المحتوى الرئيسى

فيديو.كوهين يسخر بـ"الديكتاتور" من الحكام العرب

06/28 19:18

تترات فيلم «الديكتاتور» تقدم تحيه خاصه «لكيم جونج لي»، وقد يعتقد البعض ان هذه التحيه، هي تكريم له او تذكره للمشاهدين به، وخاصه وان الفيلم او اي فيلم يصبح بعد ذلك وثيقه تاريخيه تبقي مدي الحياه، ولكن بعد ان تبدا احداث الفيلم الذي قام بتاليفه واداء دور البطوله فيه «ساشا بارون كوهين»، سوف تكتشف ان ذكر امس «كيم جونج لي» هو نوع من التهكم والسخريه، من ديكتاتور كوريا الشماليه، الذي مات العام الماضي، بعد ان ورث الحكم لابنه!

وكان قد بدا حكمة لجمهوريه كوريا الشماليه خلفا لوالده، الذي توفي عام 1994، وقد شغل كيم جونج لي، كما يفعل كل ديكتاتور، كل المناصب الهامه في بلاده، فهو قائد الجيش، ورئيس الحزب الحاكم، والقضاء والشرطه، باختصار لقد جمع في يديه كل خيوط اللعبه، كل السلطات، وامتد نفوذه لتشمل كل مؤسسات الدوله، ومثل كل ديكتاتور اصبح يوم ميلاده، من الاعياد الوطنيه التي تعطل فيها الوزارات وتتوقف الاعمال ليحتفل الشعب قهراً، بهذه المناسبه السعيده!

التقط الممثل الامريكي اليهودي ساشا بارون كوهين، حاله الديكتاتور، وقرر ان يقدم عنه فيلما، وقد استحضر عده نماذج من الحكام العرب، كلهم يحملون لقب ديكتاتور مع مرتبه الشرف، منهم صدام حسين، الذي يحمل حافظ علاء الدين «اسم الشخصية» الكثير من صفاته، مخلوطه ببعض ملامح وصفات القذافي وخاصه ما يتعلق ببعض تصرفاته التي كانت تثير الضحك والسخريه بقدر ما تثير الرثاء، ليس لحاله ولكن لحإل ألبلد الذي يحكمه، سوف تجد في الفيلم، ملامح كثيره من مسرحيه «الزعيم» التي قام قدمها عادل امام لاكثر من عشر سنوات، والحكايه ليس فيها اي عجب لانها ماخوذه من نص اجنبي، قامت عليه كثير من المعالجات السينمائيه والمسرحيه في مصر والعالم، وهي فكره الحاكم الديكتاتور الفاسد الذي يقتل او يموت، ويتم استبداله ببديل يشبهه، يحاول هذا البديل الاصلاح، ولكنه يكتشف ان هناك شبكه عنكبوتيه من المصالح والمفاسد تعوقه عن تحقيق حلمه في الاصلاح، حدث هذا في فيلم نجيب الريحاني «سلامه في خير»، و«صاحب الجلاله» فريد شوقي، كما قدمت السينما الامريكية فيلم «ديف» بطوله كيفين كالكين، وسيجورني ويفر!

حاول «ساشا بارون كوهين» الدعايه لفيلمه، الديكتاتور، من خلال حضور حفل الاوسكار، الذي اُقيم في فبراير الماضي، وارتدي ملابس الجنرال علاء الدين الديكتاتور العربي، بلحيته الكثيفه التي تشير الي بن لادن، ولكن المشرفين علي حفل الاوسكار، رفضوا حضوره بهذا الزي، الذي يعتبر اعلاناً صريحا لفيلمه الذي كان لم يعرض بعد، واكتفي «ساشا بارون كوهين» بالتواجد علي السجاده الحمراء امام كاميرات التليفزيون، وعدسات مصوري الصحف والمجلات الذين يبلغ عددهم بالالاف في هذا اليوم المشهود! وحقق الفيلم الذي عرض في منتصف مايو الماضي، ايرادات معقوله، ولكنها تقل عن ايرادات افلامه السابقه «بورات» و«بورنو»، رغم انه يعتمد في معظم افلامه علي ثلاثه عناصر مهمه في تفجير الكوميديا، منها السخريه الشديده من «التابوهات» التقليديه مثل الجنس والدين والسياسة، واطلاق اكبر كم من الافيهات «الابيحه»، مع بعض النقد للسياسه الامريكيه في الداخل والخارج! انها تلك الكوميديا الخشنه التي تميز بعض نجوم امريكا اليهود!

احداث الفيلم تم تصويرها في ارتيريا، رغم ان الاحداث تؤكد انها احدي الدول العربية التي تمتلك حقولا للنفط، الذي تريد امريكا ان تضع يدها عليه، والجمهوريه الوهميه اطلق عليها ساشا كوهين اسم «واديا» وحاكمها «علاء الدين» ورث الحكم عن والده، وهو دكتاتور مخبول ومهووس، لايطيق ان يعارضه احد، وقد حكم بالاعدام علي عشرات من اهم علماء بلاده، لاسباب غايه في التفاهه، ومثل صدام حسين، فهو يستيعين باكثر من بديل خوفا من محاولات اغتياله المتكرره، ويشبه القذافي في انه يستعين بجيش من الحرس النسائي لحمايته، اما وزيره ونائبه ويلعب دوره «بن كنجسلي» فهو كما العاده في معظم الافلام التي تتناول بطانه الديكتاتور، فهو يتامر ضده، ويسعي للتخلص منه، ووضع بديلا له ينفذ رغباته، ويحقق مصالحه ويمنحه مزيدا من النفوذ!

يسعي علاء الدين لامتلاك الاسلحة النووية، ويواجه مثل صدام، اتهاما بانه مصدر خطر للدول المجاوره وخاصه اسرائيل، ويذهب علاء الدين الي امريكا، لالقاء كلمه في الامم المتحده، يؤكد فيها كذبا انه سوف يسخر السلاح النووي في خدمه البشريه وليس تدميرها، ولكن يحدث ما يغير من الخطه، ومن مسار حياه هذا الدكتاتور، الذي يجد نفسه مخلوعا من مكانته، نتيجه مؤامره من نائبه الذي وضع مكانه البديل، اما الدكتاتور علاء الدين فهو يضطر لاخفاء هويته والتخلي علي لحيته الطويله، حتي ينجو من ملاحقه اعدائه، ولكنه يجوب شوارع امريكا وهو لا يملك وسيله لكسب الرزق، ويتعرف علي فتاه تمتلك متجرا يبيع المنتجات الغذائيه الطبيعيه، التي تخلو تماما من التدخل الكيميائي، بالاضافه لكونها احدي المناضلات في منظمات حقوق الإنسان التي تحارب التمييز العنصري، وتتعاطف الفتاه مع علاء الدين دون ان تعرف شخصيته الحقيقيه، معتقده انه لاجئ سياسي، وهارب من جحيم الحكم في بلاده، ويتعلم منها بعض فنون الحياه، ويتعلق بها عاطفيا، ويكتشف وهو في امريكا وجود بعض من اصدر عليهم حكما بالاعدام، ويتاكد ان اومره باعدامهم لم تنفذ، والغريب ان احد هؤلاء العلماء يتعاطف معه، ومع ما ال اليه حاله، ويتفق معه علي اعادته الي كرسي الحكم واحباط خطه نائبه، الذي كان قد تعاقد مع الامريكان علي منحهم حقوق استغلال البترول في بلاده، مقابل اعلان الديمقراطيه «الوهميه» وعمل انتخابات نزيهه!! لوقف تدفق الثوره ضد الحكم الديكتاتوري في بلاده، وفي هذا يقول في حوار ظريف لاحد معاونيه، لقد قررت ان امنحهم الديمقراطيه ولكن علي طريقتي، بعد ان شاهدت بعيني نهايه صدام حسين، والقذافي، ومبارك، ولا اريد ان اصبح الحاكم الرابع الذي يطيح به شعبه من علي كرسي الحكم!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل