المحتوى الرئيسى

أوليمبياد مونتريال 1976.. بداية المقاطعة وفاتورة منشآت مرهقة - أهرام سبورت

07/17 14:59

تقدمت عاصمه مقاطعه كيبيك الكنديه مونتريال خمس مرات لاستضافه الألعاب الأولمبية الصيفية، وانتظرت حتي 10 مايو 1970 لتحصل علي هذا الشرف وتتفوق علي موسكو ولوس انجليس، وتميزت بملفها المتكامل من الالف الي الياء فنالت 41 صوتا.

لكن طموحات بناء مرافق تؤرخ لحقبه جديده في تاريخ المنشات الاولمبيه شكل كابوسا للمنظمين في ما بعد، اذ ادت اضرابات العمال المتتاليه وموجات البرد القارس التي اوصلت الحراره الي درجه 40 تحت الصفر، الي تاخير كبير في انجاز المشاريع واتمام الورش في مواعيدها. وتفاقم الوضع المطالب العماليه الاجتماعيه، ما اوقع حكومه المقاطعه في ورطه كبيره، ولما انتهي كل شيء كشفت الحسابات والتكاليف زياده بنسبه 427 في المئه خلال ثلاثه اعوام.

انفق نصف مليار دولار لبناء الاستاد الرئيس الذي صممه الفرنسي روجيه تاليبير ويتسع ل72 الف متفرج، وارتفعت تكاليف اقامه القريه الاولمبيه المؤلفه من 900 شقه التي لم تفصل بين الرجال والسيدات من 50 الي 80 مليون دولار.

صحيح ان الالعاب سجلت ارباحا من العائدات والمداخيل المباشره وغير المباشره بلغت 260 مليون دولار، لكن نفقات البناء وتبعاتها الاخري اوقعت الحكومه في ديون تطلب تسديدها سنين طويله، علي رغم ما استفادت منه المدينه والمقاطعه عموما من بنيه تحتيه متكامله ومترو الانفاق. فطرح الامر مجددا عما ستقوم عليه الالعاب من عملقه في التنظيم والاستعداد لم تعد في مقدور الجميع. وهذا طبعا بعيد من الروح الاولمبيه الحقيقيه وغايتها الساميه.

وفي موازاه الابتكار في البناء والتصميم وتوفير سبل الراحه في المرافق والملاعب، اذ ان افراغ الاستاد الرئيس مثلا يتم في 7 دقائق، واقامه احواض سباحه عصريه تحت المدرجات، وتزويد حوض الغطس بمصاعد كهربائيه توفيرا لطاقه المشاركين وجهدهم، واعتبار مضمار الدراجات "مساحه ضوء" مشعه، فان الفاتوره النهائيه جاءت مرتفعه اكثر مما تصوره غلاه المتشائمين واللافت ان اللمسات الاخيره انهيت قبل دقائق من استخدام غالبيه المرافق، ففوجيء المتفرجون وحتي المشاركون بلافته تنبهم من الاقتراب من الجدران الخشبيه خشيه ان "تلطخ" ثيابهم بالطلاء "الطازج" وازكت رائحته انوفهم!!

وارخت العمليه الفدائيه في ميونيخ 1972، وبعدها عملية عنتيبي في اوغندا بظلالهما علي دوره مونتريال، اذ استنفر 16 الف عنصر امن اي اكثر من نصف عدد المشاركين في الالعاب التي افتتحت بحضور ملكه بريطانيا اليزابيت الثانيه، وهي وقفت ساعه و22 دقيقه في المنصه الرسميه تستعرض المشاركين وقلبها يخفق لابنتها الاميره ان عضو المنتخب الانكليزي للفروسيه.

وتجسيدا للتعايش بين الشعب الكندي اوقد الشعله الكندي الفرنسي ستيفان بريفونتان (16 عاما) والكنديه الانكليزية ساندرا هندرسون (15 عاما). وهي نقلت الي الارض الكنديه للمرة الاولي كعلامه الكترونيه بواسطه الاقمار الاصطناعيه.

اقيمت العاب مونتريال من 27 يوليو الي 1 اغسطس بمشاركه 6098 رياضيا بينهم 1247 لاعبه من 92 بلدا تنافسوا في 198 مسابقه ضمن 21 لعبه هي: ألعاب القوى والتجذيف وكره السله والملاكمه والكانوي-كاياك والدراجات والفروسيه وكرة القدم والجمباز ورفع الاثقال وكرة اليد والهوكي علي العشب والجودو والمصارعه والسباحه والخماسي الحديث والكرة الطائرة والرمايه والقوس والسهم واليخوت.

وتبارت السيدات للمره الاولي في التجذيف فحصدت الالمانيات الشرقيات خمسه القاب وبلغاريا لقبين، وفي كره السله وكره اليد حيث احرزت السوفياتيات ذهبيتيها.

وكانت تسجلت 116 دوله لخوض الالعاب، لكن 22 دوله افريقيه قاطعت في اللحظه الاخيره احتجاجا علي جوله لمنتخب نيوزيلاندا للركبي في جنوب افريقيا "المعزوله" لانتهاجها سياسه التمييز العنصري، ومن دون ان تعاقب نيوزيلاندا.

وكانت تلك صدمه لرئيس اللجنه الأولمبيه الدوليه اللورد كيلانين وخسرت الالعاب نجوما امثال الاوغندي اكي بوا والكيني مايك بويت والتونسي محمد القمودي والتنزاني فيلبرت بايي. واحتجت الصين التي اهتمت للمشاركه بعد غياب طويل، لاعتماد تايوان. وفي النهايه لم تحضر الدولتان.

اما المحصله الاخيره للميداليات، فثبتت القوه السوفياتيه في الصداره وبلغ رصيدها 125 ميداليه بينها 47 ذهبيه في مقابل 90 لالمانيا الشرقية (40 ذهبيه)، و94 للولايات المتحده (34).

وحلت المانيا الغربية رابعه برصيد 39 ميداليه (10) واليابان خامسه 25 (9).

وكانت جزيره برمودا البالغ عدد سكانها 53 الفا و500 نسمه نموذجا للبلدان الباحثه عن فسحه في ساحه التتويج، واصبحت اصغر دوله تحرز ميداليه بفضل ملاكمها كلارنس هيل ثالث الوزن الثقيل الذي تميز باحتكار لقبه الكوبي تيوفيلو ستيفنسون علي مدي ثلاث دورات من 1972 الي 1980.

ولعل طموح برمودا وغيرها من دول الظل، شكل ظاهره تطلع الدول الصغيرة والفقيره للظهور والتميز عبر الرياضه والالعاب الاولمبيه تحديدا. اذ يصبح الرياضيون سفراء فوق العاده وبصفه عالميه، وباتت الميداليات مجالا لتباهي الانظمه ومطلبا قوميا بحيث تناهز شهره حامليها وانجازاتهم رواد العلم والثقافه، ما حدا بالباحثين الاجتماعيين الي تناول هذه الظاهره في دراساتهم وتركيزهم علي "الصناعه الرياضيه" والمؤسسات التي "تنجب" ابطالا يعكسون الشهرة لبلدانهم ويروجون لها، وانتفت الغايه المثلي المرتكزه علي اولويه العلاقات والاختلاط بين الشعوب من خلال الرياضه.

ولعل اسعد لحظات العاب مونتريال كانت منافسات الجمباز التي حملت "روائع" السوفياتيه نيللي كيم في الحركات الأرضية، والاثاره المتناهيه مع الرومانيه الصغيره ناديا كومانتشي التي قلبت المقاييس كلها، وباتت اول من تحصل علي العلامه الكامله (10 علي 10) علي اكثر من جهاز. فكانت الاستثناء الذي "استحق" هذه الدرجه 7 مرات متتاليه، وانهت المسابقه بحصولها علي ثلاث ذهبيات وفضيه وبرونزيه، ممهده الطريق امام جيل جديد من "الجمبازيات " الرومانيات تحديدا، وحلقت بشهرتها بسرعه قياسيه.

وقصد العداء السوفياتي فاليري بورزوف، بطل ثنائيه 100 و200 م في ميونيخ، مونتريال طامحا الي انتصار جديد بعد تفوقه الاوروبي تحديدا، لكنه اكتفي بالمركز الثالث في سباق 100 م الذي عاد لقبه الي الترنييدادي اشلي كراوفورد (6ر10 ث).

وكان الفنلندي لاس فيرين عظيما في سباقي 5 الاف و10 الاف م علي غرار ما فعله في ميونيخ قبل اربعه اعوام. ولقي في السباق الثاني منافسه من البرتغالي الصاعد كارلوس لوبيز، قبل ان يتسيد المضمار ويفوز مسجلا 38ر24ر13 د.

واثيرت حينها قضيه نقل الدماء التي اعتبرت بمثابه منشط محفز، وان فيرين من ابطالها، علما ان 1500 لاعبه ولاعب خضعوا لفحوصات الكشف عن المنشطات.

لكن" مونتريال 1976" كانت مسرح الصناعه الالمانيه الشرقيه للابطال والبطلات، اذ ان 14 انتقلوا لاحقا الي الطرف الغربي وكشفوا فضائح نظام المنشطات، واكدت السباحه ريناتا فوغل "كنا حقلا للاختبارات".

بيد ان السباحات الشرقيات احرزن في حينه تسعه من عشره القاب, وابرزهن كورنيليا انيدر بطله سباقات 100 و 200 م حره و100 فراشه والبدل 4 مرات 100 م متنوعه.

وفي موازاه السيطره الالمانيه الشرقيه علي سباحه السيدات، تميز الاميركيون عند الرجال خصوصا جيم مونتغومري اول من كسر حاجز 50 ثانيه في سباق 100 م حره (99ر49 ث)، وهو كشف انه عند بدايه استعداداته للالعاب قبل عامين من موعدها "اجريت حسابات دقيقه لما يمكن الوصول اليه، وادركت ان ضماني الفوز يتطلب ان احقق دون ال50 ثانيه، وبناء عليه وضعت برنامج تدريباتي".

كما تفوق مواطنه براين جوديل في سباق 400 م حره وسباقات التتابع، وغرد البريطاني ديفيد ويلكي خارج السرب وسجل رقما عالميا جديدا في 200 م صدرا (11ر15ر2 د).

واصبح "الشرقي" عداء الموانع فالدمار شيبرنسكي اول الماني يحرز سباق الماراتون مسجلا رقما قياسيا (00ر55ر09ر2 ساعه)، وتمكن من المحافظه علي اللقب بعد اربعه اعوام في موسكو.

ومن الانجازات ايضا، فوز البولندي تاديوس سلومارسكي في القفز بالزانه (50ر5 م) ومواطنه باسيك فزسولا في الوثب العالي (25ر2)، واكتفي المرشح الاول الاميركي دوايت ستونز بالمركز الثالث (21ر2 م). واجريت المسابقه تحت زخات المطر.

وحافظ المجري ميكلوس نيميت علي ارث عائلي في الالعاب الاولمبيه من خلال احرازه ذهبيه رمي الرمح وتسجيله رقما عالميا جديدا مقداره 58ر94 م، كونه نجل امري نيميت بطل مسابقه رمي المطرقه في دوره لندن 1948.

ونال "البلاي بوي" النيوزيلندي جون وولكر الغفران علي مغامراته كلها بعدما استحق الفوز في سباق 1500 م (17ر39ر3 د).

وتعرف العالم علي "الحصان" الكوبي البرتو خوانتورينا بطل سباقي 400 م (26ر44 ث رقم عالمي)، و800 م (50ر43ر1 د).

وقصد الفرنسي غي دروت مونتريال "لاكون بطلا اولمبيا، كنت ادرك انها فرصتي الاخيره، فبذلت مستطاعي"، وحققت انجازا هو الاول من نوعه، تمثل في كسر احتكار الاميركين لحصد ذهب سباق 110 امتار حواجز.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل