المحتوى الرئيسى

جهاد الخازن يكتب (أي تغيير لن يتوقف عند الحدود

07/20 16:11

منذ عقود والنظام السوري يستهدف خصومه. لم يتعوَّد ان يكون الهدف، وان تنجح عمليه تفجير في قتل بعض اهم اركان النظام.

ازعم ان النظام السوري لا يملك القدرة علي الرد. لا توجد اهداف في صفوف المعارضه بحجم داود راجحه وآصف شوكت وحسن التركماني ومحمد الشعار. حتي لو وُجِدَ مثل هذه الاهداف لما استطاع النظام قتلها، لان المعارضه منقسمه علي نفسها، واركانها لن يوجدوا تحت سقف واحد كما وُجِد رجإل ألنظام حول طاوله في غرفه في مبني الامن القومي.

كنت بعد مذبحتَيْ الحوله والقبير كتبت في هذه الزاويه ان النظام وصل الي نقطه اللارجوع مع المعارضه، فالمواجهه المسلحه ستنتهي بفائز وخاسر.\nاليوم استطيع ان اقول ان النظام سيخرج خاسراً في النهايه، فايران لن تفرض علي السوريين نظاماً لا يريدونه، والفيتو الروسي والصيني في مجلس الأمن من دون فعاليه علي ارض الواقع السوري.

لا اعرف متي سيسقط النظام، وهل سيكون ذلك بعد يوم او شهر، فانا لا املك كره بلوريه، ولا احد يملكها ليعرف المستقبل. وفي حين نعرف جميعاً ان محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب اخر الانبياء والمرسلين، فان في الصحافه العربية عدداً من «الانبياء» الذين نسمع «نبوءاتهم» بعد الحدث والواحد من هؤلاء توقع سقوط حسني مبارك باليوم والساعه والتفاصيل الممله، وكان توقع قبل ذلك سقوط معمر القذافي وكيف سيعذّبه المسلحون، وطريقه استعمال العصا في تعذيبه.

لا املك مثل هذه القدره، ولكن استطيع ان ابدي راياً علي اساس التطورات الاخيره هو ان الوضع في سوريه خرج عن نطاق السيطره، من دون ان نحتاج الي وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا ليؤكد لنا ما هو واضح كشمس الظهيره.

ارجو لسوريه مستقبلاً افضل مما رات في نصف القرن الاخير، وهذا ليس صعباً، ثم ارجو ان يقوم فيها نظام متنوّر، ولا يهمني بعد ذلك ان يكون اسلامياً او علمانياً او خليطاً من هذا وذاك.

سوريه تستطيع ان تصبح سنغافوره الشرق الاوسط، كما كتبت في هذه الزاويه يوماً، ولم اكن صاحب الفكره الاصليه، وانما سمعت شرحاً لها من الصديق نمير قيردار، رئيس بنك الاستثمار انفستكورب، وهو من انجح رجال المال والاعمال العرب. كل المطلوب هو حكم قانون مستقل ولا فساد. الصديق الاخر، السياسي والمفكر الجزائري محيي الدين عميمور كان الوحيد بين 20 مسؤولاً عربياً سالتهم قرب نهايه السنه الماضيه هل يسقط بشار الأسد وقالوا نعم واختلفوا علي التاريخ وهو قال لا، وطلب ان اعيد عليه السؤال عندما تثور دمشق وحلب، وقد فعلتا الان.

طبعاً اي تغيير في سوريه لن يتوقف عند حدودها، وانما سيؤثر في لبنان والعراق والاردن والمنطقه كلها، ومره اخري اجد ان التغيير يمكن ان يتطور ايجابياً في لبنان فتتقدم السياسه علي السلاح، و «حزب الله» مثلاً بدا حركه مقاومه ضد اسرائيل والتفَّ حوله اكثر اللبنانيين، وانتهي حزباً سياسياً قاعدته من الشيعه وحدهم. ولعل اغلاق انبوب المساعدات الايرانيه عبر سوريه سيعيد «حزب الله» حركه مقاومه لها قاعده شعبيه عريضه في لبنان وخارجه.

العراق سيكون تحت ضغط لخفض تعاونه، بل حلفه غير المعلن، مع ايران، فالنظام الايراني، علي رغم صبغته الدينيه، فارسي النزعه ينطوي علي احلام امبراطوريه مستحيله، وهو قد ينتهي كالنظام السوري اذا لم يتدارك الامر بالكفِّ عن محاربه جيرانه والعالم.

ولا بد من ان النظام في الاردن سيتنفس الصعداء، فيتوقف سيل اللاجئين، وينتهي التهديد الامني الدائم عبر الحدود، وتُستانف العلاقات الاقتصاديه في بلدين يكمِّل احدهما الاخر.

ما سبق يذكرني بالحلف الاقتصادي الذي اطلقه رجب طيب إردوغان مع سوريه ومصر، ثم راي احلامه الاقتصاديه تتحول الي كوابيس. احياء هذا الحلف ممكن مع النظام الجديد في مصر ونظام جديد في سوريه.

ما استطيع ان اقول اليوم بثقه ومن دون حاجه الي كره بلوريه، هو ان علاقات اي نظام سوري قادم ستكون افضل واوثق، واكثر فائده للطرفين، مع دول الخليج العربي ومصر، واكثر توتراً مع اسرائيل، فالصمود والتصدي والمقاومة كانت خطابيه فارغه من اي محتوي.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل