المحتوى الرئيسى

أزمة '' عمربن الخطاب '' بين الإبداع والتحريم

07/18 23:00

حاله من الترقب الحذر تسيطر الان علي بيت الدراما المصريه انتظارا لحل الازمه التي تتجدد كل عام و تبدا دوما بالجدل الديني حول عرض المسلسلات التي تهتم احداثها الدراميه بسيره الصحابه وال بيت رسول الله ، وتستمرحلقات الجدال لايام عصيبه تنتشر خلالها حملات المقاطعه و التاييد والمباركه للعمل الدرامي ، فجميعنا الان يترقب مصير مسلسل "عمر بن الخطاب".

وفي ظل هذا الجدل الدائر " مصراوي " يطرح القضيه للنقاش ليرصد اراء الخبراء حول فكره تجسيد الخلفاء والصحابه في الاعمال الدراميه.

البدايه من مواقع التواصل الاجتماعي التي دشنت عده حملات لمقاطعه المسلسل المذكور، ففي موقع " تويتر " خصص العديد من اعضائه من خلال حساباتهم الشخصية علي الموقع اكثر من " هاش تاج " منها  "#اوقفوا مسلسل عمر بن الخطاب" و"#لن اشاهد مسلسل عمر بن الخطاب"، بالاضافه لعشرات " المجموعات " علي موقع " الفيس بوك"  ، وتزامن ذلك مع اعلان المخرج  السوري حاتم علي والمؤلف الاردني وليد سيف بعض التفاصيل الخاصه  بمسلسل " عمر بن الخطاب " مؤكدين انه سيتم فيه تجسيد سيدنا "عمر" من خلال الوجه السوري الجديد سامر اسماعيل الذي اشترط عليه عدم التمثيل لمده خمس سنوات قادمه، كما سيظهر خلال الاحداث شخصيه ابو بكر الصديق رضي الله عنه ويجسدها الفنان غسان مسعود، وايضا علي بن ابي طالب كرم الله وجهه وسوف يجسدها فنان تونسي شاب.

وتصاعدت وتيره الاحداث ليصل الامر الي القضاء ليقيم المحامي حامد سالم دعوى قضائية امام محكمه القضاء الاداري، مطالبا فيها بوقف عرض المسلسل مبررا ذلك بانه لا يجوز شرعا ان يتم تجسيد شخصيه الصحابه في المسلسلات لما في هذا التجسيد من مساس بهيبه هؤلاء الصحابه، كما يمثل تعدي جسيم علي الثوابت الاسلاميه.

ولم تقتصر اقامه الدعاوي القضائيه لوقف عرض المسلسل علي مصر فقط بل اقيمت مثيلتها في البحرين ايضا، حيث اقام المحامي البحريني دويم المويزري دعوي قضائيه لمنع المسلسل من العرض، وحجزت للنطق بالحكم في 22 من شهر يوليو الجاري ، واستعان المحامي خلال الجلسه بطبيب نفسي ليشرح الوضع النفسي للمشاهد في حاله مشاهده الحلقات.

ومن جانبه ابدي الشيخ الدكتورعبد الرحمن السديس امام وخطيب المسجد الحرام المسلمين  رفضه مطالبا القائمين علي الوسائل الاعلاميه والقنوات الفضائيه ان يراعوا حرمه هذا الشهر الفضيل، وقال في احدي خطب الجمعه التي القاها بالمسجد الحرام "لا تخدشوا روحانيات الشهر بما لايليق من البرامج والمشاهد والافلام ولا سيما مايمس سيد الانام واله وصحابته الكرام".

كما انتقد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله ال الشيخ مفتي عام المملكه العربيه السعوديه، ورئيس هيئة كبار العلماء عرض المسلسل موضحا ان المهاجرين والانصار اصحاب رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم خير الناس بعد الانبياء، مضيفا ان هناك طائفه ارادت ان تاخذ سيره عمر الخطاب بالتحليل السياسي والاجتماعي ليجعلوا هذه الشخصيه مجالاً لنقد الناقدين واستهزاء المستهزئين باعتبارها اكثر الشخصيات  التي امتلات بها دواوين الاسلام، فلماذا لا نترجم سيرتها لواقع مماثل لما انجزه سيدنا عمر بن الخطاب بدلا من ان تكون مجالاً للنقد والسخريه.

كما اكد مفتي السعوديه ان الاشخاص الذين تبنوا  فكره تجسيد شخصيات الصحابه والخلفاء الراشدين مخطئون ، وضالون فلو ارادوا الحق لترجموا سيره الفاروق ونشروها.

واضاف ان هذه الافلام والمسلسلات لا تجلب ولا تقصد خيراً ومهما قال من اعدها ممن يدعون التنوير الفكري ، ومهما برروا فهم علي خطا فيما سلكوا، وهذه سير ملات كتب السنه، فلنقراها ولنترجمها ولنتجنب هذه الطرق الملتويه التي مالها التجريح في هؤلاء الرموز.

بينما اعلن التلفزيون الجزائري حصوله علي اجازه شرعيه من وزاره الشئون الدينيه  تسمح بعرض المسلسل.

وقيل ان وزاره الشئون الدينيه لا تعارض عرض المسلسل لانه سبق وان جسدت شخصيه مؤذن الرسول الكريم في فيلم " الرساله بلال بن رباح " ، طالما ان العمل سيعرض من اجل الصالح العام.

بينما في مصر لم يعرض المسلسل المذكور علي الازهر او مجمع البحوث الإسلامية من الاساس، لكون موقفهم واضح، حيث قال وكيل الازهر السابق الشيخ محمود عاشورل" مصراوي " انه بصفته عضو مجمع البحوث الاسلاميه فانه يؤكد علي موافقته علي ما اصدره المجمع من عدم تمثيل شخصيات الصحابه وال البيت والمبشرين بالجنه بالاعمال الدراميه والسينمائيه.

وردا علي دعوات المقاطعه قالت الفنانه ألفت عمر التي تجسد شخصيه "عاتكه" زوجه سيدنا عمر بن الخطاب  في المسلسل: "  انه لا يوجد بالعمل اي مشهد  يسئ لسيدنا عمر، بل علي العكس تماما فالعمل يعرضة كقدوه حسنه، ويوجه المسلسل رساله قويه للحكام وشعوبهم "خافوا ربنا" حيث نعرض في المسلسل عدله وقوته " ، مضيفه ان السير الذاتيه لا يمكن التلاعب بها.

واكدت لمصراوي انها وافقت علي العمل بعد ان تاكدت من موافقه وتوقيع 10 من كبار علماء المسلمين علي العمل الدرامي وعلي راسهم الشيخ  يوسف القرضاوي، وقالت "بطمن الناس لا تقلقوا، المسلسل به جرعه روحانيه وفنيه عاليه وممتعه " .

واضافت ان المخرج راعي عند اختيار الممثلين حساسيه تجسيد الشخصيات، مضيفه "اختارني مثلا لانني لا يوجد في رصيدي عمل مسئ، و لم اظهر بمايوه او بدور راقصه مثلا".

وعن ترددها في الاشتراك في عمل قد يلقي نفس مصير مسلسل "الطريق الي كابول" ويمنع من العرض قالت " انه شرف لاي ممثل ان يظهر ولو بجمله واحده في هذا العمل ، ولكن عرضه من عدمه لا يشغلني فهو قضاء وقدر".

وفي الوقت نفسه اكدت الفت عمر انه لن يعرض لها عمل تزامنا مع هذا المسلسل حتي لا يختلط علي المشاهد الشخصيات،  و لكنها تستكمل ضاحكه  قائله : "هناك مفاجاه لا يعرفها الكثيرون وهي انه  لن يوجد اي خلط لان المشاهد لن يتعرف علينا اصلا".

واوضحت ان الماكير والكوافير والملابس من فنانيين عالميين من ايران بذلوا مجهود لمواكبه ملامحنا للعصر، وقالت "كنت اجلس علي كرسي المكياج 3 ساعات كامله ليصبح لوننا كلون الصحراء ويتم تخشين بشرتنا، باختصار كل شئ فيا كان يتغير ماعدا الحسنه  منقدرش نعمل فيها حاجه ".

بينما اعتبر مخرج العمل السوري "حاتم علي" "مشروعيه اي عمل تاريخي تكمن في مدي مواكبه افكاره للعصر، وقدرتها علي طرح اسئله او الاجابه عن اسئله معاصره.

واضاف في حواره مع صحيفه "الحياه" اللندنيه : "توخينا الدقه في الروايه التاريخيه لعظمه هذه الشخصيه، فالبحث الذي قام به الدكتور وليد سيف لكتابه العمل، تابعته لجنه ضمت مجموعه من ابرز العلماء، اشرفت عليه ودققت في الوقائع التاريخيه وتابعت تفاصيله، وهو ما كلفنا جهداً ووقتاً كبيرين، وقد ضمّت اللجنه عبدالوهاب الطريري وعلي الصلابي ويوسف القرضاوي وسلمان العوده وسعد العتيبي واكرم ضياء العمري".

فيما اعتبر الناقد طارق الشناوي ان كل دعاوي المقاطعه ستؤدي لمزيد من ترقب المشاهده كما حدث في مسلسل " يوسف الصديق "  و " الحسن والحسين " .

واوضح لمصراوي ان اسباب المنع تعود لعام 1926 عندما قرر الفنان يوسف وهبي القيام بفيلم باسم "النبي" الذي يتناول قصه حياه سيدنا محمد عليه الصلاه والسلام ، ولم يكن يعرف وقتها حرمانيه ذلك، فمن وقتها الازهر منع ذلك وكحمايه لعدم المساس بالانبياء منع ظهور الخلفاء الراشدين والمبشرين بالجنه.

ويضيف بسبب هذا المنع تاخرت مصر ربع قرن حتي عرضت فيلم "الرساله" بسبب ظهور حمزه بن عبد المطلب فيه، لكن عقب عرضه لم يعترض  وقتها شيخ الأزهر سيد طنطاوي  بل وبارك العمل ايضا .

وطالب الشناوي من الازهر التمتع برؤيه اكثر مرونه، قائلا "الامر يحتاج الي اعاده النظر في قرار المنع من خلال رؤيه عصريه".

واضاف "علي الازهر ان يطمن الناس ولا يشعرهم انه بمشاهدتهم يرتكبون المعصيه".

واكد اننا نحتاج لصوره سيدنا عمربن الخطاب ، خصوصا ان الاسلام يهاجم بضراوه، مضيفا ان سيرته كتبت في اكثر من مؤلف منها عبقرية عمر لعباس العقاد وقد ساهم ذلك في نشر الاسلام فما بالكم بمسلسل تاثيره اهم مليون مره  وسيشاهده اكثر من نصف مليار مسلم في انحاء العالم حيث ترجم لاكثر من لغه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل