المحتوى الرئيسى

أمريكا وحقيقة ما جرى في العراق

07/04 15:10

اثناء تجوالي في فضاء الانترنت قرات خبراً مكتوباً بالمانشيت العريض علي احد المواقع الالكترونية بعنوان: "بدات زوجات عده جنود سابقين في الجيش الأمريكي حمله للتعري لدعم ازواجهن المصابين بامراض اضطراب نفسي بعد عودتهم من حرب العراق".

امام هذا المانشيت اخذت اضع اسئله في فضاء عقلي، ما حقيقه الاحداث التي واجهت الجنود الامريكيين اثناء غزوهم العراق؟ وما الاحداث التي عصفت بنفسياتهم لكي تظل تلك الذاكره راسخه باذهانهم؟

قال الدكتور "الكسيس كاريل" الحائز علي جائزة نوبل في الطب: "ان رجال الاعمال الذين لا يعرفون كيف يقاومون القلق يموتون مبكراً"، وعلي ما يبدو فان غزو العراق كان حمله لرجال الاعمال ومفاجاه مقلقه لهم، الا ان الذي دفع الفاتوره هو الشعب العراقي.

المطلوب امام تلك الاسئله ان تتعري الملفات الامريكية من سريتها، بدلاً من التعري بجسد يظهر المفاتن والاغراء امام غريزه ذكوريه تتماهي علي جسد ساتي، وبدلاً من نفض الملابس وخلعها يجب نفض الغبار عن تلك الملفات لنعرف الوقائع والارقام المكدسه في حقائب رجال الاعمال.

مروراً بما ذكر اعلاه.. هناك سؤال يطارد الجميع، ما الذي حصل في العراق؟

لغايه الان لا يعرف اي احد منا ما الذي حصل هناك، ولكننا نعرف ان البيت الابيض ما زال يتكتم علي تلك الحقيقه، وما زالت الارقام تتوارد بنسبه تصاعديه علي النحو التالي: الاف الجنود الامريكيين مصابون بامراض نفسيه، الاف الجنود الامريكيين بين قتيل وجريح، مئات الالاف من العراقيين بين قتيل وجريح، اكثر من مليون طفل عراقي ولدوا مشوهين جراء الاسلحه الامريكيه! والقائمه طويله!

ليست امريكا وحدها هي التي تتكتم علي هذا الجزء من الحقيقه في محاوله لمسحه من الذاكره، بل الحكومه العراقيه صامته هي الاخري، والشريك الاكبر في ذلك هو المجتمع الدولي.

ان كانت تلك النساء يردن التعري تضامنا مع ازواجهن الذين غزو دجله والفرات، فمن سيتعري لاجل فتح تلك الحقائب، لكي نعرف الدمار الذي حل وما زال يحل في العراق، فالحضاره العراقيه اصبحت في خبر كان!، والاقتصاد جمله خبريه ضاعت بين ممرات المفعول به!، والطائفيه دخلت عالم التربيعات والتكعيبات!

المضحك المبكي بعد هذا الدمار والهلاك الذي حل بالعراق هو ان تخرج علينا الصحف الامريكيه والبريطانيه بخبر مفاده ان "تقرير لجنه بمجلس الشيوخ الأمريكي، وفي سابقه هي الاولي من نوعها، يوجه اللوم بشكل مباشر الي الرئيس الأمريكي جورج بوش وادارته بتهمه اساءه استخدام المعلومات الاستخباريه لغزو العراق".

امام هذا الخبر الخجول اتذكر عالم النفس وليم جيمس حينما قال: يبدو لنا ان الفعل يعقب الاحساس، ولكن الحقيقه ان كليهما يمشي جنباً الي جنب، فاذا سيطر علينا الفعل الذي يخضع مباشره للاراده امكننا بطريق غير مباشر ان نسيطر علي الاحساس".

وعلي الرغم من اعتراف لجنه مجلس الشيوخ باخطاء بوش في محاوله لطمس ومحو ذاكره العراق من مخيله العقل الدولي، وفق قاعده بناها العالم النفساني الفرد اولر مفادها: ان من اروع مزايا اي انسان، مدي قدرته علي تحويل السالب الي موجب.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل