تقرير رسمي ينتقد تجاهل الحكومة اليابانية وشركتها لمخاطر فوكوشيما النووية

خلص تحقيق في اسوا حادث نووي تشهده اليابان نشرت نتائجه اليوم الاثنين (23 يونيو/تموز 2012) الي ان الشركه المشغله لمحطه فوكوشيما دايتشي للطاقه النوويه اساءت اداره الكارثه، كما القي اللوم علي الجهات المعنيه بالتنظيم لعدم الاستعداد لمواجهه مثل هذه الكارثه.

"الشركه لم تكن مستعده بالشكل المناسب للكارثه"

وجاء في التقرير النهائي للجنه التحقيق بشان الكارثه التي وقعت في اذار/مارس 2011 بمحطه فوكوشما دايتشي ان شركه طوكيو للطاقه الكهربيه (تيبكو) والجهات الرسميه المعنيه بالتنظيم "كانت واثقه بشكل مبالغ فيه من عدم احتماليه وقوع حوادث تتجاوز نطاق افتراضاتها". واشارت اللجنه المكونه من 10 اعضاء والمُعَيَّنه من قبل الحكومه، الي ان هؤلاء المسؤولين "لم يدركوا ان الاجراءات المتخذه لتفادي اسوا المواقف هي في الحقيقه مليئه بالثغرات".

وذكر التقرير ان تيبكو "تحمل مسئوليات خطيره امام المجتمع، حيث ان الشركه المشغله هي المسؤول الاول عن سلامه محطه الطاقه النوويه"، واضاف انه "مع ذلك، لم تكن تيبكو مستعده بالشكل المناسب لمثل هذا الحادث، وهذه الكوارث الطبيعيه مثل موجات المد العاتيه (تسونامي) التي يمكن ان تؤدي الي اضرار بالغه". وذكرت لجنه التحقيق ان الشركه المشغله قالت ان "فَقْد كافه مصادر الطاقه تقريبا بسبب الزلزال والتسونامي كان متجاوزا للافتراضات، ولكن ذلك يرجع الي ان الشركه ببساطه قررت عدم وضع احتمال حادث مثل ذلك ضمن فرضياتها، بناء علي اسطوره سلامه لا اساس لها".

المد البحري "التسونامي" الذي اعقب الزلزال

وكان زلزال بلغت قوته 9 درجات بمقياس ريختر - وهو الاقوي الذي يسجل في اليابان علي الاطلاق - قد تسبب في موجه تسونامي مدمره في 11 مارس/اذار 2011، وهو ما اسفر عن انقطاع التيار الكهربي ومن ثم تعطل انظمه التبريد في اربعه من المفاعلات السته في محطه فوكوشيما دايتشي في شمال شرق اليابان. ويشتبه بعض الخبراء في ان الزلزال تسبب في تعطل انظمه التبريد ومن ثم وقوع الكارثه. ومع ذلك ، فمن البدايه ، تصر الحكومه وتيبكو علي ان موجه التسونامي وليس الزلزال هي السبب.

اليابان تحيي ذكري مرور عام علي كارثه فوكوشيما

وبعد وقوع عدد من الحرائق والانفجارات، تسربت كميات كبيره من المواد المشعه الي البيئه. وجري اجلاء عشرات الالاف من سكان المناطق المحيطه بالمحطه النوويه ولم يتمكنوا حتي الان من العوده الي ديارهم. ونقلت وكاله "كيودو" اليابانيه للانباء عن اللجنه القول ان الجهات المسؤوله عن تنظيم المنشات النوويه سلَّموا باسطوره ان المحطه النوويه امنه. وذكرت كيودو ان تقرير اللجنه اشار الي ان وكاله السلامه النوويه والصناعيه عارضت بشده خطه في عام 2006 لتحسين الاستعدادات للكوارث النوويه، خوفا من ان مثل هذه الخطوه ستزيد المخاوف ازاء سلامه الطاقه النوويه بين سكان المناطق المجاوره للمفاعلات .

وفي اوائل تموز/يوليو، قالت لجنه تحقيق مستقله اجرت تحقيقا منفصلا ان الكارثه النوويه، المتمثله في الانصهار الذي وقع في ثلاثه من مفاعلات فوكوشيما دايتشي، هي بوضوح "خطا بشري". وجاء في تقرير هذه اللجنه المستقله ان الكارثه "كانت نتيجه لتواطؤ بين الحكومه والجهات المنظمه وتيبكو، وسوء التقدير من هذه الجهات".