المحتوى الرئيسى

الأديب الكبير يعاني من المرض والخرف - غارسيا ماركيز.. قصة موت غير معلن

07/09 15:29

لم يبلغ الروائي الكولومبي الشهير غابرييل غارسيا ماركيز المائه عام بعد، ولم يمض عمره الذي تجاوز الثمانين في عزله، كما في ايقونته الادبيه التي اهلته لنيل جائزة نوبل للآداب. لكن الاديب الكبير دخل متاهه الخرف مبكرا نسبيا، هذا الداء القرين للعائله كما اكد شقيقه خايمي في تصريحات نقلتها وسائل اعلام كولومبيه.

تصريحات شقيق الروائي الاشهر جاءت علي هامش مؤتمر في منطقه كارتاخينا الساحليه الكولومبيه، واوضح فيها خايمي ماركيز ان شقيقه يعاني من مشاكل في الذاكره، وقد شعر باولي اعراض الخرف عام 1999 عندما عاني من مرض السرطان الذي نجا منه. وقد سرّع العلاج الكيميائي الذي تابعه للقضاء علي المرض من العمليه لديه، قبل ان يؤكد ان العائله جميعا تعاني من الخرف، وانه شخصيا يعاني بعض المشاكل والاضطرابات.

"في اعمال ماركيز يلج القارئ مناخات ادبيه سحريه تعلو فوق الزمان والمكان، لتلامس افقا انسانيا رحبا في نصوص حبلي بعجائب الاحداث وغرائب الواقع والمشاعر المتدفقه والمفاجات الكثيره والشخصيات المتنوعه"

الكاتب الكبير المسكون بالحب والجمال -والذي لم ينشر شيئا جديدا منذ اعوام عديده- ادخل القراء عبر اعماله الروائيه في عالم مترع بسحر الادب، اذ يراوح بين ذلك الخيط الرفيع من الواقع والخيال المدهش.. احتفل بعيد ميلاده الخامس والثمانين في مارس/اذار الماضي برفقه اصدقاء له من الفنانين والكتاب في احد احياء جنوب العاصمه المكسيكيه مكسيكو، اين يقيم مع زوجته منذ عام 1961. وترددت انباء بشان تردي وضعه الصحي منذ وقت طويل.

ورغم سطوه المرض بقيت روح المبدع لدي ماركيز متقده وحيه، فكتب رساله وداع حارّه الي محبيه انتشرت عبر الانترنت وتناقلها عشاقه ومريدوه. يقول فيها "لو وهبني الله حياه اطول لكان من المحتمل الا اقول كل ما افكر فيه، لكنني بالقطع كنت سافكر في كل ما اقوله.. كنت ساقيّم الاشياء ليس وفقاً لقيمتها الماديه، بل وفقاً لما تنطوي عليه من معان.. كنت ساثبت لكل البشر انهم مخطئون لو ظنوا انهم يتوقفون عن الحب عندما يتقدمون في السن، بينما هم في الحقيقه لا يتقدمون في السن الا عندما يتوقفون عن الحب..".

رساله مفعمه بالحب والدعوه اليه، وهو توجه اصيل في اعمال اشهر ادباء اميركا اللاتينية، الذي كشف في سيرته "اعيش لاروي" ان القصه التي الهمته روايه "الحب في زمن الكوليرا" هي قصة حب ابيه لامه، وفي هذا يقول "ان هذا الحب في كل زمان ومكان، ولكنه يشتد كثافه كلما اقترب من الموت"، ولهذا كان الحب هو الثيمه الاساسيه في واقع مليء بالحروب الاهليه والاوبئه ورائحه الموت المنبعثه من كل مكان".

عُرف ماركيز باكثر رواياته شهره وهي "مائه سنه من العزله"، اذ تُرجمت الي ثلاثين لغه وبيعت منها اكثر من ثلاثين مليون نسخه عبر العالم.

مع صاحب "قصه موت معلن" يلج القارئ مناخات ادبيه سحريه تعلو فوق الزمان والمكان، لتلامس افقا انسانيا رحبا في نصوص حبلي بعجائب الاحداث وغرائب الواقع، والمشاعر المتدفقه والمفاجات الكثيره والشخصيات المتنوعه.

"ماكوندو" في "مائه عام من العزله" هي تلك القريه المعزوله التي تنبثق فجاه -مثل وادي العيون في مدن الملح لعبد الرحمان منيف- ثم تختفي وتعود الي العزله الابديه. ياتي اليها الجميع وبينهم العرب باختراعاتهم وعلومهم، والباحثون عن المعرفه والاستعمار والشركات الاحتكاريه الأميركية والمبشرون.. القريه التي تنطلق منها شراره ثوره الاحرار ضد المحافظين، مذكرا بثوره سيمون بوليفار ضد الملكيه الاسبانيه والذي كتب ماركيز سيرته في روايه بعنوان "الجنرال في متاهه".

روايته "خريف البطريرك" مثلت قصيده ادبيه مذهله ضد الدكتاتوريه وحكم الفرد الذي عشش في عدد من بلدان اميركا اللاتينيه، جاءت باسلوب يجمع بين الموسيقي والشعر والمشهديه السينمائيه، حكايه دكتاتور كلّي الوجود وسلطته ابديه ايضا، يعلن حاله حرب ضد الجميع ويصفي كل منافسيه وخصومه وفق مقوله "عاش انا"، غير انه في النهايه يجد نفسه في مواجهه الموت، لتهب نسائم التحرر.

ماريو فارغاس يوسا يفوز بجائزة نوبل للأدب

روايه ''وراء الفردوس'' - اسرار عائله علي ضفاف النيل

الترجمه في مجتمع بلا معرفه

ورغم ان ماركيز اشتهر روائيا فانه بدا حياته صحفيا مثل الروائي الاميركي أرنست همنغواي، وعمل مراسلا في عدد من البلدان الاوروبيه، وكتب ايضا القصة القصيرة والشعر، وهو الذي اعطي ادب اميركا اللاتينيه زخما وشهره كبيرين، وكان رابع اديب اميركي لاتيني يحقق جائزه نوبل (1982) بعد ميسترال واوستاريس وبابلو نيرودا.

قدم ماركيز عام 2002 سيرته الذاتيه في جزئها الاول بعنوان "اعيش لاروي"، اذ تناول فيه حياته حتي عام 1955. وحقق الكتاب في نسخته الاسبانيه مبيعات كبيره، ونشرت الترجمه الانجليزيه لمذكرات ماركيز علي يد الصحفي الاميركي ايدث غروسمان عام 2003، كما نشرت روايته الجديده "ذكريات غانياتي الحزينات".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل