المحتوى الرئيسى

جهاد الخازن يكتب :(... هرباً من السياسة )

07/19 13:03

نحن امام شهر الصوم المبارك فاترك السياسه العربية لاهلها واتحدث عن شيء يحبه العرب (1):

لا جديد تحت سماء الشعر العربي، فما نشكو منه اليوم شكا منه شعراء الجاهليه وفجر الاسلام وكل مَن تبعهم حتي اليوم، واعود الي الشعر هرباً من السياسه، ولانني سمعت شكوي علي هامش مؤتمر جائزه عبدالعزيز البابطين للابداع الشعري هي انني منذ اصبحت عضواً في مجلس اداره الجائزه لم اكتب اي مقال عن الشعر، مع انني افعل، ويبدو ان محبي الشعر اصيبوا بعدوي من معارض سوري يقول لي: انت لا تكتب عن سوريه، وهو يعلّق علي مقال لي عن بلده.

ها انا افعل، وسابدا اليوم بشعر قديم كانه يتحدث عن السقوط السياسي والاجتماعي الحالي، واكمل غداً بشعر الغزل، واحاول ان اتجنّب المشهور الذائع الا في ما ندر.

شكوت من الذين توقعوا الثورات العربيه باليوم والساعه، او كانوا من الوقاحه ان يزعموا ذلك، ووجدت ان الشاعر الجاهلي أوس بن حجر قال:

الالمعي الذي يظن بك الظن / كان قد راي وقد سمعا.\nعروه بن الورد، احد اشهر صعاليك العرب، شكا الفقر كما تشكو الامه اليوم وقال:

دعيني للغني اسعي فاني / رايت الناس شرّهم الفقير

ويقصيه النديّ وتزدريه / حليلته وينهره الصغير

ويكفي ذو الغني وله جلال / يكاد فؤاد صاحبه يطير

قليل ذنبه والذنب جمّ / ولكن للغني رب غفور\nالكميت بن زيد قال في قصيده ربما كانت اكثر صدقاً الان منها يوم قيلت:

كلام النبيّين الهداه كلامنا / وافعال اهل الجاهليه نفعل

اما محمد بن حازم الباهلي فله:

بلوت خيارهم فبلوت قوماً / كهولهم اخسّ من الشباب

وما مسخوا كلاباً غير اني / رايت القوم اشباه الكلاب

ولابن لنكك شعر كثير في الموضوع نفسه يعكس تجربه حياته، وهو يقول: يعاف الذئب ياكل لحم ذئب / وياكل بعضنا بعضاً عيانا.

نعيب زماننا والعيب فينا / وما لزماننا عيب سوانا

وقالوا قد لزمت البيت حداً / فقلت لفقد فائده الخروج

فمن القي اذا ابصرت فيهم / قروداً راكبين علي السروج

والمتنبي له شعر كثير بهذا المعني منه:

اذم الي هذا الزمان اهيله / فاعلمهم فدمٌ واحزمهم وغد

واكرمهم كلب وابصرهم عمٍ / واسهدهم فهد واشجعهم قرد

ودهر ناسه ناس صغار / وان كانت لهم جثث ضخام

اما حسّان بن ثابت فقال:

لا باس بالقوم من طول ومن عرض / جسم البغال واحلام العصافير

وابو فراس الحمداني كان رايه:

ما للعبيد مِن الذي يقضي به الله امتناع

ذدت الاسود عن الفرائس ثم تفرّسني الضباع

بلوت الناس قرناً بعد قرن / فلم ارَ غير ختّال وقالِ

ولم ارَ في الخطوب اشد وقعاً / واصعب من معاداه الرجال

وذقت مراره الاشياء طرا / فما شيء امرّ من السؤال

اساق الي السجون بغير ذنب / كاني بعض عمإل آلخراج

ولو معهم حبست لهان وجدي / ولكني حبست مع الدجاج

اما ابو تمام فقال: ليس الصديق بمن يعيرك ظاهراً / متبسّماً عن باطن متجهّم

اليوم يطلب الشباب الهجره الي الشمال او الغرب، ولا جديد في هذا ايضاً، وابو قطيفه قال: وما اخرجتنا رغبه عن بلادنا / ولكنه ما قدّر الله كائن. وقال ابو ذؤاد الايادي: فقرّي في بلادك ان قوماً / متي يَدَعوا بلادهم يهونوا.

وابقي مع شعر «واقع الحال» والمتنبي فهو قال:

غنيٌّ عن الاوطان لا يستفزني / الي بلد سافرت عنه اياب

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل