المحتوى الرئيسى

بالملِّيمتر (3) | للعدالة وجوهٌ كثيرة !

07/11 13:40

كان نقاشاً طويلاً حقاً ، وحاداً حقاً ، بين لويجي ، ذاك الشاب الذي يعشق الإنتر بجنون ، وبين الثنائي مارتشيلّو وكارلو ، صديقان يعشقان يوفنتوس للوريد كما يقولون.

فعلى قدمٍ وساق ، مضى الثنائي اليوفينتيني بالإنتماء يؤكدون أن بطولاتهم 30 بطولة بالدرجة الاولى بالدوري ،  وأن النجمة الثالثة بالقميص حق شرعي وطبيعي للسدية العجوز التي لم تجني على أحد أكثر من البقية ، كانوا على ثقة ويقين أن الكل بإيطاليا لم يكن للأمانة صالحاً ، فهذا تحدث مع بيرجامو وذاك تحدث مع كارارو ، لكن كلمات الإنتريستا لويجي كانت لعمري بائسة يائسة ، ومليئة أيضاً بالذكريات التي إنسابت أمام ناظريه.

ما بين لقطتي يوليانو وويست .. فوارق !

هي مباراة الإسبوع الـ31 ، أي قبل ختام البطولة بثلاث أسابيع فحسب ، كانت في السادس والعشرين من إبريل نيسان لعام 1998 ، وكانت بتحكيم حكم إيطالي هو بييرو كيتشاريني ، بييرو كانت في منتصف العقد الخامس من العمر أي كانت هذه المباراة في آخر سنوات مشواره التحكيمي ، بل كانت مباراة التقاعد كأكبر مباراة سيُحكمها لما لا وهو "لا ديربي دي إيتاليا" !

إنترنايزونالي دخل هذه المباراة وهو في الوصافة بـ65 نقطة ، بفارق نقطة وحيدة عن يوفنتوس المتصدر بالترتيب وقتها ، وحتى النهاية !

يوفنتوس دخل بقوة هذه المباراة وتقدم بالنتيجة بفضل هدف من مجهود فردي من إل بينتوريتشيو دل بييرو ، الملك دل بييرو في لقطة الهدف إنطلق بالدقيقة 21 وتوغل وتلاعب بالمدافع سيلفاتوري فريسي قبل أن يُرسل الكرة بقدمه اليُسرى في شباك باليوكا ، هدف لليوفنتوس والبطولة تقترب.

الإنتر حاول كثيراً للعودة وإعادة حلمه بالفوز باللقب بعد غياب 9 سنوات ، حاول عن طريق ركلة ثابتة لرونالدو وتسديدة من الأفعى الفرنسية "اللا سيربينيه" يوري دجوركاييف ، توغل آخر بداية الشوط الثاني من إل فينومينو البرازيلي رونالدو ، القادم بالصيف السابق بعام 1997 بـ19 مليون باوند بعدما حصد وصافة سباق الكرة الذهبية ، ولكن بهذه اللقطة لم يشفع كل هذا لرونالدو الذي سدد بيسراه للخارج ولا جديد ، لاتزال كل الأقدار مائلة ناحية يوفنتوس بسبب هدف الأيقونة دل بييرو.

لكن مهلاً ، فالقصة لايزال بها بقية ، فالدقائق تمر والإنتر يُحاول حتى حانت لحظة من تلك اللحظات التي تشعر فيها أن الكلمات ربما لن تكون ذات جدوى ، بالدقيقة 70 قاد التشيليّ إيفان زامورانو والملقب برأس الهوليكوبتر ، هذا الرجل صاحب تقليعة 8+1 في رقمه الخلفي بالقميص ، لكنه لم يكن قد فعلها بعد ، فعلها بالصيف التالي بعام 1998 عندما منح رقمه 9 للظاهرة رونالدو ، تماماً مثلما منحه تلك الكرة في الدقيقة 70 !

رونالدو وبعد تمريرة زامورانو إنطلق بشكل عرضي صوب مرمى الحارس أنجيلو بيروزي بمناطق يوفنتوس ، وقبل أن يُهيأ الكرة لنفسه لتسديدها صوب مرمى السيدة العجوز ومنح فريقه هدف تعادل غالٍ ونفسي وجد المدافع العملاق طولاً مارك يوليانو يتصدى له بيده وأقدامه ، كرة لا تجد هناك إثنين يختلفان على أنها ركلة جزاء زرقاء وسوداء ، لكن الحكم كيتشاريني أمر بإستمرار اللعب ، لا يوجد شيء !

 العجائب إستمرت بذات الدقيقة بعدما شتت دفاع اليوفنتوس الكرة ، وسط إعتراضات وصرخات من لويجي سيموني مدرب الإنتر واللاعيبين جميعهم بأرضية ملعب الديلا ألبي ، لتصل الكرة للمتوسط الهولندي صاحب العوينات الشهيرة إدجار ديفيدز الذي مرر مباشرة لأنجيلو دي ليفيو على الناحية اليُسرى ، دي ليفيو لمح دل بييرو يتقدم لمنطقة الجزاء فمرر له مباشرة ووضعه في مواجهة مع المدافع النيجيري تاريبو ويست صاحب الشعر الأخضر ، ومن خلف ويست كان هناك باليوكا.

والحقيقة أن ويست وقتها كان يملؤه الغضب والحنق ، فما حدث بمنطقة الجزاء الأخرى غير معقول ، هذا الحكم إما أنه ليس هناك ضميراً لديه أو أنه لن يحتسب شيء بمنطقة الجزاء ، حسناً ، كلمات ويست لنفسه كانت "هذه الركلة بكل الغضب مني لصدر المسكين دل بييرو ، ركلة جزاء واضحة ، لكن هناك ومنذ لحظات واحدة مثلها في الوضوح ومن العدل ألا تحتسب شيئاً الآن !"

لكن كيتشاريني كان مليء بالمفاجآت بهذا اليوم ، فالرجل فعل الأغرب وصفر وإحتسب لركلة جزاء ليوفنتوس ، ركلة جزاء وجد بعدها سيل من الغضب من زامورانو ورونالدو وويست الغاضب بل ووجد المرب جيجي سيميوني يُريد أن يفتك به ولا ننسى باليوكا الذي كان على شفا أن يعتدي على الحكم ، باليوكا يومها ذهب للدكة الاخرى وتحرش وتلاسن بمارتشيلّو ليبِّي رجل الدكة الفنية ليوفنتوس ، قال له كلمات جعلت ليبي يُقصيه فوراً بعدها بعامين من حراسة الإنتر ويبيعه لبولونيا ، ولكن هذا حدث عندما ذهب مارتشيلّو لتدريب الفريق اللومباردي.

باليوكا يومها ، وبأقدامه ، تصدى لركلة المتخصص دل بييرو الذي قيل أنه سدد الكرة "ببعض تأنيب الضمير" كانت هي ركلة الجزاء الرابعة التي يُضيعها دل بييرو بمشواره الذي شهد حتى الآن إضاعته لـ13 ركلة فقط بظل تنفيذه الناجح للكثير ، لكن يومها دل بييرو أضاع وباليوكا السبب ، والجرح لم يلتئم !

باليوكا بعد المباراة خرج بتصريح شهير للغاية حول العدالة بالكرة الإيطالية والمشاكل بين الثنائي الكبير يوفنتوس وإنتر ، باليوكا قال : "يوفنتوس فريق كبير ، كبير جداً ، هو لا يحتاج للتحكيم للفوز بالإسكوديتو !".

للعدالة .. وجوهٌ كثيرة !

يقولون أن هناك وجوهاً كثيرة للعدالة ، ويقولون أيضاً أن أحد وجوهها آنذاك ، هو هذا الوجه بالذات !

لمشاهدة كل اللقطات المُشار إليها بالمقال ، لقطتي يوليانو و ويست : إضغط هنا و إضغط هنا

لمزيد من الحلقات من (بالملِّيمتر) : إضغط هنا

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل