المشرفه والمسجد الاقصي والمسمي بالجامع القبلي، وعده معالم اخري يصل عددها الي 200 معلم، ويقع المسجد الاقصي فوق هضبه صغيره تسمي هضبه موريا، وتعتبر الصخره المشرفه هي اعلي نقطه في المسجد، وتوجد في موقع القلب بالنسبه للمسجد الاقصي، وتبلغ قياسات المسجد من الجنوب 281 متراً، ومن الشمال 310 امتار، ومن الشرق 462 متراً، ومن الغرب 491 متراً، وتشكل هذه المساحه سدس مساحه البلده القديمه، وهذه الحدود لم تتغير منذ وضع المسجد اول مره كمكان للصلاه بخلاف المسجد الحرام والمسجد النبوي اللذين تم توسعيهما عده مرات.

الروايات التاريخيه تقول ان سيدنا ادم هو من قام ببنائه، كثاني مسجد في الارض بعد بيت الله الحرام، دون ان يكون قبلهما كنيس ولا كنيسه، ولا هيكل ولا معبد، وجاءت هجره نبي الله ابراهيم من العراق الي الاراضي المباركه حوالي عام 1800 قبل الميلاد، وبعدها قام برفع قواعد البيت الحرام، ومن بعده اسحاق ويعقوب.

وقد اعيد بناء المسجد الاقصي علي يد سيدنا سليمان حوالي عام 1000 قبل الميلاد، ومع الفتح الاسلامي للقدس عام (636 م - 15 هـ) بني عمر بن الخطاب المصلي القبلي، كجزء من المسجد الاقصي، ثم في عهد الدوله الامويه بنيت قبه الصخره، كما اعيد بناء المصلي القبلي، واستغرق هذا البناء قرابه 30 عامًا، من عام 685 وحتي 715، ليكتمل بعدها المسجد الاقصي بشكله الحالي.

يضم الاقصي اربعه عشر باباً، منها ما تم اغلاقه بعد ان حرر صلاح الدين الايوبي القدس، وقد قيل ان عددها اربعه، وقيل خمسه ابواب، منها «باب الرحمه» من الشرق، وابواب «المنفرد، والمزدوج، والثلاثي» الواقعه في الجنوب.. اما الابواب التي ما زالت مفتوحه فهي عشره ابواب، تتمثل في «باب المغاربه (باب النبي)، باب السلسله (باب داوود)، باب المتوظا (باب المطهره)، باب القطانين، باب الحديد، باب الناظر، باب الساهره، باب القطانين، باب الغوانمه (باب الخليل)» وكلها في الجهه الغربيه، ومنها ايضاً «باب العتم (باب شرف الانبياء)، باب حطه، وباب الاسباط» في الجهه الشماليه..

ويعد «باب المغاربه» احدي بوابات القدس، وسمي بباب المغاربه نظرًا لان القادمين من المغرب كانوا يعبرون منه لزياره المسجد الاقصي، وقد عرف هذا الباب ايضاً باسم باب حاره المغاربه، وباب البراق، وباب النبي، ويتدفق من باب المغاربه 7 % من ساكني القدس المسلمين للصلاه في المسجد الاقصي.

ويتميز المسجد باحتوائه علي اربع ماذن تجسد روعه البساطه في البناء والابداع في العماره، فهناك مئذنه باب المغاربه الواقعه في الجنوب الغربي، ومئذنه باب السلسله الواقعه في الجهه الغربيه قرب باب السلسله، ومئذنه باب الغوانمه الواقعه في الشمال الغربي، ومئذنه باب الاسباط الواقعه في الجهه الشماليه، فضلاً عن منبر صلاح الدين الايوبي الذي يعتبر قطعه نادره مصنوعه من قطع خشبيه معشق بعضها مع بعض دون استعمال مسامير او براغي او اي ماده لاصقه، وكان ذلك يرمز الي انتصار القائد صلاح الدين ودخوله القدس، ولكن تم احراق هذا الرمز بعد ان صنعه نور الدين زنكي وحفظه في مكان اسمه الحلويه في حلب الشهباء في سوريه، ونقله صلاح الدين الي القدس في عام 1187 م، وكذلك مسجد عمر بن الخطاب الذي كان سقفه من الطين والجسور الخشبيه، ويمثل ذكري دخول عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) فلسطين وفتح القدس.

ويوجد بالمسجد، محراب زكريا المجاور لمسجد عمر، ومقام الاربعين المجاور لمحراب زكريا، ثم ثلاثه اروقه من اصل سبعه، وتمتد من الجنوب الي الشمال، مع الاعمده والاقواس والزخرفه وجزء من السقف الذي سقط علي الارض خلال الحريق، وكذلك اعمده من القوس الحجري الكبير توجد تحت قبه المسجد، وهناك القبه الخشبيه الداخليه وزخرفتها الجصيه الملونه والمذهبه مع جمع الكتابات والنقوش النباتيه والهندسيه عليها.. اما الجدار الجنوبي فيعتمد علي التصفيح الرخامي الملون، كما تمت صناعه النوافذ من الخشب والجص والزجاج الملون والفريده بصناعتها واسلوب الحفر المائل علي الجص لمنع دخول الاشعه المباشر الي داخل المسجد، وجميع انواع السجاد العجمي هناك.

وهناك كذلك مطلع سوره الاسراء المصنوع من الفسيفساء المذهبه فوق المحراب، ويمتد بطول ثلاثه وعشرين مترًا الي الجهه الشرقيه، بالاضافه الي الجسور الخشبيه المزخرفه الحامله للقناديل والممتده بين تيجان الاعمده، الا ان معظم هذه الابداعات تعرضت للحريق فيما بعد.

فيما تقع قبه الصخره في وسط المسجد الي اليسار قليلاً، وهذه القبه تعتبر هي قبه المسجد ككل، وهي من اقدم واعظم المعالم الاسلاميه المتميزه، والتي عرج منها النبي (صلي الله عليه وسلم) الي السماء علي ارجح الاقوال، لان الصخره هي اعلي بقعه في المسجد الاقصي، وهي حاليا مصلي النساء في المسجد الاقصي.. والصخره غير معلقه كما يعتقد عامه الناس، لكن توجد اسفلها مغاره صغيره.

وقد تمت اعاده بناء وترميم المسجد الاقصي علي يد الخليفه الاموي الوليد بن عبدالملك بن مروان، علي عكس ما اشار اليه معظم المؤرخين، وقد ظهرت مراكز العباده اليهوديه في اماكن مختلفه دون وجود مركز واحد يجمع القبائل العبرانيه المتناثره، الي ان قام نبي الله داود عليه السلام بشراء ارض من «اورنا» اليبوسي ليبني عليها هيكلاً مركزيًا، ثم تولي ابنه سليمان -عليه السلام- مهمه البناء، والتي انجزها في الفتره (960 – 953 ق.م)، ولهذا سمي «هيكل سليمان» او «الهيكل الاول».

وحسب الزعم اليهودي قام سليمان ببناء الهيكل فوق جبل موريا (جبل بيت المقدس) او هضبه الحرم التي يوجد فوقها المسجد الاقصي وقبه الصخره، ويشار الي هذا الجبل في الكتابات الانجليزيه باسم جبل الهيكل، وهو بالعبريه «هرهابيت» جبل البيت (بيت الاله).

واستمر الهيكل قائمًا حتي جاء الملك (نبوخذ نصر) وهدم الهيكل واخذ اليهود عبيدًا الي بابل، وبعد احتلال الفرس لبابل قام ملك الفرس قورش باعاده المسبين اليهود الي فلسطين، وقاموا باعاده بناء الهيكل، حتي جاء الملك هيرودس الذي اتم البناء بطريقه مختلفه، وقد سمي باسمه هيكل هيرودس، وهو الهيكل الثاني والذي تم تدميره ايضًا علي يد الملك الروماني تيطس.

وبعد الفتح الاسلامي تم بناء الهيكل الثالث او (المسجد الاقصي) في عصر الخليفه الاموي عبدالملك بن مروان، وهو الامر الذي لا يقبله اليهود وبعض الطوائف المسيحيه، لانهم ببساطه لا يؤمنون بان الاسلام كديانه منزله من الله متممه للمسيحيه -حسب المعتقد الاسلامي- التي جاءت لتكمل اليهوديه -حسب المعتقدين الاسلامي والمسيحي.

ويذهب الفقه اليهودي الي ان الهيكل الثالث او (المسجد الاقصي) لابد ان يعاد بناؤه، وتقام شعائر العباده القربانيه مره اخري، فقد تم تدوين هذه الشعائر في التلمود مع وصف دقيق للهيكل، ويتلو اليهود في صلواتهم ادعيه من اجل اعاده البناء، ولا يؤمن اليهود بقيام المسجد الاقصي ويعدونه معبدًا وثنيًا يجب ان يزول في اقرب وقت، علي ان يقام مكانه الهيكل الثالث، الذي سيؤدي الي الظهور الاول للمسيح -حسب المعتقد اليهودي- وبالنسبه للمسلمين فان المسجد الاقصي قد بُني علي انقاض الهيكل المقدس، الذي كان اول من بناه ابراهيم عليه السلام، ومن ثم فلا يجب اقامه الهيكل الثالث لانه مقام اصلاً (وهو المسجد الاقصي) الامر الذي يرفضه اليهود ويؤكدون احقيتهم ببناء الهيكل علي الطريقه اليهوديه.

وبعد انتشار الدعوه المسيحيه في فلسطين قام المسيحيون بتدمير الهيكل الوثني من اساسه في عهد الامبراطور الروماني قسطنطين -الذي يعود له الفضل في نشر الدين المسيحي في اوروبا حسب المعتقد الكاثوليكي- بحيث بقي مكان الهيكل خالياً تماماً، باستثناء بقايا السور، ومنه الجزء الاكثر شهره الحائط الغربي او حائط المبكي -حسب التسميه اليهوديه- وهو في الاساس حائط البراق.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل