"ليبراسيون" تنشر 173 صفحة من المفاوضات السرية بين الشرطة الفرنسية ومحمد مراح

نشرت صحيفه "ليبراسيون" الفرنسيه عبر موقعها الالكتروني علي شبكة الإنترنت اليوم الثلاثاء 173 صفحه تتضمن المفاوضات السريه التي جرت بين محمد مراح مرتكب احداث تولوز ومونتوبان، وعناصر قوات النخبه بالشرطه الفرنسيه والتي كانت تحاصره في منزله قبل ان تقتله قبل اشهر قليله.

وبحسب المفاوضات المنشوره بالصحيفه فان مراح المتهم بارتكاب جرائم قتل بتولوز ومونتوبان في شهر مارس الماضي والتي راح ضحيتها سبعه اشخاص من بينهم اطفال، اكد "مراح" انه كان يتابع الهدف في اختيار ضحاياه وذلك خلال المفاوضات التي جرت مع عناصر الشرطه التي حاصرت المنزل الذي كان يتحصن به لاكثر من 30 ساعه يومي 21 و22 مارس الماضي بتولوز.

وقال مراح "لقد قتلت جنودا في فرنسا لانهم يقتلون اخواني في افغانستان..واقتل اليهود في فرنسا لان هؤلاء اليهود نفسهم يقتلون الابرياء في فلسطين، واعترف مراح بحسب التحقيقات السريه التي نشرتها "ليبراسيون" ان العسكري الفرنسي الذي قتله في الحادي عشر من شهر مارس الماضي والذي يعد اول ضحيه له كان "تحديا"، مشيرا الي انه "هدا قلبه" بعد المجزره الثانيه التي ارتكبها يوم 15 مارس في مونتوبان حيث قتل جنديين اخرين واصيب ثالث بجراح خطيره.

وروي مراح خلال مفاوضاته مع الشرطه الفرنسيه قبل مقتله بدايه تدينه في عام 2008 بينما كان يقضي حكما بالسجن لمده 18 شهرا حيث تقرب الي الله لمساعدته والتزم بالصلوات.

واضاف مراح انه بعد خروجه من السجن في عام 2009 توجه في العام الذي تلاه الي الجزائر في محاوله للانضمام للمجاهدين، ولكن كان حقا من الصعب العثور عليهم والوصول لهم، واشار الي انه فكر بعد ذلك في المشاركه "في الفيلق الاجنبي للذهاب الي افغانستان والانضمام الي حركه طالبان".\nوقآل محمد مراح مرتكب احداث تولوز ومونتوبان انه سافر الي سوريا "للعثور علي اخواني" في اشاره الي الجهاديين، ثم انتقل من سوريا الي لبنان فتركيا وكان يقدم نفسه علي انه سائح.

واضاف انه تم القبض عليه "من قبل جنود جزائريين" ثم "من قبل جنود امريكيين في قندهار (في افغانستان)"، ثم "في الموصل" بالعراق، مشيرا الي انه زار كل من فلسطين وطاجيكستان قبل ان يعود الي فرنسا حيث تقدم بطلب للحصول علي تاشيره دخول الي باكستان وبالفعل حصل عليها ولحق باخوانه في وزيرستان حيث تلقي التدريب علي الاسلحه.

وكانت القناة الاولى بالتلفزيون الفرنسي "تي اف 1" قد قامت الاسبوع الماضي ولاول مره ببث مقاطع من التسجيل الصوتي للمحادثات بين الشرطه الفرنسيه ومحمد مراح المتهم بارتكاب اعتداءات تولوز ومونتوبان التي وقعت في شهر مارس الماضي بجنوبي غرب فرنسا مما اثار موجه من الجدل والغضب علي المستويين الرسمي والشعبي.

واعرب وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس عن اسفه لقيام قناه "تي اف 1" ببث هذه المقاطع الصوتيه، وقال ان هذا الامر يعكس "عدم احترام مشاعر عائلات الضحايا"، وشدد علي ضروره النظر في الوسائل التي تمكن من خلالها من قام ببت التسجيلات من الحصول عليها.

وفي السياق ذاته كشفت مصادر قضائيه ان نيابه باريس فتحت تحقيقا اوليا لانتهاك سريه التحقيقات بين محمد مراح والشرطه خلال حصارها له بينما كان يتحصن بداخل شقته ولاكثر من 30 ساعه بعد بث مقتطفات من التسجيلات الصوتيه، ومن جانبها اعلنت اداره التفتيش العامه بالشرطه الوطنيه الفرنسيه عن اجراء تحقيق اداري للتحقق لمعرفه ما اذا كان قد تم تسريب التسجيلات الصوتيه من جانب الشرطه.

كما اثار بث القناه الفرنسيه لمقتطفات من التسجيلات الصوتيه لمحمد مراح مرتكب احداث تولوز ومونتوبان موجه من الغضب الشديد من قبل اسر ضحايا جرائم مراح، حيث اكدت احد محامي الدفاع عن اسر الضحايا في هذه القضيه ان هؤلاء سيلجاون الي القضاء لحظر توزيع تسجيلات المحادثات بين القاتل والشرطه علي شبكه الانترنت.

وفي المقابل دافع ايمانويل شان منتج البرنامج الذي قام ببث التسجيلات عن العمل، وقال ان القناه تصرفت بروح المسئوليه وبعد تفكير عميق عن طريق بث "معلومات ذات قيمه كبيره" تكشف عن تدريب قاتل تولوز ومونتوبان (محمد مراح) في تنظيم القاعدة.

ويؤكد مراح في هذه المقاطع انه مستعد لمواصله عمليات القتل وان له علاقات مع تنظيم القاعده وعدد من العصابات، كما شرح كيف استطاع التخلص من مراقبه عناصر الاستخبارات.

وقال مراح للمفاوض: "لم افعل هذا من اجل ان اترككم تقبضون علي، هل رايت نحن الان نتفاوض ثم لا تنسي بعيدا عن المفاوضات انني مسلح، فانا اعرف ماذا سيحدث واعلم كيف تتصرفون من اجل التدخل".

وتابع "اعرف انكم يمكن ان تقتلونني، وهي مخاطره مني، اذن اعلموا انكم تواجهون رجلا لا يخاف فانا احب الموت كما تحبون الحياه".