المحتوى الرئيسى

الألعاب القديمة.. أساطير وعادات وتقاليد بالأوليمبياد - أهرام سبورت

06/28 15:26

بين القصص الخياليه والهدنه العسكريه التي انبتت سلاما وتنافسا شريفا ترتبط بدايه المباريات الرياضيه او كما تسمي "الالعاب الاولمبيه" التي كانت تمتحن القوه والمرونه والسرعه لدي المشتركين. والتي كانت تجري في مدينه اولمبيا احدي المدن الاغريقيه القديمه - باساطير خياليه وروايات رائعه كثيره، تستمد من افقها الواسع وفروعها المتشعبه جوانب الحكمه والطرائف في ان واحد.

ومنها ما كان يروي عن ان زيفس اله السماء قاتل والده كرون اله الارض قتالا مريرا حتي انتصر عليه وصار السيد المطلق للارض والسماء... وكلل انتصاره باقامه اعياد كانت تجري خلالها الالعاب الرياضية التي اطلقت عليها تسميه "الألعاب الأولمبية القديمة".

وذكرت روايه ثانيه ان هيراكلس هو مؤسس الالعاب الاولمبيه بعد انتصاره علي القيصر الظالم والبخيل افجي... وتعود الشهرة له كمؤسس اول اطلق علي المناسبه اسم "اولمبيه"، وحافظ علي تقاليدها واقامتها كل سنه خامسه لانه هو واخوته كان عددهم خمسه.

ومن الاساطير الشعبيه الشائعه في ذلك العصر يقال ان القيصر الاليادي اوتوماوس اخبر بواسطه الالهه بانه سيقتل علي يد صهره زوج الاميره هيبوداميا، والتي تقدم لها خطاب كثر نظرا لجمالها وفتنتها... لكن القيصر الشجاع اقترح علي كل متقدم لخطبه ابنته ان يبارزه في سباق العربات علي الاحصنه الاربعه، وشروط المبارزه كانت قاسيه جدا. اذ انها تتيح للخطيب الزواج من الاميره وتتوجه قيصرا في حال انتصاره... ويقطع راسه فورا في حال هزيمته.

وتمكن القيصر اوتوماوس من تزين قصر الامير برءوس ثلاثه عشر من الخطاب المنهزمين... كيف لا وخيوله كانت هديه من إله الحرب لذا فان انتصاره مؤكد لا شك فيه. غير ان الخطيب الرابع عشر الملك بيلوبس تفوق في المبارزه، وفي نهايه السباق انقسمت عربه القيصر بخروج احدي عجلاتها وكانت علي سرعه عاليه اودت بحياه القيصر وتحققت الاسطوره.

واحتفالا بالنصر والزواج اقيمت المهرجانات وتخللتها المباريات الرياضيه، اذ اصبح بيلوبس سيدا علي مقاطعه الالياد بما فيها اولمبيا، وقرر تخليدا للمناسبه اقامه الالعاب مره كل اربع سنوات وحدد مكانا لها بجوار مدينه اولمبيا في اكبر شبه جزيره يونانيه سميت بلوبونيز تيمنا باسم القيصر المتوج.

وهناك بعض الروايات قيام قيام الاعياد الرياضيه الي تحالف حصل بين ايفينوس ملك ايليس وكليوستينس ملك بيزا وليكورجوس ملك اسبرطه. اذ ان اليونان كانت تعيش النزاعات والصراعات الداخليه بين مقاطعاتها، وجاءت "الالعاب المقدسه" لتوقف الحروب طيله مده اقامتها. ومن الاثباتات الملموسه وجود نص عن المعاهده التي حصلت وقتذاك بين القاده المذكورين علي صحن من البرونز حفرت عليه بنودها، ومحفوظ حتي تاريخه في متحف اولمبيا.

وجاء في احدها "اولمبيا مكان مقدس، من يتجاسر علي دخوله وسلاحه في يده، يكون قد انتهك حرمته".

واقيمت الالعاب القديمه الاولي عام 776 قبل الميلاد، لكن يرجح تنظيم مباريات رياضيه محدوده في اولمبيا قبل ان تستقطب متنافسين من المقاطعات اليونانية القديمة.

وحددت مده العيد الاولمبي، كما كان يسمي، بشهر واحد يبدا مع اكتمإل ألقمر في اخره شهر من فصل الصيف، ويحتفل فيه كل 1416 يوما، وهو الرقم الذي يؤلف السنه الاولمبيه في اليونان القديمة... خلال " الشهر المقدس".

تسود قوانين محدوده، فيعلن السلام المقدس وتتوقف اشكال الحروب والمنازعات كلها علي اختلافها. ويلتقي اعداء الامس في الساحات الرياضيه يتصارعون، يتبارزون بروح رياضيه، متنافسين علي القاب الشرف: الاقوي - الاسرع - الاعلي.

وكان اجتياز أمتحان القبول للمرشحين للتنافس في الالعاب عملا شاقا، اذ لا يكفي ان يكون المرشح حرا اي مواطنا يونانيا لانه كان يحظّر علي العبيد او البربري بالاشتراك - بل عليه اجتياز مرحله تحضير لا تقل مدتها من 10 الي 12 شهرا يمثل في نهايتها امام لجنه امتحان من الالياديين الصارمين... بعدها يخضع الناجحون لتاهيل جديد لمده شهر.

وكانت النزاهه اهم صفات المتبارين، فاذا ضبط احدهم بجرم الغش يدفع الثمن غاليا. واذا انتهت الالعاب واعلنت النتائج ثم تبين الغش يجرد المخالف من اللقب ويعاقب جسديا بقسوه، ويفقد حقوقه المدنيه.

وتضمن برنامج الالعاب القديمه مباريات الساحه والميدان (العاب القوى). فهناك الجري من المرحله الواحده وطولها 192،27 م حتي سباق الـ 24 مرحله (نحو 5 كلم).\nوالوثب الطويل ورمي الرمح ورمي القرص والمصارعه وسمي مجموع هذه المنافسات بـ "الالعاب الخماسيه" (بنتاتلون)... والمميز ان الرياضي في حالة الجري او الوثب كان عليه ان يحمل في يديه ثقلين من الحديد او الحجر لاعتقاده انهما يساعدان في زياده السرعه والوثب الابعد.

ولم يكن للمراه دور في الالعاب القديمه، حتي انه حرح عليها مشاهده المباريات. وكان جزاؤها الموت لو حضرت بشكل كمتفرجه فقط ربما لان المشاركين كانوا يتبارون عراه. لكن كان للنساء الحق في امتلاك عربات وخيول واشراكها في الالعاب.

ومن النوادر الملفته بعض العادات التي اتبعت في دورات معينه، مثلا في الدوره الـ 65 ( 520 ق.م.) فرض علي المشاركين في العاب القوي ان يكونوا مدججين باسلحتهم كامله.

ميزت الالعاب ال 37 (632 ق.م .) بمشاركه الشباب الذين تقل اعمارهم عن العشرين سنه. وسمح لهم في خوض سباقات الجري والمصارعه وبعدها في الالعاب الخماسيه. وبعد 12 عاما، باتوا يشاركون في مصارعه اللكم.

وكانت الالعاب مقتصره علي يوم واحد، وامتدت الي ثلاثه ايام في الدوره الـ  77 (472 ق.م.)، فضلا عن يومين يحتفل فيهما بتتويج الابطال. وهكذا اصبحت مده الالعاب خمسه ايام.

وشارك بعض عظماء ذلك العصر ومنهم: المؤرخ هيرودوث والناشر الخطيب ديموستين والفيلسوف سقراط، وعالم الرياضيات بيتاجور الذي توّج في المصارعه، والكاتب الاديب لوقيان.

وكان الابطال المنتصرون يتوجون امام معبد زيفس بغصن من الزيتون يقطع بمقص ذهبي من الحديقه الالهيه.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل