خاص | عن جورج كلوني والبومة الألمانية ، وإستغاثة إيطاليا بماريو !

اكمل الناسيونال مانشافت نصف عقد فرق نصف نهائي اليورو 2012 وقدم مباراه كبيره امام منتخب اليونان ، المانشافت قدم اكبر مبارياته بالبطوله وفاز برباعيه واقنع لحدٍ بعيد حتي وان كانت هناك بعض المشاكل بخط دفاعه.

وصحيح ان الارقام ليست هي كل شيء ، لكن بعرض سريع للارقام فالمباراه كان الضغط فيها لصالح الناسيونال مانشافت بنسبه 66% ، الالمان ايضاً سددوا 24 تسديده منها 14 بين الثلاث خشبات في الوقت الذي سدد فيه اليونانيين 9 تسديدات فقط نصفهم تقريبًا كان بين قوائم وعارضه مرمي الحارس البفاري مانويل نوير.

مباراه الامس تركت لديّ بعض الملاحظات ، ساتناولها هنا سريعاً قبل ان اختم بما هو قادم.

 فين ايام جورج كلوني !

مهلاً ، هذا ليس الممثل الامريكي الشهير جورج كلوني بطل فيلم سيريانا ومسلسل "ER" ، انه الحارس أنتونيوس نيكوبوليدس حارس اليونان التاريخي وبطل انجاز امم اوروبا 2004.

والحقيقه ان جماهير الاثينكي لم يعدوا يملكوا جورج كلوني بالحراسه ، افضل حارس في تاريخ اليونان لم يعد موجوداً ، وفي ديناميكيه اللعب اليوناني الدفاعي الهويه فيتحتم ان يكون الحارس قوي وفي مستوي عالٍ كمستوي انطونيوس !

والحقيقه ان نيكوبوليدس وعلي الرغم من انه كان خائناً وبـاع 15 عاماً من ارتدي فيهم القميص الاخضر لباناثينايكوس ، باعهم قبيل بطولة أمم أوروبا 2004 التاريخيه ووقع للعدو اولمبياكوس مقابل 600 الف يورو ، اي اعلي 200 الف يورو فقط من عرض الشامروك باناثينايكوس !

نيكوبوليدس الذي حصل علي تعاطف الجميع ببانثينايكوس قبـل ان يعلموا بامر التوقيع ووضع جمهور فريقه بحرب ضد الرئيس فاردينجيانيس ، كان حارساً ماهراً وخبيراً لا تقارنه ابداً بحارس كشالكياس الذي جعل اليونان "تشيل هدفين مجَّانِيَّين امام جمهوريه التشيك" والاخر سيفاكيس الحارس الذي تسبب اليوم بهدفين بشكل مباشر من اهداف المانيا ، ناهيك عن مشاركته في مسئوليه الهدف الاول الذي كان "يُمكن منعه" ، شريطه ان تكون ماهراً كنيكوبوليدس.

والحقيقه ان اليونان تملك ثلاثي حرّاس للمرمي ، الاول هو كوستاس شالكياس حـارس باوك سالونيك الذي ظل حتي حتي 2006 وكان عمره وقتها 32 عامـاً ، لم يلعب حتي بلغ هذا السن الا حوالي 150 مباراه ، اي كان يلعب يلعب منذ بدايه مشواره حوالي 10 مباريات بالعام وهو ما يُعكس حجم كارثه موهبته البسيطه وقله الاعتماد عليه ، بديله بالمنتخب اليوناني هو ميشاليس سيفاكيس الذي لم يخض سوي مباراتين مع اريس سالونيك هذا الموسم وهذا ايضاً يعكس حجم جاهزيته ، والثالث كان اليكسندروس تزورفاس حارس باناثينايكوس السابق وهو اعلاهم بالموهبه لكن نادي باليرمو الايطالي دمره تماماً هذا الموسم عندما اشتراه بالصيف الماضي بنصف مليون يورو كبديل لرحيل الحارس الاساسي سيلفاتوري سيريجو ، لكن مشاكل في التفاهم بينه وبين اللاعيبين ولاسيما خط دفاعه بالذات لانه لا يتحدث سوي اليونانية ، الامر الذي جعله يخسر المركز الاساسي لبينوسي ثم فيفيانو ويظل هو صديقاً للدكه حتي نهايه الموسم.

اليونان كما هو واضح دخلت من دون حارس مرمى بظل تطبيقها لتكتيك دفاعي يحتاج اشد الاحتياج لحارس مرمي خبير ، مثل جورج كلوني الذي لم نري حتي شبحه بالمرمي امام الخصم الالماني !

 البومه .. عنوان التالق الالماني !

قدم اللاعب الالماني الذي تنحدر اصوله من مدينه ديفرك علي الحدود بين كرستان وتركيا ، قدم مباراه كبيره بالامسيه الماضيه ، فمرر كرتين حاسمتين في لقطتي الهدف الاول والثالث وشارك بشكل مباشر في صناعه الهدف الرابع لاسيما وتمريرته المتقنه لكلوزه وضعت البومبر الالماني بوضعيه انفراد مع الحارس سيفاكيس الذي رد الكره لرويز نجم مونشنجلادباخ السابق وصاحب الهدف.

مستوي صانع العاب ريال مدردي والملقب بالبومه "ال بوهو"  ، مستواه الكبير جعل الإتحاد الأوروبي لكرة القدم يختاره رجلاً للمباراه بالكامل متفوقاً علي زملائه ممن قدموا مباراه كبيره كصاحب هدف الافتتاحيه القائد لام او حتي المزعج ماركو ريوس والخبير كلوزه.

اوزيل ، ومنذ موسم ما قبل انضمامه لريال مدريد 2008/2009 ، وقتما عوّض رحيل دييجو ريباس فعلياً بتشكيله الفيرديرانير ، ومروراً بموسميه مع الريال ، ثلاث مواسم سجل خلالها علي المستوي المحلي بالمانيا واسبانيا 45 هدف ، مرر ايضاً 70 تمريره حاسمه ، ارقام مدهشه ومذهله علي الصعيد المحلي ارفق معها ثمانيه اهداف دوليه ليقول بوضوح ، انه مارادونا المانيا والجلسنكرشن بالذات !

 مطرب الراب .. عزف منفرداً !

بالرغم من حاله السوء التي كانت بالخط الخلفي اليوناني دفاعاً وحراسه ، لكن اغلي لاعب في تاريخ اليونان كان شيئاً مختلفاً بالفعل.

والحكايه ليست لاجل هدف التعادل الذي احرزه بعزيمه واصرار كبير ، بل اصل الموضوع متعلق بمجهوده الوفير بالدفاع ووقوته بالالتحامات وعده مشاوير ماراثونيه اخري قام بها بها علي الناحيه اليُسري مستغلاً تقدم ريوس للامام ، مجهود ازعج من كان يواجهه وهو بوايتنج وازعج ايضاً من غطي علي تقدم ريوس وهو شيفاينشتايجر الذي عاني الامرين من ساماراس.

مهاجم سيلتيك الملقب بمطرب الراب والذي لعب من قبل لمانشيستر سيتي وبات معبوداً للجماهير في جلاسجو توّج مجهوده بدايه الشوط الثاني بهدف به اصرار كبير ، هدف تفوق فيه بالسرعة علي ثنائي قلب الدفاع للمانشافت بادشتوبر وهاملز وتفوق ايضاً بالحسم والقوه والاصرار علي نوير الذي حاول منع كره "ال خيسوس" ساماراس ذو الجنسيتين اليونانيه والاستراليه ، لكن المحاولات وحدها لا تكفي !

 بدنياً .. ايطاليا تستغيث ببالوتيلِّي !

لن اتحدث بشكل تكتيكي عن مباراه اسبانيا وفرنسا بهذه الامسيه لانني القيت الضوء عليها بشكل كبير يوم امس (لمشاهده مقال امس اضغط هنا) لكنني ساتحدث بشكل فني عن مباراه الختام بالدور ربع النهائي بين الكبيرين انجلترا وايطاليا.

وبالحقيقه فانني اشفق بشكل كبير علي الثنائي او الثلاثي الدفاعي الايطالي الذي سيلعب غداً امام المنتخب الالماني ، اشفق عليه حقاً من اغلي مهاجمين اثنين في تاريخ انجلترا ، اشفق علي الدفاع الازرق من سرعه وقوه روني والمجهود البدني الخارق الذي يبذله اغلي لاعب انجليزي اندرو كارول ، ثنائي كهذا يجعلني ارجح فكره ان يلعب المنتخب الإيطالي بثلاثي خط دفاع وليس ثنائي ، تماماً كما حدث في مباراتي اسبانيا وكرواتيا وليس كمباراه ايرلندا ، فالشيء الذي يجعل برانديلِّي يلعب بثلاث مدافعين امام كرواتيا يجعله قطعاً لا يلعب باثنين فقط امام منتخب بحجم منتخب انجلترا المتالق بشده بهذه البطوله ، والارجح هنا ان يُشرك برانديلِّي بغياب نائب قائده كيليني ، ان يُشرك بونوتشي ودي روسِّي بالاضافه لافضل مدافعي يوفنيتوس بالموسم المنقضي اندريا بارازالي.

الشيء الاخر هو هل يعتقد جمهور الادزوري ان ثنائي دفاعي عملاق بالطول والقوه البدنيه ، هل سيصلح معهم ثنائي اقل كثيراً بدنيا كـ ثنائي الانتونيو ؛ كاسّانو ودي نتالي ، الثنائي المُشارك من البدايه امام ايرلندا ؟!

مؤكد ان دي نتالي سيعود للدكه امام انجلترا ، فلا دي نتالي قدّم ما يشفع امام ايرلندا ، ولا هو قادر علي مجابهه الثنائية بالقوه البدنيه والاكيد ان مدرب الفيولا السابق سيلجا للوحيد القادر علي صراع الديناصورات بتشكيلته الهجوميه واعني مهاجمه المشاغب ماريو بالوتِّيلي.

بالوتيلِّي اعطي حافزاً كبيراً لبرانديلِّي بمباراه ايرلندا ، اكد له انه لا يزال يملك الحماسه ويستطيع ان يعود من جديد سواء كان هناك اجواءاً عنصريه او لا مبالاه ، لكنه يعود من جديد.

لكن اياً كان ، فالصراع البدني بين الثنائي الهجومي لانجلترا وخط دفاع ايطاليا سيكون حافلاً ويملؤه الشغف ، السؤال هنا هل يكون الصراع بين هجوم الادزوري ودفاع انجلترا بنفس الدرجه ؟

 فين ايام جورج كلوني !

 فين ايام جورج كلوني !

 البومه .. عنوان التالق الالماني !

 البومه .. عنوان التالق الالماني !