المحتوى الرئيسى

بالصور.. المسجد الأموي بدمشق لؤلؤة عمارة الشام الإسلامية

07/22 22:24

قامت الدوله الامويه علي يد معاويه بن ابي سفيان عام 661 م الذي اتخذ دمشق عاصمه للدوله، وكانت هناك سياسه عامه سار عليها كل خلفاء بني اميه، تعتمد في مجملها علي توسعه الدوله الاسلاميه والعمل علي نشر الدعوه في جميع الاقطار من خلال بناء مجموعه من المساجد التي يتم استغلالها في مجال الدعوه وتعليم الاطفال القراءه والكتابه والقران الكريم.

وتواردت عده كتابات تاريخيه حول نشاه المسجد الاموي في دمشق، الا ان الروايات التاريخيه الصحيحه عن المسجد تقول ان المسجد كان سوقاً خلال عهود ما قبل الميلاد، ثم ما لبث ان تحول الي معبد اُنشئ في القرن الاول الميلادي عندما وقعت سوريا تحت نفوذ الحكم الروماني، سمي معبد جوبيتر وبداخله هيكل ناوس، وهو المكان نفسه الذي تحول مع الزمن الي كنيسه عريقه، وعندما دخل المسلمون الي دمشق، وجدوا مقاومه شديده من اهلها والذين كانوا في ذلك الوقت يدينون بالدين المسيحي وقد دخلها خالد بن الوليد بالقوه، ودخلها ابو عبيده بن الجراح عن طريق الصلح ما ادي الي ان يكون نصفه مسجداً والنصف الاخر كنيسه.

واعتمد الامويون في عمليه اعاده بناء المسجد الاموي علي التخطيط الهندسي الذي وضعه الرسول-صلي الله عليه وسلم- عندما قام ببناء اول مسجد الاسلام في المدينه المنوره، حيث كان المخطط الهندسي يقوم علي تقسيم المسجد الي بيت الصلاه وفناء مفتوح، ولقد ابقي الوليد بن عبد الملك بن مروان الجزء السفلي من جدار القبله واعاد الجدران الخارجيه والابواب، وانشا حرم المسجد مسقوفاً مع القبه والقناطر وصفوف الاعمده، وقام بتحويل الكنيسه الي مسجد، واعاد بناءه من جديد، واستعان بمجموعه كبيره من المعماريين والمزخرفين من اهل الشام، وتم صرف احد عشر مليون دينار علي عمليه بناء المسجد، وامر ان يكون افضل المباني وافخمها في ربوع الدوله الاسلاميه.

وفي العهد العباسي بني والي دمشق وقتها قبه المال الواقعه في الساحه والتي كانت مخصصه لوضع اموال الولايه، وخلال عام عام 1006م امر ايضاً ببناء قبه النوفره في الساحه امام الجناح المصلب.

وفي عام 1069 م تعرض المسجد الي حريق كبير اندلع في منزل مجاور وامتد الي المسجد، ولم يسع الناس وقتها السيطره علي الحريق وتمت الاستعانه بالمعماريين والمهندسين لاعاده ترميم واصلاح ما سببه الحريق فيما بعد بجهود واموال كبار واثرياء المدينه.

وتبلغ مساحه المسجد كله 157×97م ومساحه الحرم 136×37م اما مساحه الصحن فهي 22.5×60م، وللجامع اربعه ابواب “باب البريد من الغرب ومن خلاله يتم دخول الرسائل الوراده الي الخليفه واستقبال الرسل وباب جيرون من الشرق وباب الكلاسه من الشمال، وباب الزياده من الجنوب والذي يفتح من داخل الحرم”، اما منطقه الصحن داخل المسجد فهي مغطاه ببلاط رخامي بلونين اصفر واسود وبتشكيلات هندسيه مميزه علاوه علي انها محاطه من الجوانب الثلاثه باروقه واعمده شامخه يبلغ ارتفاع الواحد منها حوالي 15 متراً، وقد طعمت اجزاء منها بالموزائيك.

كما يوجد ايضاً مشعل حديث مغطي بقبه لاضاه منطقه وسط الحصن خلال فتره الليل، فيما تقوم قبه اخري بحمايه الساعه الشمسيه ومن الجنوب كانت تفتح ابواب الحرم، والتي اصبحت مغلقه بابواب خشبيه تعلوها قمريات زجاجيه ملونه مع كتابات وزخارف رائعه التصوير والالوان.

وعندما تتجول في حرم الجامع تري ان هناك اربعه محاريب، يقع المحراب الاصلي في منتصف الجدار الجنوبي، وهذه المحاريب مخصصه للمذاهب الفقهيه الاربعه، وفي اعلي جدار القبله، تفتح علي امتداده مجموعه من النوافذ ذات الزجاج الملون، والتي يبلغ عددها 44 نافذه مع سته نوافذ في الوسط، ويقوم الي جانب المحراب الكبير منبر حجري رائع، وقد تم استخدام الايات القرانيه والخط العربي والرسم بالنبات في جميع الزخارف الرخاميه المنقوشه في المحراب والمنبر وفي المحاريب الاخري والتي صنعها المبدعون الدمشقيون.

ويعود تاريخ المنبر الحالي الي عصر الملك الناصر محمد، وقام بصنعه محمد بن علي الموصلي، كما تشير الكتابه الموجوده عليه وهو من اجمل المنابر التي استخدم فيها النقش العربي الهندسي المركب لتزيينها واستخدم خشب الابنوس والمزين بالعاج والنحاس البراق في عمليه بنائه فيما يعود المحراب الي عصر السلطان قلاوون وقام بمباشره اسلوب العمل كافل حلب «قره سنقر» سنه 681هـ-1281م وهو مبنٍ بالحجر المزخرف بزخارف هندسيه رائعه.

واجمع خبراء العماره الاسلاميه علي ان اروع ما بالمسجد، هو مئذنته المربعه المرتفعه لحوالي خمسين متراً، والتي جددت سنه 873هـ-1094م بدلاً من الماذن الامويه، ولقد تحدث البعض عن مناره كانت تسبق هذه المئذنه التي انشئت في عصر «اق سنقر» سنه 482هـ-1089م وكان طولها 46 متراً اي ما يقترب من طولها الحالي واحترقت سنه 574هـ-1178م.

اما المئذنه الحاليه فهي اشبه بهديه تذكاريه رائعه متناسقه الابعاد من حيث الارتفاع والعرض، ولقد تم زخرفه وجوهها الاربعه بزخارف حجريه بارزه تم توزعيها علي اقسامها الخمسه، علي ان اجملها القسم العلوي الذي يزين بفتحه محاطه بزخارف مزخرفه وتحتها قسم مؤلف من نافذتين مغلقتين يعلوهما قوس دائري، يعلو ذلك شرفه الاذان تغطيها مظله خشبيه تحملها اعمده خشبيه وفي اعلاها ذروه مكعبه الشكل.

ومن اروع ما يوجد في المسجد الاموي اللوحه المعروفه بلوحه بردي اي النهر الذي يروي دمشق وما حولها وهي لوحه كبيره موجوده بالركن الجنوبي الغربي من المسجد تمثل منظر نهر بردي وهو يخترق البلاد، ويدخل دمشق فتحيط به البساتين من كل جانب، وتطل عليه القصور وما فيها من اشجار ونباتات وزهور، ويبلغ طول تلك اللوحه الفريده المصنوعه من الفسيفساء حوالي 38 متراً وارتفاعها 7 امتار وهي اكبر مسطح من الفسيفساء تم اكتشافه حتي هذه اللحظه.

وفي احضان الزاويه الشماليه القريبه من الجامع اقيم متحف الجامع عام 1989، والذي يضم الكثير من نفائس الجامع القديمه وبعض الاحجار والسجاد واللوحات الخطيه الجميله والتي قام برسمها فنانو دمشق خلال العصر الاموي، علاوه علي وجود مصابيح اناره وقطع فسيفسائيه وخزفيه وزجاجيه ونقود اسلاميه قديمه وساعات وصفحات من المصاحف المخطوطه القديمه والكثير من التحف المهمه التي تعبر عن اصاله الجامع الاموي اضف الي ذلك الحفريات التي تنتمي للحقبه الرومانيه والتي اكتشفها فريق بحثي من علماء الاثار خلال الفتره الماضيه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل