قائد الدفاع الجوي: انتقالنا للديمقراطية أكبر وفاء لعهد قطغه الجيش على نفسه

تحتفل قوات الدفاع الجوي بعيدها في يوم 30 يونيو من كل عام، حيث سطر رجاله البواسل واحده من اعرق المعارك العسكريه المصريه الخالده، وتحدوا الاهوال والمصاعب، واستطاعوا في ظروف بالغه التعقيد استكمال انشاء حائط الصواريخ الحصين، في انجاز تاريخي غير مسبوق مكّن قوات الدفاع الجوي من بتر الذراع الطولي للعدو الاسرائيلي، واستطاعوا في مثل هذا اليوم عام 1970 اسقاط العديد من الطائرات، واسر الطيارين الاسرائيليين.

«المصرى اليوم» حضرت المؤتمر الصحفي الذي عقدته قياده القوات الجوية للاحتفال بعيدها، واكد الفريق عبدالعزيز سيف الدين، قائد قوات الدفاع الجوي، عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحه، ان القوات المسلحة جزء لا يتجزا من الشعب المصري العظيم، تشاركه علي مر تاريخه احلامه واماله وتسعي دائما الي الوقوف بجواره في محناته وازماته، ولذلك جاء قرار المجلس الاعلي للقوات المسلحه منذ بدايه احداث ثوره 25 يناير بالانحياز للمطالب المشروعه للشعب، ووقوفه الي جانب الثوره حتي تحقيق اهدافها، وقامت جميع افرع وهيئات وادارات القوات المسلحه بتقديم جميع انواع الدعم لصالح رفع المعاناه عن افراد الشعب وتوفير الاحتياجات الاساسيه للمواطنين انطلاقا من مسؤولياتها تجاه الشعب، ثم قام المجلس الاعلي للقوات المسلحه باتخاذ جميع الاجراءات التي تضمن المحافظه علي كيان الدوله، وتم وضع خارطه طريق محدده بالتوقيتات لاتمام عمليه التحول الديمقراطي، بدءا من الاستفتاء علي التعديلات الدستوريه ومرورا بالانتخابات البرلمانيه، ثم الانتخابات الرئاسية التي شهد العالم كله بنزاهتها.

واوضح عضو المجلس الاعلي للقوات المسلحه، ان القوات المسلحه واجهت العديد من التحديات التي تمثلت في تعطيل جميع مؤسسات الدوله، وتراجع حاد في اقتصادياتها في ظل انهيار امني وانفلات اعلامي واخلاقي، لافتا الي ان القوات المسلحه كعادتها في إدارة الأزمات استطاعت من خلال خطط متكامله اعاده تشغيل مؤسسات الدوله ودفع عجله الانتاج وتقديم الدعم الكامل للمؤسسه الامنيه لاعاده الانضباط للشارع.

ولفت «سيف الدين»، الي التزام القوات المسلحه باقصي درجات ضبط النفس اثناء التعامل مع الانتقادات الحاده التي وجهت لها من بعض العناصر التي لم تدرك خطوره الوضع الذي تمر به البلاد، حرصا من القوات المسلحه علي العبور من الازمه باقل خسائر ممكنه، حتي يتم استكمال البرنامج المخطط وتسليم البلاد للسلطه المنتخبه.

واشار الفريق سيف الدين، الي ان ما تشهده مصر حاليا من احداث غير مسبوقه جاء نتاجا لثوره 25 يناير، التي استطاعت ان تنقل مصر الي عصر جديد من الديمقراطيه الحقيقيه، كما يعتبر وفاء بالعهد الذي قطعه المجلس الاعلي للقوات المسلحه علي نفسه حين تسلم سلطه البلاد في فبراير من العام الماضي بتحقيق اهداف الثوره واقامه حياه ديمقراطيه سليمه علي اسس وقواعد صحيحه، من خلال عده مراحل لاعاده تشكيل المؤسسه التشريعيه للبلاد باراده حره، مؤكدا ان مستقبل الحياه السياسيه في مصر سيكون مختلفا تماما عن ذي قبل بعدما شعر كل مواطن باهميته في صنع مستقبل وطنه وانه لا مصادره علي رايه.

وقال قائد قوات الدفاع الجوي: «ان وضع القوات المسلحه كالعهد بها دائما حاميه لمقدرات الشعب ودرع للوطن وسيف ضد اعدائه، وقد اعلن المشير حسين طنطاوي، القائد العام، رئيس المجلس الاعلي للقوات المسلحه، ان القوات المسلحه سوف تقدم نموذجا يحتذي به في المستقبل لانتخابات لم تشهدها مصر من قبل، وقد شهد الجميع بنزاهه الاستفتاء علي التعديلات الدستوريه والانتخابات البرلمانيه والرئاسيه، وسط متابعه من منظمات محليه واقليميه ودوليه اقرت بان هذا النموذج غير مسبوق في منطقه الشرق الاوسط».

واضاف سيف الدين: «القوات المسلحه وضعت طبقا لتقاليدها الراسخه خطه متكامله الاركان لتنفيذ الانتخابات، اشترك فيها جميع القيادات والهيئات والادارات والتشكيلات التعبويه لتحقيق التامين الاداري والطبي والمعنوي للانتخابات، وشاركها في تحقيق ذلك المؤسسه القضائيه الشامخه ووزارة الداخلية، وكان لهم دور ايجابي، حيث شعر المواطن باهميه مشاركته في صنع مستقبل بلاده واقدم علي ذلك بكل شجاعه وثقه في ان قواته المسلحه هي التي تدير العملية الانتخابية، وكان الاداء الراقي للقوات المسلحه مظهرا مشرفا لكل مصري اثناء تامين الانتخابات، والعبور بالبلاد للديمقراطيه الحقيقيه».

وردا علي تساؤل حول مشاركه قوات الدفاع الجوي مع باقي التشكيلات في تامين مراحل العمليه الانتخابيه دون الاخلال بتنفيذ المهام الرئيسيه لها في تامين المجال الجوي لمصر، اكد سيف الدين، ان القوات المسلحه، قامت بدور بارز ومشرف في تامين الجبهة الداخلية وحمايه المنشات والإفراد والتصدي لاعمال التخريب والقبض علي الخارجين عن القانون، ولم تدخر جهدا في تخفيف العبء عن الشعب المصري بجميع فئاته والمشاركه البناءه الحكيمه في درء جميع المخاطر والتحديات الخارجية والداخليه.

واضاف سيف الدين، ان الدفاع الجوي كاحد الافرع الرئيسيه للقوات المسلحه، وطبقا لمواقع تمركز وحداته المقاتله، فانه ينتشر في جميع ربوع الدوله، وتعمل مراكز القياده به بصوره متواصله لمده 24 ساعه، وتقتضي طبيعه عمله تواجد اطقم القتال في الخدمه بصفه مستمره سلما وحربا، الامر الذي حمّل قوات الدفاع الجوي عبء متابعه الأحداث الجارية منذ بدايتها بصفه مستمره ليلا ونهارا، وتلقي جميع البلاغات عن المواقف المختلفه، التي حدثت اثناء تلك الفتره، وتم اتخاذ الاجراءات المناسبه بالتنسيق مع اجهزه القياده العامه.

وواصل سيف الدين: «كان للدفاع الجوي دور عظيم في التصدي لجميع محاولات التخريب بالاشتراك في تامين الاسلحه والذخائر، والقبض علي الهاربين من السجون والخارجين علي القانون، اضافه الي اشتراك عناصر الدفاع الجوي في معاونه الجيوش الميدانيه والمناطق العسكرية في تامين وحمايه الافراد والمنشات المدنيه والاهداف الحيويه بالدوله، كل في نطاقه».