المحتوى الرئيسى

"كلمة" تصدر ترجمة العربية لـ"حوارات مع ليوكو"

07/10 02:21

اصدر مشروع "كلمه" للترجمه التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافه الترجمه العربيه كتابا بعنوان "حوارات مع ليوكو" للشاعر والروائي الايطالي الراحل تشيزري بافيزي، ونقله للعربيه موسي الخميسي.

ويعتبر تشيزري بافيزي احد ابرز الشعراء الايطاليين المعاصرين، لتاثيره البارز علي حركه الشعر الحديث الذي يعده بعضهم خلاصه لكافه الحركات التي سبقته، وطليعه متميّزه لمن اتوا بعده، فقد صيّر بافيزي فكره الموت، في كلّ نتاجاته الروائيه والشعريه، معادلاً للحياه، عاكساً من خلالها سؤال الوجود المؤرق للانسان. ظلّ بافيزي متوارياً وراء قصيدته، يتفيا تحت ظلّ الموت الذي يرتقبه ويحاوره ويحمله، حتي لحظه المواجهه الفاجعه مع الموت في 1950 مفجّراً بذلك نبته الموت الكامنه فيه.

واتّسم شعر بافيزي بالغنائيه الحزينه التي تقوم علي مزيج من الايقاع خارجي متمثّل ببناء الحكايه واسلوب عرضها، وداخلي متجلّ في صوت العاطفه المفجع. كما تتّصف معظم قصائد الشاعر بالقصصيه، ولو انها تنزع في الغالب نحو الخلاص وتتبّع اسلوب الحكواتي السردي الذي يصاحبه الحوار والترميز.

هذا الكتاب الذي نُشر لاولّ مره عام 1947، ثم اُعيد نشره في العديد من المناسبات، اعتبره صاحبه اهم عمل يغوص في عمق الاسطوره، ليفكّ رموزها الساحره.

يتالّف من خمسه وعشرين حواراً، اتسمت لغتها بالسلاسه والوضوح، فقد رسمت حالة من الاحساس بالحدث يدعو الي التفكير والتامل. حيث تبحر حواراته في اعماق الميثولوجيا والاساطير اليونانية القديمه، من اوديب وتيريزي الي كاليبزبو واوديسيوس، ولاروس وثانتوس، الي اخيل وبيتروكلس... الخ. انها حوارات متوهجه تاتي بمثابه الدعوه الشعريه لمناقشه العلاقه بين الانسان والطبيعه، الانسان ومصيره.

ويغوص الشاعر من خلال هذه الحوارات التي كتبها بلغه مبسّطه، مناجيه حياه الانسان المعاصر، في اسرار الموت والحياه، اسرار الالم والمعاناه، والحزن والفرح، معينه في ذلك الاسطوره القديمه.

وموضوعات الكتاب متعدّده بتعدّد الحوارات، حملت عناوين رموز الاساطير اليونانيه القديمه: الحياه، الموت، الحبّ، الفناء، الفضيله، الوفاء، الصداقه، الحنين، الانكسار، الضعف، الخيانه، التضحيه... الخ، كلها غايات مثلي متباينه في كل العصور التي عاشها الانسان، ان بلوغ كل منها يحتل منطقه واقعه بين اللحظه، الحياه، المستقبل، النهايه.

ويوضح المترجم ان المؤلف سعي عبر تلك الحوارات الي رسم الغايات المثلي للزمن الذي يحيا فيه الانسان، موقناً انه من غير الممكن اطلاقاً بلوغ الجميع تلك الغايات. ففي كل حوار من هذه الحوارات هناك محاوله للعثور علي اسرار مّا للفكره، وليس من الصعب علي القارئ سبر اغوار ما اراد الشاعر بافيزي كشفه، فهي حاله مكاشفه، ترتقب من الانسان ان ينضج ويتنوّر روحياً، وهذا يستلزم ان يمتلك ايماناً قوياً بروحه.

وان الكتاب سَفرٌ نحو العوالم الداخلية، يؤمن فيه الشاعر ان كل رحله تنتهي بالعوده، ما يعني ان الادب الحقيقي لم يفقد وظيفته العظيمه علي الاطلاق. هذه الرحلات (الحوارات) ما هي الا اسفار رمزيه، تؤكد حقيقه الانسان الذي متي وجد نفسه فهو يستانف البحث عن روحه، لهذا يستبطن "حوارات مع ليوكو" مغزي حقيقياً لدور الانسان في الحياه، ينحصر في السعي من اجل اغناء الروح، واذا استطاع احدهم بلوغ هذا الزمن الفاصل بين الميلاد والموت، علي عسره، يكون وقتها قد قدم فائده مّا الي الانسانيه.

من اجل جعل نتاج هذا المبدع، الذي وضع بصماته الابداعيه علي مسيره الشعر الايطالي المعاصر، مفتوحاً علي لغتنا العربيه، انجز المترجم هذه الترجمه بعد معايشه حميمه لهذه النصوص. لم يتوان فيها عن اللجوء الي الترجمه الحرفيه في احيان راي انها لا تضر بالنص المنقول، كما حرص من جانب آخر علي اختيار المفردات الاكثر قدره علي استنطاق روح النص، من اجل تقديم العمل بكل تفاصيله الصغيره بعيداً عن الحرفيه.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل